الثلاثاء وكل يوم
إنسولين وإنوفست وجامعة الخليج العربي
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٢
أحمد عبيدلي
ثلاثة مسائل لفتت انتباهي عندما علمت بنية شركة إنوفست لإقامة مشروع لإنتاج الإنسولين لمعالجة السكري، بمدينة سلمان الصناعية. أولها إصرار أصحاب المشروع على الإنتاج بجودة عالية. وثانيها، التفكير منذ البدء بأن الإنتاج سيكون بمواصفات أمريكية وأوروبية وبوجود نية للتسويق بأوروبا وشرق آسيا، وتم تحديد شركتين لمخاطبة متطلبات التسويق العالمي. وثالثهما: ان الشركة المنتجة تستهدف بعملها نقل تكنولوجيا للمنطقة. وسيتكلف المشروع 93 مليون دولار أمريكي.
ورغم أن الشركة ليست بقلقة من ناحية التسويق بحكم انتشار السكري بدول الخليج. والتزام الشركة بإنتاج عَقار بجودة عالمية. والحقيقة أنه بدون ذلك ستخسر زبائنها المحليين قبل سوقها الخارجية. فالسوق الخليجية عالمية وتنافسية وتتطلب مقاييس عليا فيما تستهلك. وأضافت الشركة للجودة رسم خطط منذ البدء تستهدف التصدير ولأسواق شديدة التنافسية أيضاً. ويكتسب الإنسولين أهمية لتَصدُّر دول مجلس التعاون الخليجي العالم بمعدلات الإصابة السكر مما يوجد طلب عالٍ على دواء الإنسولين.
أما نقل التكنولوجيا فهذه الفكرة هي ما تحتاج إلى روح مبادرة وتفكير خلاق. فالتكنولوجيا لا تنقل لأنها شديدة التغير، ليس بالسنة ولا الشهر وإنما يومياً. والدول منقسمة قسمين هنا: دول تنتج التكنولوجيا المتقدمة، وأخرى تستهلكها. ولا يزال الخليجيون محسوبين على المستهلكين. ومن الذين يدفعون المال لاستخدام منتجات آخرين واختراعاتهم من تصميم الغتر والثياب إلى الدبابة والصاروخ، مروراً بكل معدات وآلات المطبخ. فالجهد الإبداعي خارجي.
ويمكن لإينوفست إعفاء النفس من أي إنفاق للخدمة المجتمعية، إن كرست القسم المتاح لتلك لأعمال الخيرية للإنفاق على البحث العلمي وإنتاج التكنولوجيا محلياً. والحمد لله حيث تحدد موضوع البحث في مرض السكري، وتوجد أموال بانتظار آلية تفعيلها. والباقي اتخاذ خطوات عملية لتأسيس مركز أبحاث يدرس المرض. ومثل بقية الأمراض فدول عديدة تختص بالإنفاق على أبحاث السكري، ومحاولة اكتشاف عناصر تخفيف عن المصابين به بأمل اكتشاف تخوم جديدة قد تبشر باحتمال تفادي المرض، أو الشفاء منه.
وها نحن على وشك إنشاء مصنع أدوية في دولة خليجية وأمام مؤسسي المصنع العالم المفتوح كله لكي يسهموا بجهد عالمي مديد لمواجهة هذا المرض، وتحمل تكاليف مالية للبحث العلمي وتحقيق الإنجازات.
وإن لاقت الفكرة استحساناً لدى أصحاب القرار بالشركة، فليحضروا النفس لمعرفة طبيعة هذا الدعم. فهو جهد لا يؤتى أكُلُه سريعاً، وليس ذا خصائص ترويجية تؤثر في مبيعات شركة ما. ولكن، وبمزيد من البحوث الرصينة والعلمية والمستهدفة دوماً متطلبات الصناعة، فيمكن أن يكون للأثر نتائج فاعلة وعميقة. والمهم الآن التفتيش عن الموقع المناسب بحرينياً (ولربما) خليجياً وتوفير طاقم ذي قدرة علمية ويتملك مهارات البحث العلمي المطلوبة، والإبداع. ويتطلب أيضاً تأسيس مركز علمي أكاديمي للأبحاث بمرض السكري. وحين التفكير بالمكان المناسب، سيظهر أن جامعة الخليج العربي بالبحرين هي أفضل المؤسسات للمركز.