في إطار التطوير المستمر والتحديث المتواصل للتعليم الفني والمهني بالمملكة، افتتح الأستاذ حسن صالح صليبيخ الوكيل المساعد للموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم برنامجا تدريبيا مكثفا يتوزع على ستة مشاريع تطويرية، حيث تتنوع هذه المشاريع بين تمهين المعلمين من خلال تطوير وصقل مهاراتهم في إعداد المناهج والمواد التعليمية للتخصصات المختلفة، مرورا بالتجهيز والإعداد لاستحداث تخصصات فنية جديدة تواكب متطلبات سوق العمل، هذا إلى جانب تهيئة العاملين في حقل التوجيه والإرشاد المهني لمواكبة أحدث الاتجاهات في هذا المجال الذي يلعب دورا مهمّا في تلبية حاجات المتعلمين المختلفة الحالية والمستقبلية (النفسية والأكاديمية).
وقد دخلت أربعة من تلك المشاريع حيّز التنفيذ من خلال دورات نوعية ينظمها مركز التميز للتعليم الفني والمهني بمعهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا، وتأتي هذه المشاريع - ومن ثم الدورات - تحقيقاً للخطة الاستراتيجية للوزارة في تطوير التعليم الفني والمهني من خلال تطوير المواد التعليمية، وتمهين المعلمين والارتقاء بأدائهم وإكسابهم المهارات اللازمة للتعامل مع المستجدات في الحقل التعليمي، والاهتمام بكل ما يقدم للمتعلمين من خدمات مصاحبة للعملية التعليمية.
وبالتنسيق مع خبير من منظمة اليونسكو تم التعاقد مع عدد من الخبراء الدوليين للقيام بتنفيذ هذه الدورات، ويستفيد منها رؤساء الأقسام في التعليم الفني والمهني ومنسقو البرامج، والأخصائيون الأوائل، بالإضافة إلى عدد من المعلمين والمعلمات من المدارس المطبقة للنظام المطور للتعليم الفني والمهني بالمسارين الصناعي والتجاري، وستتواصل هذه الدورات التدريبية على مدى أسبوعين.
وعلى هامش الافتتاح أشار الأستاذ حسن صليبيخ إلى أهمية هذه البرامج والمشاريع التي تصب في مجال تطوير التعليم الفني والمهني والذي تتبناه الوزارة ويوليه الوزير الدكتور ماجد بن علي النعيمي عناية خاصة، وذلك من خلال إلحاق المعلمين والمعلمات بدورات نوعية متخصصة، مع التحقق من تطبيقها بحسب أحدث المعايير والنظم العالمية، ومطابقتها لمتطلبات هيئة ضمان الجودة بالمؤسسات التعليمية، على أن تأتي في وقت لاحق دراسة مدى انعكاس هذه الدورات على عمليات التعليم والتعلم داخل الصفوف الدراسية وخاصة والفعاليات المدرسية عامة.
كما أشاد الأستاذ حسن صليبيخ بجهود الدكتور هاشم عبدالوهاب خبير اليونسكو(سابقاً) في تطوير برامج التعليم الفني والمهني والإشراف على إدارة مركز التميز للتعليم الفني والمهني ليصبح مركزاً إقليميا من الدرجة الثانية، بحسب الاتفاقية المبرمة بين كل من وزارة التربية والتعليم واليونسـكو.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورات التدريبية يقوم على تنفيذها نخبة من خبراء اليونسكو والمتخصصين من ذوي المكانة المرموقة كل في مجال تخصصه، حيث تقوم كل من الدكتورة ماريا رودريغز والدكتورة كاسندرا أوكنور (من جامعة بولتون - بريطانيا) بتنفيذ دورة حول كيفية إعداد المواد التدريبية لمناهج التوجيه والإرشاد المهني وفق المعايير المهنية العالمية، فيما يقوم الدكتور سعيد ملك شاهي (جامعة برايتون - بريطانيا) بطرح موضوع طرائق واستراتيجيات تدريس مناهج الهاتف النقال، ويقوم كل من الدكتور مايكل لورنس (جامعة بولتون - بريطانيا) والدكتور كريستوفر نايت (جامعة برايتون - بريطانيا) بتدريب المعلمين على المواد التعليمية للتخصصات الكهربائية والميكانيكية بالمدارس الثانوية الصناعية، ويقوم الخبير وليف غنغ ألبرشت (هيئة المؤهلات الاسكتلندية) بتدريب المشاركين للحصول على شهادة التقويم والتدقيق (A1,V1) ضمن متطلبات تطبيق منظومة الجودة بعناصرها العشرة في التعليم الفني والمهني، ويقدم الخبير أندرو فروست (مؤسسة التجهيزات الطبية - بريطانيا) دورة تدريبية عن تأسيس وبناء مناهج تخصص صيانة الأجهزة الطبية، أمّا ختام الدورات التدريبية فستكون الدورة التي يقدمها الأستاذ علي محمد عمر (معلم بمدرسة الجابرية الصناعية - قسم الرسم الهندسي) تتعلق بتوظيف برنامجي (Inventor& 3D Max) في عملية التعليم والتعلم بالتعليم الفني والمهني.