مسافات
الحكومة تحتفل بالخريجين بينما «الوفاق» تزج بهم في المظاهرات!
تاريخ النشر : الأحد ١٧ يونيو ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
تشهد البحرين هذه الأيام احتفالات في المدارس والبيوت وفي الفنادق والمطاعم بمناسبة تخرج أفواج الطلبة والطالبات في الثانوية العامة.. وكعادتها تقوم الصحافة المحلية بمشاركة الأهالي فرحتهم بتخرج الأبناء والبنات وتخصص ملاحق بالصور الملونة للمتفوقين منهم.. وهي فرحة وغبطة وسرور يشترك فيها أبناء البحرين من جميع المذاهب الدينية.. بتعبير آخر ان فرحة التخرج من الثانوية العامة فيها أبناء وبنات من الطائفتين الكريمتين (الشيعية والسنية)، فالتعليم في البحرين جمعهم معا في مدارس مشتركة واحدة، ولم يكن لدينا مدرسة شيعية وأخرى سنية! وكذلك الطلبة في مختلف الكليات والجامعات.
لكن هذه الفرحة بتخرج الأبناء والبنات في المدارس الثانوية لا تكتمل الا بتوافر فرص مواصلة الدراسة الجامعية لمزيد من التأهيل العلمي والأكاديمي.. كذلك لا تكتمل الفرحة بتخرج طلبة وطالبات الجامعات الا بتوافر فرص العمل والانتاج بعد التخرج.. وهنا نتوقف أمام طريقين متناقضين في التعامل مع تحقيق هذه الفرص أو عدمها.
الطريق الأول يتمثل في اجتهاد (الحكومة) وسعيها لتوفير فرص مواصلة الدراسة الجامعية للخريجين من الثانوية العامة، وسعيها أيضا في توفير فرص العمل في الشركات والوزارات والبنوك والمصانع للخريجين من الجامعات من خلال تشجيع فرص الاستثمار وجلب رؤوس الأموال ورجال الأعمال والشركات العالمية، ولا تفرق (الحكومة) في توفير (فرص العمل) و(فرص مواصلة الدراسة الجامعية) بين طالب شيعي أو طالب سني.. كلهم أبناء البحرين.. والميزة الوحيدة هي (الكفاءة) والتفوق العلمي.
الطريق الثاني.. هو طريق الاحباط وتكسير أجنحة هؤلاء الشباب الخريجين، من خلال زجهم في مظاهرات (غير مرخص لها)، وزجهم في ارتكاب أعمال العنف والتخريب والاعتداء على رجال الشرطة والمواطنين بالمولوتوف وقطع الطرقات، ولعلكم تلاحظون بوضوح ان طلبات (جمعية الوفاق) في الخروج بمسيرات ومظاهرات واعتصامات زادت أكثر مع بدء (الإجازة الصيفية) للتلاميذ والطلبة!.. بل ويتعمدون طلبها في شوارع ومناطق تجارية وحيوية يستخدمها المواطنون والمقيمون يومياً لانجاز مصالحهم وشئون حياتهم!
إذن نحن أمام طريقين متناقضين في التعامل مع فرحة التخرج المدرسي والجامعي.. طريق (الحكومة) التي تنظر الى مستقبل أفضل للبناء.. وطريق (الوفاق) التي تريد تحطيم أحلام هؤلاء الخريجين عن طريق دفعهم الى إيذاء أنفسهم.. أي انها تعتبر الشباب والفتيات مجرد (أضحيات) في معارك وهمية مع (الدولة)!