كانت تنتظر أيام الشتاء بفارغ الصبر لكي تحصل على معونة الشتاء لأنها وعائلتها كانت تعيش تحت خط الفقر وكانت ملامحها تحمل كل معاناة من يعيشون تحت خط الفقر، ولأنها وعائلتها كانت تعيش في فقر مدقع فلم تكمل تعليمها وخرجت لتعمل في أدنى درجات السُلم الوظيفي ولكن جاء يوم واختارها فيه المدير العام سكرتيرة له، ومنذ ذلك اليوم تبدلت الأحوال وأعطيت لها العديد من الصلاحيات وهيئت لها العديد من الدورات وصار الحاصلون على المؤهلات بانتظار رضاها لكي توافق لهم على دوراتهم التدريبية وتحولت ميزانيتها الخاوية ليس إلى آلاف الدنانير بل إلى مئات الآلاف من الدنانير وصارت تركب السيارات الفارهة وتلبس أغلى الماركات من فوق إلى تحت، وتعيش في فيلا فخمة وتملك العقارات وتطورت أحوال عائلتها أيضا ليصبحوا بين ليلة وضحاها من الوجهاء بعد ان كانوا تحت خط الفقر.
وبالطبع فإن من يشاركونها المؤسسة وخاصة الحاصلون على شهاداتهم الجامعية بامتياز مع مرتبة الشرف يشعرون بالحيرة حين يكون مصيرهم تحت يدها ويتساءلون عن ضياع جهودهم طوال عمر كامل وكيف حققت ما حققت عبر الفساد الأخلاقي والإداري والمالي.