الجريدة اليومية الأولى في البحرين


حديث القلب


فئـران تجـارب

تاريخ النشر : الجمعة ٢٢ يونيو ٢٠١٢

حامد عزة الصياد



قوى الشر تقاتل أهل الإسلام في سوريا.
اليمين مع اليسار، والصفوية مع الطائفية، والصهيونية مع رأس المال، والتبشير مع الشيوعية ، والاحتلال مع خونة الوطن.
لا تناقض بين عمل هؤلاء وبين ما تقوم به إيران وروسيا والصين من إبادة جماعية يومية للشعب السوري وبين ما يفعله المخربون وقطاع الطرق وشبيحة قطع الرؤوس بالفؤوس، وشبيحة النظام في وسائل الإعلام.
التجارب التي قامت بها هذه الأنظمة الثلاثة في سوريا وإن صعدوا إلى الفضاء وتجسسوا على خلق الله بأقمارهم الصناعية، لا تتفق أفكارهم مع الجنس البشري في الدين والأخلاق والمعتقد، ودعوتهم لقمع الشعوب المسالمة واحتلال أراضيهم بالقوة، تتناقض مع استواء الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
لكل من هذه الدول الثلاث تاريخ أسوأ من الخطيئة وذلك على النحو التالي:
(1) لم تفلح الشيوعية في نقل السوريين إلى نزاهة البحث العلمي وحرية الاعتقاد والكشوف الأثرية والفضاء المفتوح بل جسدت الإلحاد والفجور وان أعلنوا أن منهم مسيحيين ورهبانا مؤمنين بعقيدة التثليث والصلب والفداء والخلاص.
(2) فشل الصفوية الإيرانية في تشييع الشعب السوري على مدى حكم حافظ وبشار الأسد وان أخذت إيران الدين ستارا معزولا عن الحكم لكنه مخلوط فيها بحكم سياسة الواقع والزمن.
لا نريد أن نعود مئات السنين إلى الوراء لنذكر سلالة «عبيدالله المهدي» وتجاربه الفاشلة في شمال إفريقيا ومصر، وظل المصريون يقاومون المد الشيعي أكثر من 250 سنة على يد أبنائه الذين حاولوا تكريس هذا المد في تلك المناطق أو يقنعوا أحدا من المصريين بمذهبهم.
لكن الفشل كان حليفا للقائم بن عبيدالله في تثبيت أركان مذهب أبيه، وكذا منصور بن القائم، والمعز لدين الله ، والحاكم بأمر الله، والعاضد بن يوسف، آخر هذه السلالة التي حكمت مصر وشمال إفريقيا منذ 297 وحتى 567 هجرية.
كما فشل «المهدي» في إخضاع المصريين للمد الشيعي منذ 1200 سنة، تحطمت أحلام فارس بإغلاق أول حسينية في مصر افتتحها «على الكوراني» منذ نحو شهر من الآن، ورفض المصريون وشيخ الأزهر محاولات إيران التغلغل في الشأن المصري.
لا تناقض بين هؤلاء الذين يهدمون بدباباتهم وطائراتهم حمص العصية وبين جنود النظام وأساتذة طهران وأطباء الصين ورحالة بغداد والمستكشفين لبيض الشيطان في حارة حريك والضاحية الجنوبية بلبنان.
لا يختلف هؤلاء مع المؤرخين وعلماء الاجتماع الروس ورجال الإعلام والقانون ومندوبي النظام الذين تكالبوا على منابر الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لهدم سوريا.
الجميع في الإدانة سواء.
في قائمة رذائلهم حتى الآن، أكثر من 15 ألف شهيد لا ذنب لهم ولا جريرة، ومئات المذابح الجماعية، ومئات الآلاف من الجرحي، ومثلهم من المشردين والمهجرين والمفقودين وتخريب المدن والقرى وحرق المزارع والحيوانات والدواجن.
ابتكار وسائل القمع، واقتباس طرق الاحتلال الأوروبي في وسائل التعذيب، والتفنن في إذلال الشعب السوري بإلقاء القنابل الفوسفورية على حمص، وشظايا البلوتونيوم على حماة، والغازات السامة على درعا، لم تمنعهم الصعوبة أن تلقي الطائرات بالمواد المشعة على بقية المحافظات السورية، وهذه جرائم لا تقل ضراوة عما فعلته فرنسا بالجزائر واستخدامها 42 ألف جزائري كفئران تجارب نووية في أكتوبر وديسمبر .1960