عربية ودولية
26 قتيلا في مواجهات في جنوب شرق تركيا ومبادرات سياسية لاحتواء الوضع
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢
انقرة - (ا ف ب): أوقعت معارك عنيفة في اقصى جنوب شرق تركيا 26 قتيلا أمس الثلاثاء هم ثمانية جنود و18 متمردا كرديا، بينما تجري مبادرات سياسية خجولة من اجل التوصل إلى حل للنزاع المستمر منذ عقود. وقالت مصادر رسمية ان ثمانية جنود قتلوا واصيب 16 اخرون في الهجوم الذي استهدف مركز يسلتاس في محافظة هاكاري. واشارت ايضا إلى مقتل عشرة متمردين في حزب العمال الكردستاني. وقتل ثمانية متمردين آخرون في عمليات للجيش واكبها دعم جوي اعقبت هذا الهجوم، وفق ما افادت مصادر محلية. وقالت محطات تلفزيونية ان مجموعة من المتمردين تسللت إلى تركيا انطلاقا من قواعد في شمال العراق وقامت بمهاجمة المركز المتقدم.
وهذه المنطقة الجبلية الوعرة في محافظة هكاري التركية تشهد معارك عنيفة بين قوات الامن والمتمردين الاكراد الذين يصعدون هجماتهم على الاراضي التركية مع حلول فصل الصيف. وسارع وزراء ومسؤولون عسكريون إلى التوجه لمكان الهجوم.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان كما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول متحدثا في لوس كابوس بالمكسيك حيث يشارك في قمة مجموعة العشرين «سنواصل هذه المعركة حتى النهاية. وسننجح عاجلا ام آجلا». واضاف «لا احد يمكنه ان يجعل من الارهاب موضوع تفاوض»، مشددا على ان الحل الوحيد بالنسبة إلى «الارهابيين» هو تسليم السلاح.
ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا وعدد من الدول منظمة ارهابية نزاعا مسلحا منذ عام 1984 ويقضي زعيمه عبدالله اوجلان منذ 1999 عقوبة بالسجن مدى الحياة في احد السجون التركية. وقتل نحو 34 الف شخص في النزاع المستمر منذ ثلاثين عاما. وبعد فشل سياسة انفتاح على الاكراد في عام 2009، اعتمدت حكومة رجب طيب اردوجان الاسلامية المحافظة موقفا حازما وكثفت عملياتها العسكرية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني وعمليات توقيف عناصره. وسجن مئات الناشطين او المؤيدين للحزب المحظور منذ العام الماضي.
والاسبوع الماضي، وضع بكير كايا رئيس بلدية فإن احدى اكبر مدن جنوب شرق البلاد ذات الغالبية من الاكراد وخمسة من معاونيه انتخبوا عن حزب السلام والديمقراطية الكردي قيد التوقيف الاحتياطي واضيفوا إلى قائمة المتهمين في ملف الفرع المدني لحزب العمال الكردستاني.
كما حكم القضاء على ايسل توغلوك النائبة عن فان، بالسجن 14 عاما بتهمة الدعاية لحزب العمال الكردستاني. الا ان هناك بوادر تهدئة منذ مطلع الشهر الحالي.
فقد خرجت ليلى زانا الزعيمة الكردية المعارضة عن صمتها لتعلن في نهاية الاسبوع الماضي انها «تضع آمالها في اردوجان لان لديه كل القدرات على التوصل إلى تسوية للمسألة الكردية».
ورحب غالبية السياسيين بتصريحات زانا التي امضت عشر سنوات في السجن بسبب دفاعها عن حقوق الاكراد الذين يراوح عددهم بين 12 و15 مليون نسمة من اصل 73 مليونا هم عدد سكان تركيا.
كما ان اردوجان اعرب عن رغبته في لقاء زانا. واعلن في المناسبة ان تعليم اللغة الكردية سيبدأ قريبا كمادة اختيارية في الثانويات العامة.
من جهة اخرى، اتفق حزب العدالة والتنمية الحاكم وابرز احزاب المعارضة (حزب الشعب الجمهوري) على خريطة طريق بمبادرة من حزب الشعب تنص على تشكيل لجنة حكماء مكلفة اقتراح حلول للنزاع. وتبدو المبادرة صعبة لانه اذا كان حزب التنمية والعدالة رحب بها فان اليمين القومي رفضها تماما.