الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


الشيخ صلاح الجودر: تحصين الشباب من الانحراف من أولويات المجتمع

تاريخ النشر : السبت ١٦ يوليو ٢٠١٢



قال الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة امس بجامع الخير بقلالي:
لئن كانت أعلام الإجازة الصيفية قد رفرفت، وبرامجها نشرت وأبرزت، وتفاوت الناس بالاستفادة منها فجدير بالمسلم وهو يقابل الإجازة بين الفراغ والانشغال أن يتأمل في وصية النبي (صلى الله عليه وسلم) حين قال: (اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالقِ الناس بخلق حسن) رواه الترمذي. فمما يعين المسلم على الاستفادة من وقته القادم هو رسم برامجه ووضع خططه للإجازة الصيفية، قاطعا لنزعات النفس اللحوح، داحرا لنزغات الوسواس الخناس.
حديث الإجازة الصيفية ذو صلة بشريحة مهمة من المجتمع، فئة عزيزة على الأسرة والأمة، وهي فئة الشباب والناشئة، إذ لا بد من تحصينها وحمايتها والاهتمام بها، ولاسيما في فترة الإجازة الصيفية، فالحديث عن فئة الشباب والناشئة والإجازة الصيفية هذا العام يختلف عن كل الأعوام، فقد أفرزت الأحداث الأخيرة هوية عنيفة جديدة في المجتمع، رائدها في ذلك فئة الشباب والناشئة المغرر بهم، فقد تم غسل عقول الكثير منهم بأفكار فاسدة، وشعارات مضللة، وخطابات محرضة، حتى تحول البعض منهم إلى خناجر مسمومة في جسد مجتمعه، الأمر الذي يؤكد ضرورة استثمار أوقات الشباب والناشئة، وملء أوقاتهم بالنافع المفيد من البرامج.
ما جرى خلال العام الماضي من اعتداءات وأعمال عنف وتخريب وتدمير كان الشباب والناشئة هم الأداة الطيعة التي استخدمها الأعداء في إشاعة الفوضى بالمجتمع تحت وهم (الربيع العربي)، وهي اعتداءات آثمة وأفعال طائشة وإجرام صارخ، وما ذلك إلا بعد أن تم تسخير الشباب والناشئة لأعمال دافعها استبطان أفكار مضللة وآراء شاذة وأهداف إقليمية مدمرة.
إن غياب الرقابة الأسرية كان سبباً بارزاً في تبني بعض الشباب والناشئة للأفكار المنحرفة، حتى أوقعتهم في مستنقعات العنف والتخريب والدمار والمسكرات والمخدرات، بل وقع البعض منهم في وديان الجريمة والإرهاب، حتى غدوا كالسهام المسمومة في جسد مجتمعهم، والمؤسف أنها أعمال ارتكبت باسم الدين، والدين منها براء.
أيها الإخوة، أيها الآباء، راقبوا أبناءكم، واعتنوا بتعزيز العقيدة الصحيحة في نفوسهم، علموهم ارتياد المساجد وحفظ كتاب الله ومعرفة السيرة النبوية الشريفة، حذروهم من مخالطة المتطرفين، أو مجالسة المتشددين وأصحاب الأفكار المنحرفة، افتحوا بينكم وبنيهم أبواب الحوار فمن خلاله تكتشفون ما يحملون من أفكار، ابعدوهم عن مواقع الفتن، ومستنقعات العنف والإرهاب، خذوهم إلى بيت الله الحرام، وزيارة المسجد النبوي الشريف، عرفوهم برسالة الإسلام، وبحضارة المسلمين، علموهم أن المسلم يحمل رسالة واحدة، وشعارا واحدا، وعقيدة واحدة، لا تختلف باختلاف الزمان والمكان، تتحطم تحتها كل الشعارات وتتلاشى أمامها كل الفروقات، إنها كلمة التوحيد (لا آله إلا الله)، وهي توحيد خلاص لله في إلوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
مع استقبال الإجازة الصيفية، فإن المسئولية تقع على كل أب وأم بتحصين واحتضان ووقاية أبنائهم وبناتهم من المؤثرات الخارجية، بتعزيز الإخلاص لله، وعُمق الولاء وصدق الانتماء، والالتزام بهدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) القائل: (المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هاجر السوء، والذي نفسي بيده، لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه)، قبل ذلك وبعده عون الله وتوفيقه.