عربية ودولية
وفاة روجيه جارودي الفيلسوف الفرنسي المثير للجدل الذي اعتنق الاسلام
تاريخ النشر : السبت ١٦ يوليو ٢٠١٢
باريس - (ا ف ب): توفي روجيه جارودي يوم الأربعاء في المنطقة الباريسية عن 98 عاما بحسب ما علم أمس الجمعة من بلدية شينفيير، ليرحل الفيلسوف الذي كان لفترة طويلة كبير المفكرين الشيوعيين الفرنسيين، والذي اعتنق الاسلام واثار جدلا كبيرا لتشكيكه في المحرقة اليهودية.
وتوفي جارودي يوم الاربعاء في شينيفيير حيث كان يقيم. وسيتم تشييعه يوم الاثنين في مدينة شامبيني سور مارن، بحسب ما ذكرت مصادر متطابقة أمس الجمعة. وجارودي ولد في 17 يوليو 1913 في مرسيليا (جنوب). وقد انتخب جارودي نائبا في 1954 ثم أصبح عضوا في مجلس الشيوخ. وبصفته استاذا للفلسفة، تولى من 1960 إلى 1970 رئاسة تحرير مجلة «كاييه دو كومونيسم» (دفاتر الشيوعية) الناطقة باسم الحزب، ومركز الدراسات والبحوث الماركسية (1960-1970).
في عام 1982 اعتنق الاسلام وفي 1996 اصدر كتابه «الاساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية» الذي نقض فيه وجود غرف الغاز و«فكرة مقتل ستة ملايين يهودي تمت تصفيتهم بأيدي النازيين». وقد تمت محاكمته وحكم عليه بالسجن تسعة أشهر مع وقف التنفيذ وبدفع غرامة قدرها حوالي 25 ألف يورو. وتم تثبيت الحكم نهائيا في عام 2000. إلا ان جارودي حصل على شهرة واسعة في العالم الإسلامي، وحاول القيام بمساع شخصية في طهران وبغداد حيث استقبله صدام حسين لإنهاء الحرب العراقية الإيرانية. وحصلت مؤلفاته على تقدير النظام الإسلامي الإيراني والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي رأى فيه نموذجا لإدانة «نفاق» الغرب و«ازدواجيته» والزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي الذي منحه «جائزة القذافي لحقوق الانسان».
وقال رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا ريشار براسكييه لوكالة فرانس برس «لقد انتهى بشكل بائس على الصعيد الثقافي وفي مستوى دنيء من الإنكار». وقال براسكييه ان «مؤرخين سيدرسون يوما ما نزعته الثقافية غير المألوفة.. التي جعلته احد أشهر الذين ينكرون المحرقة».
وفي نبذة أصدرتها أمس الجمعة بعنوان «رحيل روجيه جارودي، من ستالين إلى محمد»، أشادت صحيفة لومانيتيه الشيوعية بجارودي الذي «اضطلع، في نظر عدد كبير من المفكرين الشيوعيين في الحقبة الستالينية، بدور الفيلسوف الرسمي» الذي لا يمكن تصوره اليوم للحزب الشيوعي الفرنسي. واشارت إلى انه كان «الفيلسوف الرسمي» للحزب الشيوعي قبل ان يصبح مشاغبا فيه بسبب مواقفه الاحتجاجية. وقد طرد من الحزب في 1970.