عربية ودولية
الأمير نايف بن عبدالعزيز يوارى الثرى في مكة
تاريخ النشر : الاثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢
ووري جثمان ولي العهد السعودي الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي توفي أمس الأول في مدينة جنيف السويسرية الثرى في مقبرة العدل بعد أداء الصلاة عليه في الحرم المكي الشريف، حيث كان في استقبال الجثمان في جدة عدد من الأمراء وكبار المسؤولين في المملكة وفي مقدمتهم الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
وتصدر المصلين على الفقيد الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وصل مساء أمس الأول إلى مكة المكرمة، لحضور مراسم تشييع الأمير نايف، فيما وصل عدد من رؤساء الدول والمسؤولين للمشاركة في التشييع ولتقديم واجب العزاء من دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى ملك الأردن عبدالله الثاني وشقيق ملك المغرب الأمير مولاي رشيد والرؤساء الفلسطيني محمود عباس والسوداني عمر البشير واليمني عبدربه منصور هادي والتركي عبدالله غول ورئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي ورئيس المجلس العسكري في مصر المشير حسين طنطاوي.
ووجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإقامة صلاة الغائب بعد صلاة العشاء أمس الأحد على أخيه الراحل الأمير نايف في المسجد النبوي بالمدينة المنورة وفي جميع جوامع ومساجد مدن ومحافظات ومراكز وقرى المملكة.
وكان الأمير نايف خارج المملكة قبل إعلان وفاته، إذ استقبل قبل عدة أيام عدداً من الأمراء والمسؤولين وفي مقدمهم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة الحدود الشمالية، في مقر إقامته في مدينة جنيف السويسرية.
وكانت مصادر طبية مطلعة في جنيف أكدت ان الأمير نايف توفي جراء «مشاكل في القلب وخصوصا الشرايين». وأضافت ان ولي العهد «شعر بتوعك يوم الأربعاء الماضي فتم استدعاء أطباء اختصاصيين من المركز الطبي الجامعي، لكنه لم يدخل أي مستشفى ولزم مقر إقامته في قصر شقيقه الراحل الأمير سلطان في ضاحية كولوني»، قرب جنيف، إلى حين وفاته.
والأمير نايف المولود في الطائف سنة 1933 يحظى برصيد شعبي قوي، وخصوصا بعد أن أبدى نجاحاً باهراً في قيادة العمليات الأمنية والفكرية لمواجهة تنظيم القاعدة، واستطاع خلال 3 سنوات هي عمر الصراع الميداني مع التنظيم أن يشل أركانه ويجبره على الهروب من المملكة إلى مناطق شتى في العالم.
وبدأت القاعدة عملها فعلياً في المملكة بين العامين 2003 وحتى2006، وتمكّنت خلال تلك العمليات من ضرب عدد من المنشآت واستهداف الأجانب وبعض الشخصيات العامة ومنها هو شخصياً لكن القبضة الأمنية المحكمة بالتوازي مع البرامج الفكرية قضت تقريباً على كل نشاطاتها وأجبرتها على النزوح بعيداً عن السعودية.
وتولى الأمير نايف مسؤولية وزارة الداخلية في المملكة منذ أكثر من 36 عاماً، ويوصف غالباً بأنه محافظ، إلا أنه كثيراً ما يبادر من خلال وزارته بخطوات تحديثية في المجتمع السعودي المحافظ، مثل إقرار بطاقات الهوية للنساء بعد أن كن لسنوات طويلة ملحقات في دفاتر العائلة بالرجال.
وفي عام 2009 عيّن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأمير نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وهو منصب تمكن كل الذين شغلوه من الوصول الى ولاية العهد لاحقاً، وأدار الأمير نايف بلاده في كثير من الأوقات خلال هذين العامين بسبب مرض الملك وولي عهده السابق الأمير سلطان.
وعُرف عن الأمير نايف اهتمامه الكبير بقضايا الشباب في المملكة، حيث تنفذ وزارة الداخلية الكثير من الحملات والبرامج التوعوية للشباب الذين يشكلون نسبة تتجاوز 60% من المجتمع السعودي، وخصوصاً في مجالي الرياضة ومكافحة المخدرات.
وبويع الأمير نايف في 27 أكتوبر عام 2011 ولياً للعهد في أعقاب وفاة ولي العهد السابق الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وهو إلى جانب الانجازات التي حققها على أصعدة مختلفة داخل المملكة، فإنه اهتم بشكل لافت بالعمل الإنساني والاغاثي، كما رعى العديد من المسابقات والفعاليات والجوائز الثقافية.