مصارحات
مجلسنا النيابي.. من أنتم؟!
تاريخ النشر : الاثنين ١٨ يونيو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
كان النّاس يتساءلون عن غياب المجلس النيابي الفاضح، فيما تمرّ به البحرين اليوم، من صراعات بين من يريدون دولة القانون، ومن يريدون دولة الفوضى، حتى استيقن الناس أنّ النوّاب ليسوا على قدر المسئولية.
بعض الأخوة النوّاب يحتجون على عدم دعوتهم لحضور مؤتمر أمن الخليج، ويبدو أنّهم لم يعرفوا بعد؛ أنّهم عنصر غير مؤثّر أبداً في أحداث البلد، ولذلك فإن احتجاجهم في غير محلّه.
منذ عام وأكثر، مرّت بالبحرين أحداث كثيرة غيّرت مجرى العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولم يكن للنوّاب أي دور فيها، والسبب أنّهم أصبحوا على هامش الأحداث!
بعضهم حوّل المجلس النيابي إلى مجلس بلدي، حيث انحصرت وظائفهم في التسابق على تقديم اقتراحات منصبّة على الجانب البلدي والخدماتي من شوارع ومجار وحدائق، مُتناسين أنّ النائب له دور تشريعي ورقابي أصيل، يُسقط حكومات ويعيّن أخرى، ولكن أنّى لمن يرى نفسه في المرآة حَملاً أن يكون أسداً على الأرض!
نوّاب لم يكن لهم دور في حوار «الطرشان»، ولم نسمع لهم اعتراض عندما أهينوا عن بكرة أبيهم! والسبب أنّهم مسيّرون، ويعيشون على هامش أحداث الوطن!
حديثنا هذا لا يقلّل من احترامنا للبعض منهم، ولكن عندما نقارن بين المجالس النيابية المؤثرة وبين مجلسنا النيابي، نجد الفرق الشاسع بين نوّاب يتحرّكون بهموم الشارع، وبين آخرين عندنا، أصبحت العضوية النيابية عند الكثيرين منهم للأسف الشديد؛ فرصة سانحة للحصول على المكاسب والمغانم، وتمرير الطلبات الحكومية، حيث إن ولاءهم للسلطة التنفيذية أكثر من ولائهم لسلطتهم التشريعية التي أوصلهم الشعب إليها!!
كم شاهدنا من نماذج نيابية تخرج على وسائل الإعلام المرئية، لا تستطيع نُطق كلمتين على بعض، ومع ذلك تجد تصريحاتهم الصحفية في الأسبوع بالعشرات، وجميعها تتناول قضايا هي أكبر من فهمهم واستيعابهم، وهي إشارة إلى حقيقة الدور الذي يلعبه بعضهم، حيث أصبح مطيّة لجهات مختلفة تستخدم اسمه وصورته لتمرير ما تريد!
أقولها وكلي أسىً وحسرة، لقد نجحت الدولة في إضعاف المجلس النيابي والجمعيات السياسية السنيّة، حيث جعلتهم كاللوحات الزيتية التي تزيّن جدار الديمقراطية، واكتفت بوجودها في الملعب وحيدة، مع جمعيات تلبس رداء «المعارضة»، وهي في حقيقتها؛ رقم سياسي تركبهُ جهات إقليمية ودولية، لتحقّق به ما تريد!
برودكاست: هناك عُنصر همّشته الدولة طوال عقود، وهاهي تواصل اليوم تهميشه، وكلّ الأسف أنّ رموزه رضوا بذلك التهميش، وأصبحوا أصفاراً على اليمين، لا يمثّلون أطيافاً واسعة من المجتمع، وثقت بهم؛ ولكنّهم خذلوها ومازالوا!!
أما آن لطيف جديدٍ أن يتشكّل، يستوعب نقاط الفشل، كما يدير عناصر القوّة بنجاح، حتى لا نجد أنفسنا فجأة؛ خارج إطار الوطن!!
آخر السّطر: المجلس النيابي لا يستطيع الدفاع عن حقوق الناس ولا تحقيق الزيادات التي يتمنونها! لا يستطيعون الدّفاع عن حقوق المتقاعدين! لا يستطيعون حماية الناس في قضيّة علاوة المذلّة! لا يستطيعون وقف الهدر والفساد! يحقّ لنا أن نسألكم: من أنتم؟!