الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عالم يتغير


الجمعيات السياسية الوطنية: الواجب الوطني والدور المرحلي المطلوب

تاريخ النشر : الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢

فوزية رشيد



} اليوم وبعد أن فشل المتطرفون والانقلابيون، في تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعوها لأنفسهم، من خلال الاستحواذ على السلطة، وتسببوا في الكوارث والجرائم السياسية والجنائية، وإحداث الانقسام والشرخ الكبير في الوحدة الوطنية، ها هم يعودون وبكل وقاحة لرفع ذات الشعارات المطلبية الخلافية، مستندين إلى الجدران الخارجية (أمريكا وبريطانيا) مع الإبقاء على لُحمة البطن التي أنتجت حراكيهم السياسي الطائفي المشوه والإرهابي وكل كوارثهما وهو البطن الإيراني بالطبع الذين هم خدم لصاحب البطن، حسب الحالة المعتقدية والولائية والمخطط الطائفي البغيض المنبثقين منه.
} يعودون هذه المرة بصفاقة جديدة، ويجلبون معهم المستعمر لممارسة الضغوط الخارجية (الأمريكية والبريطانية) ويلعبون معهم لعبة الشطرنج في أجواء شيطانية ليصلوا معهم في الغرف المغلقة والمحادثات السرية إلى خطوة (كش ملك) التي يحلمون بها، فهؤلاء وهم أبناء الغدر والخديعة والخيانة يتوكأون بشكل لافت لا لبس فيه على التحركات الاستعمارية داخل بلدهم في فرض الضغوط والوصاية ثم ينددون بهم في خطاباتهم الهزلية بأنهم الشيطان الأكبر، وحيث لا يهمهم ولا يردعهم في ذلك شيء لا وطني ولا أخلاقي بعد أن انكشفوا أمام الشرفاء في هذا الوطن بالكامل، وفي ذات الوقت ينادون بالحوار غير المشروط، فيما دول الإسناد الاستعمارية تشترط على الدولة نيابة عنهم، ولا يخجلون بعدها أن ينادوا بنداءات المحبة، فيما يهددون في ذات الوقت باستمرار العنف والإرهاب، بل بالمزيد منهما ليبلغوا بهما معدل 100% بدل 50% ويتغاضون بالطبع عن التهديدات الإيرانية باحتلال البحرين في ساعات، لأنها بالأصل متناغمة مع ولائهم لها وخيانتهم لوطنهم من أجلها ومن أجل أطماعها فهم أدواتها ولا ضير.
كل ذلك بات معروفا وغيره كثير، فما هو الدور الوطني المطلوب من أهل الفاتح ومن الجمعيات السياسية الوطنية في هذه المرحلة المصيرية الجديدة، التي بلغ فيها التدخل الأجنبي حدوده القصوى، لكي يملي الصفقات على الدولة، بما هو في مصلحة الانقلابيين وفي مصلحة الفتنة الطائفية والفوضى الهدامة على المدى البعيد وتسليم البحرين لعبث الحلف الغادر بين الاستعمار الغربي والاستعمار الإيراني؟
} (أولى المهام) رفض الحوار في هذا التوقيت مع قيادات التأزيم والخيانة الوطنية، خاصة في ظل التهديد بتصعيد العنف والإرهاب والتطاول على المؤسسة العسكرية الوطنية ورموزها وقيادتها (قوة دفاع البحرين)، والتطاول على كل المؤسسات الوطنية الأخرى، ومحاولة تقويض الدولة عبر الدعم الأجنبي وضغوطه وتدخله في الشئون الداخلية في البحرين.
×(ثانية المهام) العاجلة هي رفض التدخل الأجنبي الاستعماري سواء الأمريكي أو البريطاني، ورفض الضغوط التي يمارسانها لتسييد أدواتهما أو الفئة الانقلابية المتطرفة والإرهابية على الحياة السياسية البحرينية باعتباره مخرجا من الأزمة وتحقيقا للإصلاح وهو الخداع بعينه.
