الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بريد القراء


شباب وفراغ.. وميزانية شحيحة

تاريخ النشر : السبت ١٦ يوليو ٢٠١٢



الشباب عماد الأمة ومستقبلها وقوتها التي من المفترض أن تؤهل وتدرب ويُحسن تنشئتها التنشئة الصحيحة لكي يكونوا لبنة صالحة قوية في بناء مجتمعنا البحريني الذي يطمح إلى النمو والارتقاء بمخرجاته البشرية والحضرية.
إن المراكز الشبابية التي من المفترض أن يقضي فيها الشباب أوقات فراغهم بما ينمي مهاراتهم ويعزز خبراتهم بما يخدمهم ويبعدهم عما من شأنه أن يعكر سير حياتهم الطبيعية، هذه المراكز الشبابية بحاجة إلى دعم سخي وميزانية لإقامة الفعاليات والبرامج الشبابية التي تستقطب الشباب وتملأ أوقات فراغهم وخاصة في فترات العطلات الرسمية والإجازات الأسبوعية حيث يعاني الشباب من أوقات الفراغ التي لا تستثمر بالطريقة الصحيحة، ما نراه اليوم من عملية تجييش للشباب المراهقين والزج بهم للقيام بأعمال تخريبية وعمليات إرهابية لهو نتيجة لتخاذل الجهات المسئولة في الدولة عن القيام بدورها الصحيح لاحتواء هؤلاء المراهقين وانتشالهم ممن يزج بهم في قضايا سياسية ليس لهم فيها ناقة ولا بعير، وكثير منهم لا يدركون تبعاتها على صحتهم وعلى وطنهم، مع الأسف هؤلاء الشباب لم يجدوا مراكز شبابية تحتويهم وتبعدهم عن منابر التحريض والطائفية المقيتة التي تهدم القيم الوطنية في نفوسهم وتغرس فيهم الميول العدواني وتكرس فيهم كراهية الآخر، فمن المفترض أن تستغل طاقة الشباب في أعمال تعود عليهم بالنفع والفائدة وليس بحرق الوطن وتعريض حياة الآخرين للخطر.
هؤلاء الشباب هم ضحية السياسة الهدامة والتحريض الطائفي وما زاد في انحرافهم للقيام بهذه الأعمال التخريبية هو ضعف الدور الذي من المفترض أن تضطلع به الأندية الرياضية والثقافية والمراكز الشبابية لاحتواء هؤلاء الشباب وملء أوقات فراغهم في تنمية هواياتهم ومواهبهم وإكسابهم مهارات حياتية وعلمية يستفيدون منها في حياتهم المستقبلية بعيدا عن الأفعال المشينة التي تعرضهم للخطر وتعرض مستقبلهم للضياع.
وبقدر ما نضع اللوم على المحرضين المأزمين الذين يستغلون هؤلاء الشباب المراهقين في تنفيذ عمليات الحرق والتخريب، فإننا -بالقدر نفسه- نحمل المؤسسة العامة للشباب والرياضة اللوم على تخاذلها في دعم هذه الأندية الرياضية والثقافية والمراكز الشبابية التي تعاني من ضعف الميزانية إلى درجة أن الميزانية المخصصة لهذه الأندية لا تفي لإقامة فعاليتين أو ثلاث فعاليات على أكثر تقدير، كما أن هذه الأندية تفتقر إلى المتابعة المستمرة لمخرجاتها ومدى تنفيذ أهدافها ورؤيتها في تنمية قدرات الشباب وصقل مواهبهم واحتوائهم بعيداً عما قد يعرض مستقبلهم للخطر فهم عماد الأمة ومستقبلها المشرق والاهتمام بهم يعد من الأولويات التي يجب أن تعطى اهتمام كبير من قبل السلطات العليا في البلد أسوة بالدول المتقدمة التي تنفق ثروات طائلة لرعاية الشباب وتوفر احتياجاتهم وتلبية مطالبهم.
عبدالهادي الخلاقي