الكواليس
هل حلمي مستحيل أن يتحقق؟
تاريخ النشر : الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢
وفاء جناحي
الأقربون أولى بالمعروف، أنا مؤمنة بهذه المقولة قلبا وقالبا. أذكر أنني منذ أكثر من عام انتقدت -عبر عمودي هذا- الإنسان الطيب خالد الخياط (لأنه يملك جميع الصفات الإنسانية في قلب مليء بالعطاء والحنان وحب الخير)، انتقدته لأنه يدعو إلى مشاريع خيرية، يعود ريعها إلى فقراء ومحتاجين خارج البحرين، وقلت له إنني أحترم هذا الجهد في جمع الأموال والتبرعات الخيرية، ولكنني أتمنى أن تكون لمصلحة أبناء وطننا أولا، ثم بعدها نوزع خيراتنا لمن هم خارج البحرين، ما زلت مؤمنة بأنه يجب علينا أن نتأكد من عدم وجود بحريني واحد فقير أو محتاج إلى سكن أو علاج أو غير ذلك، ثم نوزع التبرعات للمحتاجين خارج البحرين.
يتبنى الانسان خالد الخياط حاليا (مشروع اللحاف الخيري)، وهو عبارة عن حملة لمزاد خيري لبيع ملحف سرير حاكته سيدة بحرينية كانت مصابة بسرطان المبايض ولكنها قاومته من خلال عملية جراحية خطيرة ونادرة، تعافت منه بفضل الله سبحانه وتعالى، ولكن السرطان أبى أن يتركها تفرح بانتصارها فهاجم قولونها المسكين ولكنها صممت على أن تقاومه أيضا وتنتصر عليه، وقد حاكت الملحف وهي تقاوم السرطان اللعين، فكل خيط في هذا الملحف شهد معاناة سيدة بحرينية قوية تسبح لله كلما غرست الإبرة في الملحف وتسأله الشفاء والقوة على معركتها الثانية مع المرض اللعين.
الملحف معروض للبيع على هيئة مزاد علني مفتوح، يذهب كامل ريعه لعلاج مرضى السرطان في البحرين، فتح المزاد بمبلغ 5000 دينار، ووصل إلى عشرة آلاف دينار من قبل بنك البحرين الإسلامي، وسيفوز به إن لم يحصل على قيمة أكبر، ينتهي المزاد في 30 يونيو الجاري.
هل يوجد أرقى أو أروع من هذا المشروع لمساعدة المرضى البحرينيين؟ هل من المعقول أن البحرين لا توجد بها مؤسسات خاصة تستطيع أن تدفع أكثر من هذا المبلغ البسيط لمعالجة عدد كبير من المرضى؟ ألا يوجد رجل أعمال بحريني لديه شفقة أو رحمة يشارك في هذا المزاد؟ أين التجار وأصحاب الأملاك؟ ألا يعلمون بأن نهايتهم حفرة ضيقة لا يزيد عرضها على ربع متر؟ لمن يدخرون الأموال الطائلة؟ ألا يعلمون بأن دعوة المريض تبارك ملايينهم. أين أرباب البنوك والمؤسسات الذين يدفعون بسخاء شديد لسباق اليخوت أو الخيل أو الحفلات؟ أين متعهدو الحفلات؟ يا ناس، لا يوجد أفضل ولا خير من هذا المشروع للدخول فيه والمشاركة بأي مبلغ لعلاج المحتاجين من شر هذا المرض القاتل.
أمس شعرت بحزن كبير وأنا أقرأ رسالة الإنسان خالد الخياط للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الإنسان، يدعوه إلى المشاركة في المزاد لمعرفته بأن هذا الشيخ يملك قلب إنسان يحب الخير ومساعدة الناس المحتاجين، حزنت لأنني أتمنى أن يكون لدينا في البحرين أمثال هذا الشيخ الإنسان، حزنت لعدم تطوع أي إنسان بحريني مهما كان مركزه أو صفته للمشاركة في هذا المزاد الخيري الذي من شأنه أن يخفف معاناة عدد كبير من المرضى، أطفالا في عمر الزهور كانوا أو شبابا، وينقذهم من أبشع الأمراض فتكا.
مرت مملكتنا الحبيبة خلال العام الماضي بأزمة مزقت شعبها وحطمت الكثير من العلاقات الإنسانية الجميلة، لذلك يحتاج المواطن البحريني إلى مشاريع خيرية يشارك فيها الجميع، الفقير والغني، تصب في صالح كل شعب البحرين من دون تفرقة.. لنتحد جميعا ونداوي جروحنا بأيدينا من دون انتظار المصالحات السياسية التي فقدنا الأمل في الحصول عليها، تعبنا كثيرا، ونحتاج إلى أن نرتاح وننسى ما فعلته فينا الأزمة، نحتاج إلى قلوب صافية محبة للخير والعطاء تمد أياديَ قوية إلى الجميع، وتدعوا إلى الصفح والغفران ومساعدة بعضنا البعض من دون تفرقة.
نحتاج إلى مشاريع خيرية شعبية لتقوية الروابط الاجتماعية فيما بيننا، وإرجاع شعبنا الطيب إلى صوابه، فلنضع جميعا أيدينا بأيدي بعض ونساعد المحتاجين حتى نصبح قوة طيبة نحارب فيها الفساد والطمع والجشع ونطالب فيها النظام بحقوقنا المشروعة في السكن والمعيشة الطيبة والعلاج الصحي وكل الخدمات من دون واسطات ولا تجاوزات.
أشكر الانسان خالد الخياط على فكرته الرائعة ومشروعه الخيري (ملحف الخير) وأتمنى أن يبادر تجارنا ومؤسساتنا إلى الدخول في هذا المزاد ومساعدة المواطن البحريني لمحاربة مرض السرطان اللعين، وأدعو لخيّاطة اللحاف (المرأة البحرينية القوية) بالشفاء والانتصار على السرطان وشفاء كل مريض يارب.
حلمي ألا يبقى بحريني واحد فقير أو محتاج على أرض مملكتي الغالية.. فهل هذا مستحيل؟ لو فتح كل إنسان قلبه لأخيه الإنسان وحاول مساعدته، فلن يبقى فقير أو محتاج على هذه الأرض الطيبة وثقتي بطيبة أهل البحرين كبيرة.