هذا الشعب الذي ناضل طويلا من أجل حريته واستقلال بلده من الوصاية والحماية الأجنبيتين البريطانيتين، هو اليوم مرة أخرى أمام موجبات ذات النضال ضد المستعمر القديم (البريطاني) والجديد (الأمريكي) اللذين يأتي كل واحد منهما للتدخل في الشأن البحريني بشكل مباشر بحلة جديدة هي حلة الوساطة والصداقة والتحالف والشراكة، ليفسد في مجرى المشروع الإصلاحي لجلالة الملك باسم دعم الإصلاح، وليفسد في الديمقراطية البحرينية برسم ما يناسب أجندتهما في مسارها وتوجيهها إلى «الديمقراطية الفوضوية»، وليمكن تحت مسمى حرية التعبير الانقلابيين من اختراق كل المراكز الحساسة التي تسهل عليهم لاحقا إسقاط النظام، الذي هو هدفهم المرحلي في مسيرة المشروع الشرق أوسطي الجديد.
} (ثالثة المهام) توحيد الصفوف بين كل الجمعيات السياسية الوطنية، وإدارة المعركة السياسية بصوت واحد وبنفَس واحد، والتصرف أمام المحافل الدولية والعربية وأمام الوفود الأمريكية والبريطانية وغيرهما بثقة من يمثل الغالبية الشعبية الوطنية، وأنه لا يعترف بقيادات ووجوه التأزيم والخيانة الوطنية، ولا بالحوار معهم أو تبييض صفحتهم السوداء، وهذا يستوجب وضع حد نهائي لمن لديه مصالح فردية أو فئوية خاصة في تلك الجمعيات، ووضع الوطن والدفاع عنه وعن هويته، فوق كل اعتبار وفوق كل خلاف أو اختلاف، لأن أهل الفاتح يفتقدون اليوم القيادة السياسية الشعبية القوية والموحدة والمعبرة عن حقيقة مصالحهم الوطنية، فان كانت هناك قيادات فهذا أوانها السريع.
×(رابعة المهام) أن تضع الجمعيات السياسية الوطنية أولويات دورها الوطني، فليس هذا هو الوقت عدا أي وقت للانقسام أو التشتت أو صناعة التذمر بين صفوف أهل الفاتح ضد النظام، بل أن تحدد هذه الجمعيات أسلوب وطريقة التعامل والوقوف مع الدولة في وجه الضغوط الأجنبية، التي تمارس ضد البحرين وليس النظام وحده، لأن نتائج تلك الضغوط، وتوجيه المسار السياسي في البحرين حسب المصالح الأجنبية والأجندة الانقلابية، ستنعكس في القريب العاجل على مصالح الشعب البحريني نفسه بكل فئاته، وخاصة مع فرض أجندة الانقلابيين سياسيا بحجة تطوير الإصلاح، وهو الكلام المأكول خيره تماما ودعوة الوطنيين والشرفاء إلى الجلوس معهم وذلك هو الفخ.
} (خامسة المهام) أن تنبعث عن الجمعيات السياسية الوطنية لجنة متابعة مشتركة تواكب مستجدات الوضع الداخلي، وأن تصدر عنها خطابات قوية موحدة، فلا أحد من المفترض بينها يختلف على مواجهة التدخلات الأجنبية، أو كيفية رفض وجوه التأزيم والخيانة أو الدفاع عن الوطن ضد التهديدات الإيرانية، أو توحيد الصف ضد المنابر التحريضية على العنف والإرهاب، أو كيفية العمل الموحد ضد من يريد اختطاف هوية البلاد وانتمائها وعمقها الاستراتيجي الخليجي، أو أهمية الوقوف مع الدولة في وجه الإرهابيين والمخربين، أو أهمية المساندة الشعبية في فضح وكشف خطاب العمالة والخيانة بعد دمجهما في المطالب الإصلاحية والسياسية، وان كانت تلك هموما وتطلعات مشتركة فلماذا لا يتم البدء بها؟ إلى متى سيبقى أهل الفاتح من دون قيادة سياسية قوية ومتماسكة ومتفاعلة مع المخاطر والتهديدات تقوم بواجباتها الوطنية كما هو مفترض؟ أم أننا ننفخ في قربة مقطوعة ليولول بعدها المولولون بعد خراب مالطة؟