عربية ودولية
تعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد في السعودية
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٢
أصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاثنين أمرا بتعيين أخيه الأمير سلمان وليا للعهد خلفا للأمير نايف الذي توفي السبت، حسبما افاد التلفزيون الرسمي.
وذكر التلفزيون في اعلان عاجل انه صدر «امر ملكي بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع».
كما اعلن التلفزيون تعيين الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية خلفا للأمير نايف الذي كان يشغل ايضا هذا المنصب. والأمير أحمد اخ شقيق للأمير نايف وكان نائبه في الوزارة.
واشار الامر الملكي إلى «الاطلاع على نظام هيئة البيعة». وضمن آليات الخلافة التي اقرت، أنشئت هيئة البيعة عام 2006 لتأمين انتقال سلمي للسلطة في السعودية. وقد عين الملك عبدالله اعضاءها واضعا على رأسها اخيه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبدالعزيز. وتضم الهيئة 35 اميرا، هم 18 من الجيل الاول والاحفاد الذين توفي آباؤهم من ابناء الملك عبدالعزيز، مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود.
وكان الملك عبدالله اعلن في اكتوبر 2007 اللائحة التنفيذية التي تحدد آليات تطبيق نظام هيئة البيعة بعد عام من اصداره وتنص على تفعيل عمل الهيئة بعد وفاة الملك الحالي. يشار إلى ان رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل موجود في نيويورك حاليا حيث يخضع لفحوصات طبية، بحسب مصدر رسمي. وترسخ هذه التعيينات رغبة العائلة المالكة في تولي الجيل الاول من ابناء العاهل الراحل عبدالعزيز المناصب المهمة في المملكة التي تأسست عام 1932. وحتى الآن، تولى سدة الحكم خمسة من ابناء الملك عبدالعزيز منذ وفاته عام 1953، وقد انجب 36 ذكرا توفي نصفهم. ولا يشكل اختيار الأمير سلمان (76 عاما) لولاية العهد مفاجأة فتعيينه في هذا الموقع كان متوقعا على نطاق واسع.
والأمير نايف، الذي كان يعد من ابرز اركان الحكم في السعودية، توفي السبت في جنيف عن 86 عاما، وهو كان خلف شقيقه ولي العهد السابق الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي توفي اواخر اكتوبر 2011 في احد مستشفيات نيويورك.
يذكر ان الملك كان قد عين الأمير سلمان وزيرا للدفاع مطلع نوفمبر الماضي خلفا للامير سلطان لكنه اعاد تنظيم هذه الوزارة منتزعا منها المفتشية العامة والطيران المدني خصوصا. ويؤكد الخبراء ان الأمير سلمان يحظى بشعبية في أوساط الشباب من الاسرة المالكة مشيرين إلى خبرتة المديدة في الاعمال الحكومية كما انه قد يكون المفضل بالنسبة إلى الساسة الغربيين لدى التطرق إلى مسألة تبوؤ سدة الملك في المستقبل.
وتجمع مختلف الاوساط على ان الأمير سلمان يعتبر «حكما ومرجعا» في العلاقات بين اشقائه السبعة من والدته الأميرة حصة السديري، ابرزهم الراحلان الملك فهد والاميران سلطان ونايف، واخوته الذين لا يزالون على قيد الحياة وعددهم 17 أميرا.
وقد تم تعيينه عام 1955 اميرا لمنطقة الرياض، الا انه استقال عام 1960 قبل اعادة تعيينه عام 1963 إلى حين توليه وزيرا للدفاع الخريف الماضي. ويقول خبراء في شؤون المملكة والخليج ان فترة تسلمه امارة الرياض جعلت منه «شخصية تحظى باحترام كبير كحكم بين الاشقاء والاخوة في سلالة آل سعود كما انه يتمتع بتأييد قطاع واسع في صفوف المواطنين». والامير سلمان هو الابن الخامس والعشرون للملك عبدالعزيز، وقد تزوج ثلاث مرات ولديه 12 ابنا بينهم اثنان توفيا خلال العقد الماضي. ابرز ابنائه الأمير سلطان بن سلمان رائد الفضاء سابقا ورئيس هيئة تطوير السياحة حاليا، والأمير فيصل الذي يتولى مهام مجموعة الابحاث والتسويق ناشرة العديد من المطبوعات واهمها صحيفة «الشرق الاوسط» وعبدالعزيز مساعد وزير النفط.
وكان الأمير سلمان رئيسا لجمعيات عدة شملت مهامها تقديم المساعدات لمصر والجزائر والاردن والفلسطينيين وباكستان وسوريا من الخمسينات حتى أواخر السبعينيات. وتولى رئاسة لجنة تقديم العون للكويتيين عام 1990، والبوسنة والهرسك عام 1992، وجمع التبرعات لانتفاضة القدس عام 2000.
ويشرف الأمير سلمان على الهيئة العليا لتطوير الرياض التي اصبح عدد سكانها 5,6 ملايين نسمة، كما اتسعت مساحتها لتصل إلى ما لا يقل عن عشرة آلاف كلم مربع مع الضواحي. كما يتولى رئاسة لجان تعنى بالصحة ومؤسسات تهتم بالتعليم الجامعي.
ورجح محللون أن يواصل الأمير سلمان اصلاحات اجتماعية واقتصادية حذرة.
ويرى مايكل ستيفنز الباحث في فرع المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والامنية في قطر أن ما يتعين على الأمير سلمان القيام به هو «محاولة احداث قدر من التأثير في قطاع من المؤسسة الدينية في البلاد». وأضاف «سيتعين عليه البدء في التعليق على قضايا الامن الاقليمي وكذلك مبادرات السياسة الخارجية». وتحرص المملكة على المحافظة على استقرارها وامنها في ظل التوتر مع ايران.