الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


تركيا تعلن رفع العقوبات عن فرنسا وتدعو هولاند إلى زيارتها

تاريخ النشر : الجمعة ٢٢ يونيو ٢٠١٢



انقرة - (ا ف ب): اعلنت تركيا أمس الخميس رفع العقوبات التي فرضتها ضد فرنسا على خلفية قضية «الابادة» الارمنية، مبدية عزمها على طي صفحة العلاقات الثنائية السيئة التي شابت ولاية الرئيس السابق نيكولا ساركوزي طوال خمس سنوات.
وكشف وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو في تصريح لشبكة «سي ان ان ترك» الاخبارية ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوجان «أعطى التوجيهات اللازمة بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند... العقوبات لن تكون مطروحة بعد الان بسبب المواقف الجديدة لفرنسا».
وكان اوغلو يشير إلى اللقاء الذي جمع هولاند واردوجان في ريو دي جانيرو على هامش القمة حول التنمية المستدامة، على ما افادت أمس الخميس وكالة انباء الاناضول. وخلال هذا اللقاء، دعا اردوجان الرئيس الفرنسي إلى زيارة بلاده. واوضحت الوكالة ان اردوجان أكد لهولاند ان اخر زيارة قام بها رئيس فرنسي لتركيا تعود إلى عشرين سنة.
من جانبه، اعتبر هولاند ان مثل هذه الزيارة ستكون بالنسبة إليه «امتيازا»، مؤكدا انه يرحب بالدعوة، على ما افادت وكالة الاناضول. واضافت الوكالة ان الرئيسين تطرقا خلال لقائهما إلى قضايا دولية عدة وشددا على اهمية فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
وكانت أنقرة علقت تعاونها السياسي والعسكري مع فرنسا بعد ان صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية نهاية العام الماضي على قانون تجريم انكار «الابادة» الارمنية في عهد الامبراطورية العثمانية (1915-1917)، والتي تنكرها دائما تركيا. لكن هذا القانون رفضه المجلس الدستوري الفرنسي.
وعلى الرغم من اعلان العقوبات، لم يتوقف التعاون السياسي بين البلدين ولاسيما حول ملفات أبرزها الوضع في سوريا، هذه الدولة التي تتقاسم حدودا تمتد لاكثر من 900 كلم مع تركيا والتي تشكل أولوية للدبلوماسية الفرنسية.
واعلن اوغلو ايضا في حديثه إلى شبكة «سي.ان.ان ترك» انه سيزور فرنسا في الخامس من يوليو المقبل.
وافاد مصدر دبلوماسي تركي بان اوغلو سيبقى في باريس في السادس من يوليو للمشاركة في اجتماع لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري»، والتي تعمل على انتقال ديمقراطي للسلطة في هذا البلد. وقد شهدت العلاقات بين فرنسا وتركيا توترا خلال ولاية الرئيس نيكولا ساركوزي بسبب معارضته الشديدة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي. لكن موقف هولاند من هذه القضية اقل حدة من موقف سلفه. ومنذ انتخاب هولاند، ابدى البلدان رغبتهما في استعادة علاقات اكثر متانة واقل عدائية. وبدا الرئيس الفرنسي خلال حملته الانتخابية حذرا في شأن احتمال انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي، لكن الحكومة التركية تريد تحريك العلاقات واخراج المفاوضات التي بدات في عام 2005 من المازق، وتامل أنقرة ان ترفع باريس الفيتو الذي تفرضه على بعض فصول المفاوضات.
ومنذ انتخاب هولاند في مايو الماضي، كثفت أنقرة اشارات التهدئة حول العلاقات الثنائية بين البلدين. وكان الوزير التركي المكلف الشؤون الاوروبية ايمان باغيس اعلن في 11 مايو لفرانس بريس ان بلاده ترغب في ان يفتح هولاند صفحة جديدة في العلاقات التاريخية والمثمرة والعميقة جدا بين تركيا وفرنسا.
وقال باغيس «نتمنى ان تتطور علاقاتنا الثنائية، وتصبح فرنسا مثلما كانت في عهد الرئيس السابق جاك شيراك، احد ابطال انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي». وعملية المفاوضات المتعلقة بانضمام أنقرة إلى الاتحاد الاوروبي متوقفة بعد دراسة 13 فصلا من اصل 35.