الرياضة
«أحجية المراكز» تحير برانديللي مع «الأزوري»
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢
بوزنان - د ب أ: بمجرد تأهل إيطاليا إلى دور الثمانية من بطولة الأمم الأوروبية الحالية «يورو 2012» ببولندا وأوكرانيا بفضل الهدفين اللذين سجلهما أنطونيو كاسانو وماريو بالوتيللي للفريق أمس الأول، بدأ مدرب الفريق تشيزاري برانديللي يواجه بالفعل السؤال المتوقع: بمن سيدفع في هجوم إيطاليا خلال مباراتها التالية. وقال برانديللي عقب فوز إيطاليا على أيرلندا 2- صفر في مباراتها الثالثة الأخيرة بالمجموعة الثالثة رداً على أحد الصحفيين الأجانب الذي أشار إلى أن مهاجمي المنتخب الإيطالي الثلاثة سجلوا أهدافاً الآن في البطولة الأوروبية: «عادة ما أتلقى هذه الأسئلة من الصحفيين الإيطاليين».
وكان أنطونيو دي ناتالي افتتح التسجيل لإيطاليا في البطولة الحالية أمام إسبانيا في مباراة بلاده الأولى بالبطولة، بينما سجل مهاجم إيه سي ميلان كاسانو هدفه الدولي الأول منذ عودته إلى الملاعب عقب إجرائه عملية جراحية في نوفمبر الماضي لعلاج عيب خلقي في القلب. وبعدما نزل بالوتيللي الملعب في الدقيقة 74 ليحل بديلاًَ للمخضرم دي ناتالي، استغل مهاجم مانشستر سيتي اليافع أخر فرصة لفريقه بالمباراة محرزاً منها هدف إيطاليا الثاني في الدقيقة الأخيرة لتفوز بلاده 2- صفر.
وسيكون على برانديللي الآن أن يتخذ قراره سواء بالإبقاء على الثنائي دي ناتالي (34 عاماً) وكاسانو (29 عاماً) ضمن التشكيل الأساسي لإيطاليا أم إعادة بالوتيللي، الذي لعب ضمن التشكيل الأساسي في مباراتي إسبانيا وكرواتيا، من جديد عندما تلعب إيطاليا بدور الثمانية يوم الأحد المقبل. وقال المدرب الإيطالي: «سأرى مستواهم في التدريبات. فجميعهم مستعدون الآن للعب، ووجود هؤلاء المهاجمين المستعدين للعب جميعا ربما يكون ميزة كبيرة بالنسبة إلينا».
ويواجه برانديللي لغزاً محيراً آخر بشأن الاحتفاظ بأسلوب اللعب بأربعة مدافعين كما فعل أمام أيرلندا أو العودة إلى نظام الثلاثة مدافعين كما لعب أمام إسبانيا وكرواتيا. ولاشك في أن اللياقة البدنية لمدافع يوفنتوس جورجيو كييليني، الذي خرج من الملعب مصاباً في الدقيقة 57 من المباراة، ستلعب دوراً في الإجابة عن هذا السؤال. كما ستصبح الصورة أكثر وضوحاً بالنسبة الى برانديللي حول طريقة الأداء التي ستناسب فريقه بشكل أفضل في دور الثمانية عندما يعرف الفريق الذي سيلاقيه في هذا الدور، سواء كان هذا الفريق هو فرنسا أم إنجلترا أم أوكرانيا.
وقال كاسانو: «لا نخشى أحداً.. كان المهم بالنسبة إلينا هو أن نتأهل من دور المجموعات والآن بإمكاننا مواجهة أي فريق في أدوار خروج المغلوب». بالتأكيد تستطيع إيطاليا الآن مواجهة أي فريق بعد تأهلها من المجموعة الثالثة الصعبة باحتلالها المركز الثاني في المجموعة خلف حاملة اللقب وبطلة العالم إسبانيا، وذلك على حد قول لاعب خط الوسط كوديو ماركيزيو.
وقال ماركيزيو: «الآن تبدأ بطولة جديدة تماماً بالنسبة إلينا، بعد دور متذبذب المستوى بالنسبة إلينا ظهرنا في بعض أوقاته بمستوى رائع وفي أوقات أخرى كنا متوسطي الأداء». وأضاف: «ربما مع تغيير طريقة الأداء أصبح الفريق أكثر اتزاناً عما كان في مباراتيه السابقتين. سنلعب بهذه الطريقة في مبارياتنا التالية بصرف النظر عمن نلتقيه». من جانبه أكد برانديللي أن مفتاح نجاح فريقه هو إجادة اللعب كما فعل في عدة أوقات بمباراته أمام أيرلندا. وقال برانديللي: «إنني سعيد من أجل اللاعبين والفريق. إنني محظوظ لأنني أعمل مع لاعبين فازوا بعدة ألقاب ومازالوا متحفزين لتحقيق المزيد.. إنهم من يعزز روح الفريق».
وأضاف: «هؤلاء اللاعبين يتمتعون بكفاءة كبيرة حيث يأتي تكثيف الأداء على قمة أولوياتهم. أردت أن يكون لدي فريق لديه القدرة على تحسين مستواه ويقدم كرة جيدة. يجب أن تكون فريقاً جيداً لكي تحقق نتائج هنا». من ناحية أخرى، أبدى المدرب الإيطالي الآخر جيوفاني تراباتوني مدرب أيرلندا رضاه عن أداء فريقه أمس الأول بعد خروج الفريق من منافسات يورو 2012 بثلاث هزائم في الدور الأول. ولكن الجماهير الإيطالية نالت استحسانا كبيراً بعدما ظلت تصفق طوال السلام الوطني لإيطاليا قبل المباراة، وهي اللحظة التي أكد برانديللي أنها حركت مشاعره بقوة.
ومازال غير معروف ما إذا كانت مباراة إيطاليا بمثابة حفل اعتزال دولي للاعبين الكبار في ايرلندا مثل داميان داف، الذي لعب مباراته رقم مائة مع منتخب أيرلندا، وحارس المرمى شاي جيفن والمهاجم روي كين والمدافعين ريتشارد دون وجون أوشي. وقال تراباتوني: «يسود شعور عام بين لاعبي الفريق الكبار بخيبة الأمل، سنضطر الى الانتظار لنرى ما إذا كانوا يريدون مواصلة اللعب أم لا». ولكن المؤكد الآن هو أن تراباتوني نفسه (73 عاماً) سيبقى مع الفريق بعد تمديد عقده مع اتحاد الكرة الأيرلندي بعامين آخرين قبل انطلاق يورو 2012 مع استعداد أيرلندا لخوض التصفيات المؤهلة لبطولة كأس عالم 2014 بالبرازيل.