الرياضة
«الأسود الثلاثة» تتطلع إلى قائدها «الخجول» جيرارد
تاريخ النشر : الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٢
كراكوفا - أ ف ب: إحدى الصور العالقة من مشاركة انجلترا في كأس أوروبا 2012 لكرة القدم كانت رفع قائد المنتخب ستيفن جيرارد قبضتيه في الهواء وتعابير الانتصار بادية على وجهه، والجماهير المحتفلة في الخلفية، كانت اللقطة لحظة فوز انجلترا على أوكرانيا في دانييتسك وانتقالها إلى الدور ربع النهائي، وضمان الاحترام والتقدير للمدرب روي هدجسون وفريقه في هذه البطولة، وإثناء مغادرته الملعب على وقع استحسان أدائه في مباريات انجلترا الثلاث في الدور الأول، غطى جيرارد وجهه بقميصه، رافعاً إياه نحو السماء، وبعدما نجح في إخماد الشكوك التي حامت حول جدارته في قيادة المنتخب الانجليزي، ولاسيما من مدربه السابق الإيطالي فابيو كابيلو، سيكون جيرارد مجدداً محور الأنظار في المواجهة الحاسمة مع إيطاليا في الدور ربع النهائي اليوم في كييف.
يبدو الواقع الحالي بعيداً عن اليوم الذي اختار فيه المدرب المؤقت للمنتخب ستيوارت بيرس منح شارة القائد إلى لاعب توتنهام سكوت باركر، في خطوة تسببت بأذية صامتة لجيرارد رغم احترامه القرار. أصبح جيرارد في كأس أوروبا 2012 اللاعب الذي ينظر إليه المنتخب الانجليزي على أنه بطله، وسيقوم اللاعبون بالأمر نفسه عندما يحاولون إطالة مسيرتهم في بطولة مرضية حتى الآن، وتجمع شخصية جيرارد المتناقضات، وهي سمة أخطأ كابيلو في اعتبار إنها تجعل من لاعب ليفربول شخصاً خجولاً لتحمل مسؤوليات قائد المنتخب، مفضلاً جون تيري وريو فرديناند، ولاجئا إلى جيرارد عندما لم يكن ثمة أحد غيره، ولم يحمل جيرارد شارة القائد إلا في الظروف الاستثنائية تحت قيادة كابيلو.
حصل هذا الأمر خلال كأس العالم عام 2010 في جنوب إفريقيا، عندما اختار كابيلو جيرارد بعد إصابة فرديناند في ركبته في اليوم الأول من التدريب. ورغم أن أداء جيرارد كان الأفضل بين اللاعبين الانجليز، فإن حمله شارة القائد جعله مسئولاً في نظر المشجعين عن فشل المنتخب في البطولة، لكن جيرارد يعوض حالياً عن الوقت الضائع، لم يختر قائداً بسبب غياب البدائل، بل تحمل مسؤولية افترض كابيلو بشكل قاس إنها كانت أكبر منه، زميله في المنتخب وليفربول غلين جونسون يقول إن جيرارد: «ليس صاحب صوت مرتفع ولا تدرك انه موجود نصف الوقت. لكنه يجعل أداءه في كرة القدم يتحدث عنه».
النقطة نفسها تحدث عنها باركر، زميله في محور خط الوسط، قائلاً: «هو لاعب صامت لكن أداءه يقوم بالتحدث عنه»، والأكيد أن هذا الأداء تحدث بلباقة خلال كأس أوروبا، إذ صنع تمريرة حاسمة إلى جوليون ليسكوت ضد فرنسا، ورفع كرة عرضية إلى اندي كارول ضد السويد، صنعت الهدف الحاسم الذي سجله واين روني، وبالنسبة إلى جو هارت، نجحت قيادة جيرارد في تحسين أدائه في حراسة المرمى خلال الأسابيع الأربعة التي أمضاها لاعبو المنتخب معا: «كان رائعاً، يتوقع مني الكثير. وعندما يتطلع إليك شخص مثله لتؤدي، فالأمر يعني لك الكثير، يساعدني في التطور كلاعب عندما ينظر إلى يقول: ثمة حاجة إلى أن تقوم بهذا الأمر».
ربما على جيرارد أن يقنع البعض، لكن في أذهان المؤثرين ولاسيما مدربه ورفاقه اللاعبين، لا شك في قدراته، وفي البطولة الحالية، اثبت جيرارد أن: «الأقل هو أكثر»، إذ أن ثقته بزملائه تحول من دون تدخله في كل ما يجري على ارض الملعب، وفي مسيرة دولية بدأت ضد أوكرانيا في مايو 2000 بعد يوم من عيده العشرين، شارك جيرارد في 95 مباراة مع المنتخب الانجليزي سجل فيها 19 هدفاً.