الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بريد القراء


كوني انتِ ياسيدتي (2)

تاريخ النشر : الأحد ١٧ يونيو ٢٠١٢



نعم يا سيدتي كوني زوجة تعرف كيف تسعد نفسها وزوجها.. نعم حاولي وأنتِ على ثقة ان تفهمي زوجك ان تدرسي نفسه وأن تتحسسي ميوله واهواءه ثم حاولي ان تسهلي عليه ان يفهمك ويدرس نفسك ويتحسس ميولك واهواءك, نعم افعلي مثل هذه المحاولات ومنها تقوم السعادة الزوجية واجعلي من البيت - قدر المستطاع - فردوسا وعشا تشيع فيه وجوه أصحابه ضروب المتع الانسانية, فيظل ذلك الرجل داخلا لا خارجا. ان الحياة بطبيعتها معقدة فذلليها بدل ان تزيديها تعقيدا، وطريق الحياة وعر طويل فغنيا وارقصا كلما ادرككما التعب بدل ان تتشاكيا وتتشاجرا، كوني أمًّا ثم كوني أمًّا عاقلة رشيدة.. أمًّا تعرف كيف تنشئ بناتها وأولادها تنشئة صحيحة عقلا وروحا وجسما, أمًّا تدرك ان الجزء الاشرف والاسمى من رسالتها في الحياة هو أن تخرج لوطنها ومن مدرستها التي هي بيتها ذرية تستطيع ان تضطلع بالمسؤوليات التي تلقى عليها.. ذرية قد تشربت منك مبادئك السامية وتلقت منك دروس الاعتزاز بقوميتنا العربية ودروس الايثار والتضحية والعمل للجماعة وخير الجماعة, فأنتِ وحدك يا سيدتي بناءة الاجيال، فكوني ربة بيت.. اجل كوني ربة بيت تعرف كيف ترعى بيتها وكيف تعدل بين رعيتها وتجعل من هذه الرعية وحدة متجانسة متفاهمة.. وكفى ما ذقناه في الاجيال السابقة من تفكك واختلاف وما منينا به من تخلف وضعف وكراهية لأنفسنا بسبب جهل كثير من أمهات الاجيال السابقة بواجباتهن ورسالتهن. طيب ياسيدتي واخيرا كوني اولاً مواطنة صالحة.. نعم مواطنة تعرف كيف تجعل من نفسها قوة فعالة مؤثرة في نهضة الوطن العربي.. أعلني وجودك وارفضي ان تكوني كَلاًّ على مولاك وعبئا على غيرك، فتلك بعض مساوئ العبودية الماضية التي آن لنا ان نتخلص منها.
هذه ياسيدتي همسة أخ لك في العروبة والاسلام يؤمن بحقك وفضلك ومقدراتك التي لم تستثمر بعد فاستقبليها بالروح الطيبة المأثورة عنك وأكرميها بقراءتك لها وتدبري لمراميها ثم ترجمي هذه الاقوال إلى افعال حتى نبلغ بك إلى ما نصبوه إليه من آمال.
أحمد خالد عبدالوهاب