سالفة رياضية
«تيس الوزان»
تاريخ النشر : السبت ١٦ يوليو ٢٠١٢
بعد خزعبلات الإخطبوط «بول» في كأس العالم الماضي بجنوب إفريقيا انساقت قسرا إلى صحافتنا في هذه الأيام التي نعدها جميلة ونحسبها أكثر نضجا وأشمل وعيا وأوسع حكمة هرطقة البقرة «إيفون» والتي تم الإخراج والتهيئة لها بدقة متناهية من أناس محترفين ومتخصصين في أمور الشعوذة الصحفية وعلى أن تتنبأ البقرة بالمنتخبات الفائزة ضمن منافسات كأس أوروبا لكرة القدم «يورو 2012» من خلال إقدامها على الأكل من طعام أحد الوعاءين الخاصين بالمنتخبين المتنافسين والمزينين بعلم بلدهما تماما كما كان يفعل الإخطبوط «بول» عندما يهم بأذرعه الطويلة والملتوية على حوض الماء معلنا المنتخب صاحب الحظ السعيد سلفا، وهذا طبعا في عقلية مخرج المسرحية الهزلية ومسوق الأخبار المسمومة والأقرب إلى الرهان أو الخرافة التي لا تحترم عقول القراء، وإن كان الصواب ساير «بول» عن طريق الصدفة في مهمته السابقة فإن البقرة «إيفون» جانبها الصواب منذ أول تنبؤ لها حيث فاز منتخب ألمانيا على منتخب البرتغال 1 - صفر بخلاف ما تنبأت به، حيث فاز البرتغال، فالبقرة الجائعة والمسكينة التهمت وعاء الأكل البرتغالي وقضت عليه نهائيا والذي يبدو أنه أعد بشكل أفضل وكان أكثر جودة وسخونة ولذة من الوعاء الألماني المشبع بزيت السيارات.
وما أود الإشارة إليه أن مثل هذه المقتطفات الإخبارية الرخيصة والهزيلة والهزلية تفسد الذوق الرياضي العام وتشوش أفكار الرياضيين وتعكر صفو جماليات الكرة بكل ما فيها من حلاوة ونكهة خاصتين وبكل ما فيها من لذة ومتعة كبيرتين لما تفرزه من نتائج مفرحة أو محزنة عندما تبقى في واقعها الطبيعي مبهمة وحبيسة الذهن والخيال والتخمين والتوقعات الهائمة حتى الثواني الأخيرة من عمر المباريات، وإذا كانت المسألة بسيطة إلى هذا الحد وقد يظهر لنا في بطولة قادمة مشعوذون جدد بحيوان جديد فكان حري بأهل مملكة البحرين من الرياضيين القدامى وغيرهم من العامين الاستفادة من «تيس الوزان» الذي ذاع صيته في حقبة السبعينيات من القرن الماضي وكان ذلك التيس الفحل بين قطعان الغنم معززا مكرما لمكانته وفحولته وسلالته وعنفوانه وشكله المرعب عندما يتواجد بين قطيع الغنم حتى اكتسب شهرة عالية عمّت كل مناطق البحرين وتعدتها إلى الدول العربية المجاورة، ولا أتصور أن حيوانا آخر اكتسب ذات الشهرة فلا «الإخطبوط بول» ولا «البقرة إيفون» ولا حتى النعجة «دولي»، وكان حريا بأهل البحرين أن يستثمروا «تيس الوزان» في التنبؤ بالمنتخب الفائز في بطولات ومسابقات المنطقة وفي أول بطولة خليجية انطلقت من أرض مملكة البحرين وبالطريقة التي تتناسب مع التيس الفحل وتعجبه.
سألني الناس
من هو الأفضل لتحديد النتيجة «بول» أم «إيفون»؟
أجبتهم:
الأفضل والأنسب والأجمل أن يستفيد الرياضي الإنسان من مخيلته ورجاحة عقله وبالعلامة الكاملة، وأن لا ينزل إلى مستوى بهيمة همها علفها.