بريد القراء
رئيس الأوقاف السنية والتفكير في المُستحيل
تاريخ النشر : الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٢
البحرين كغيرها من دول المنطقة مرت بظروف قاسية، إلا ان الصدقة الجارية وقفت سدا منيعا أمام ظروف الحياة ومشاقها، وفي تلك المرحلة نشأ ما يُسمى الوقف الأهلي فبنيت المساجد والاستراحات ودورات المياه وآبارها الوقفية فكان لا بد من إدارة مباشرة للأموال الموقوفة سواء أكان ذلك العين عقاراً ام منقولا، عندها اهتمت الحكومة بالمجال الوقفي واتسع نطاقها لتغطي دائرة أوسع من النشاط المجتمعي فشكلت لذلك دائرة مستقلة تعنى بأمور الوقف حيث أخذت على عاتقها وضع ضوابط وأنظمة تكفل تطوير وتنمية الوقف من جميع جوانبه بقدر الإمكانات المتاحة لها في تلك الفترة، ثم جاءت بعدها فترة حققت فيها إدارات الدولة نجاحات مُبهرة في جميع المجالات في الوقت الذي كانت إدارة الأوقاف تزحف زحفا نحو التقدم والتطوير، إلى أن تسلم زمام رئاسة الأوقاف المُبدع قاهر الصعاب الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة. حينها كنت ممن ظن ان الشيخ بحاجة الى وقت ليس بالقليل لتذليل العقبات التي وقفت حجر عثرة في وجه التطوير والتنمية الوقفية. اقول: وبينما كان الناس يفكرون في المعقول كان الشيخ المُلهَم يفكر في المستحيل، ففكرة الإبداع لدى الشيخ كانت تدور حول الخروج من الخارطة المحدودة إلى حدود اللامعقول وبذلك قفز الشيخ بالأوقاف قفزات لا يمكن أن يحققها إلا من كان يملك حسا إبداعيا في الإدارة والإبداع كحسه، ففي عهده فقط شهدت إدارة الأوقاف نهوضا كبيرا من حيث توضيح الأهداف وتطوير الوسائل، حيث صدرت بعض القرارات التنظيمية لإعادة تنظيم إدارة الأوقاف وقد أدى ذلك التنظيم الى كثير من الإيجابيات لعل أهمها تحقيق قدر من المرونة التي كان العمل يفتقدها مما أدى إلى جذب عناصر فعالة في دفع العمل وتطويره، وهنا أتوجه بكلماتي نحو قيادتنا الرشيدة متسائلا: ألم يحن الوقت لأن تتحول إدارة الأوقاف إلى وزارة حكومية منفصلة عن وزارة العدل والشؤون الإسلامية؟!
أديب البشير