المال و الاقتصاد
الاكتتابات العالمية تتراجع 69% في 3 أشهر
تاريخ النشر : الأحد ١٧ يونيو ٢٠١٢
تراجع نشاط الاكتتابات العامة على مستوى العالم بحوالي 69% خلال الربع الأول من هذا العام لتصل قيمته إلى حوالي 14.3 مليار دولار وهو أقل معدل له منذ الربع الثاني من عام 2009 عندما سجل 10.4 مليارات دولار فقط.
وذكرت مصادر صحفية غربية أن عدد صفقات الاكتتابات خلال الربع الأول توقف عند 157 صفقة فقط، مقارنة بحوالي 296 صفقة بلغت قيمتها 46.6 مليار دولار خلال الربع نفسه من العام الماضي.
وإذا كانت أزمة الديون السيادية الأوروبية والأمريكية كانت لها توابع سلبية على نشاط الاكتتابات العالمية، فإن ثورات الربيع العربي أدت أيضًا إلى انكماش هذه الصفقات طوال العام الماضي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) وإن كانت قد ارتفعت قليلاً خلال الربع الأول من هذا العام لتصل قيمتها إلى 82.8 مليون دولار بزيادة 400% عما شهده الربع الأول من العام الماضي عندما بلغت قيمتها 21.7 مليون دولار فقط.
ويقول فيل جاندير، خبير الأسواق المالية بمؤسسة إرنست اند يونغ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: إن أسواق الاكتتابات العامة مازالت هادئة منذ بداية العام الماضي برغم التحسن الواضح في البورصات العربية.
ومن أهم صفقات الاكتتابات العامة التي شهدها الربع الأول صفقة بيع شركة تكوين السعودية، لأسهم بحوالي 62 مليون دولار، وكذلك شركة طوكيو مارين السعودية التي جمعت حوالي 16 مليون دولار من بيع أسهمها.
ومع الانتعاش النسبي لهذه الصفقات فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت الإعلان عن 125 صفقة في مجال الدمج والاستحواذ خلال الربع الأول من هذا العام إلا أن قيمتها توقفت عند 6.4 مليارات دولار فقط مقارنة بحوالي 13.8 مليار دولار قيمة 112 صفقة سجلتها المنطقة خلال الربع الأول من العام الماضي.
ويقول ريتشارد بيزسون، مدير وحدة كابيتال آى كيو التابعة لمؤسسة ستاندرد آند بورز: إن أكبر صفقة دمج شهدها الربع الأول من عام 2011 هي شراء شركة IPIC من أبو ظبي حصة قدرها 53% لشركة سيسبا الإسبانية بحوالي 8.5 مليارات دولار، وهي الصفقة التي جعلت قيمة هذا النشاط يحقق تحسنًا ملموسًا خلال ذلك الربع، ولاسيما أن هذا النشاط استمر يتراجع طوال شهور العام الماضي حتى عقدت بعض الصفقات في الربع الأخير والتي بلغت قيمتها 3.1 مليارات دولار، ولكن مع انتعاش الصفقات في الربع الأول من هذا العام فإنه من المتوقع أن يتحسن هذا النشاط أكثر وأكثر مع مرور الشهور المقبلة، كما يؤكد ريتشارد بيترسون.
ومن أهم صفقات الدمج والاستحواذ خلال الربع الأول من هذا العام الصفقات العابرة للقارات، مثل استحواذ مبادلة السعودية على شركة جروبو البرازيلية واندماج ستتوريون انفسمت الهندية مع مؤسسة الخدمات المالية الإماراتية.
وإذا كانت الاندماجات والاستحواذات العابرة للقارات تشكل 64.7% من إجمالي نشاط الدمج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الربع الأول فإن المستثمرين المحليين يواصلون أيضًا نشاطهم في سوق الدمج والاستحواذ مع استهدافهم الأصول القوية في الاستثمارات العالمية، مثل شركة الاتحاد للطيران التي اشترت 3% من شركة إير لينجاس الإيرلندية الشهر الماضي.
وأعلنت شركة امجين الأمريكية للتكنولوجيا الحيوية الشهر الماضي أيضًا عن عزمها الاستحواذ على 95.6% في شركة نيفزات التركية للأدوية بحوالي 700 مليون دولار.
ويرى ريتشارد بيترسون أن أسواق الدمج والاستحواذ سواء العالمية أو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسير في الاتجاه الصحيح حاليًا، لأن عام 2003 مثلاً شهد انخفاضًا شديدًا في هذه الأسواق، ولم يكن أحد يتخيل أن تصل قيمة هذه الأسواق في 2006 و2007 أكثر من 5 تريليونات دولار، كما أنه في عام 2002 لم يكن يتوقع أحد أن يحدث انخفاض شديدة مرة أخرى، بسبب الأزمة المالية العالمية التي فاجأت معظم المحللين.
ورغم أن قيمة هذه الصفقات مازالت محدودة هذا العام حتى الآن، فإن هناك زيادة ملحوظة في عدد الصفقات، كما أن أدنى مستوى لهذا النشاط حدث في الربع الأخير من العام الماضي وأن هناك انتعاشًا واضحًا في بداية العام الحالي.