عربية ودولية
إيران والقوى العظمى تسعى إلى الخروج من الأزمة حول الملف النووي
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٠ يونيو ٢٠١٢
سعت القوى العظمى الثلاثاء إلى حمل إيران على تقديم تنازل حول برنامجها النووي وذلك في اليوم الثاني من محادثات صعبة في موسكو تهدف إلى الخروج من ازمة مستمرة منذ عقد وايجاد حل قبل فرض حظر وشيك على النفط الايراني.
واستؤنفت الثلاثاء في احد فنادق موسكو، المحادثات التي انتهت الاثنين على مواقف «من الصعب التقريب بينها»، بحسب تعبير نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف.
وبعد ظهر الثلاثاء، التقى ريابكوف كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي في غرفته، كما قال دبلوماسي ايراني لمجموعة من الصحفيين. ومن جهته، تحدث مصدر دبلوماسي ايراني في تصريح لوكالة الانباء الايرانية (ارنا) عن «صعوبات» في المفاوضات. واضاف المصدر ان «الصعوبات في المناقشات والشرح المفصل لايران المتعلق بموقفها... هما السبب الرئيسي الذي يحمل مجموعة 5+1 على طلب مزيد من الوقت للرد على المقترحات الايرانية».
وطلب مفاوضو مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بالاضافة إلى المانيا) من إيران التي تشتبه اسرائيل والدول الغربية في سعيها إلى حيازة السلاح النووي، بأن تخفض بشكل كبير نسبة تخصيب اليورانيوم التي تبلغ 20% حاليا.
وتشدد إيران على حقها «المطلق» في تخصيب اليورانيوم واقترح جليلي خطة من خمس نقاط تحدد المطالب الايرانية. وصرح احد اعضاء الوفد الايراني للصحفيين بأن «مجموعة 5+1 امام مفترق طرق. احدها يؤدي إلى الخروج من ازمة مستمرة منذ عشر سنوات حول البرنامج النووي الايراني. اذا اختاروا هذه الطريق فإن إيران مستعدة لاتخاذ اجراءات بناءة». وتابع المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته «لكنهم اذا اختاروا الطريق القديمة، فلن يكون من الممكن احراز تقدم».
من جهتها تتمسك القوى العظمى بمطالبها حيال ايران: وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة ومبادلة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة بوقود نووي هي بحاجة اليه. وكان المتحدث باسم الوفد الاوروبي مايكل مان صرح مساء الاثنين «اولويتنا تقضي بأن يعالج الايرانيون مسألة التخصيب بنسبة 20 في المئة»، التي تجعل إيران اقرب من مستوى التخصيب الضروري لتصنيع قنبلة ذرية (90%). في المقابل، تقترح مجموعة 5+1 تخفيف العقوبات الدولية وهي ست قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي اربع منها مرفقة بعقوبات اقتصادية، بالاضافة إلى التعاون في العديد من مجالات الاستخدام المدني للطاقة النووية.
وتابع مان ان إيران من جهتها، طرحت «اسئلة عدة وعرضت مواقف معروفة بما فيها خلافات من الماضي».
وخلال جولتين سابقتين من المفاوضات، في اسطنبول في إبريل وفي بغداد في مايو، تركز الخلاف وخصوصا على موضوع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.
ويشكل تخصيب اليورانيوم في ايران، التي تشتبه الدول العظمى واسرائيل بانها تسعى لحيازة السلاح النووي، صلب المحادثات. ويمكن ان ينطوي فشل المحادثات في موسكو على عواقب كبيرة. فقد عادت الولايات المتحدة واسرائيل إلى التلويح بامكان اللجوء إلى الخيار العسكري لوقف البرنامج النووي الايراني في حال فشل المساعي الدبلوماسية.