الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


اتساع نطاق التظاهرات ضد ارتفاع الأسعار في السودان

تاريخ النشر : الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٢



الخرطوم - (ا ف ب): شهد السودان أمس السبت تظاهرات جديدة احتجاجا على ارتفاع الاسعار وردد المشاركون هتافات تستهدف الحكومة بشكل متزايد غداة اعمال عنف وقعت في الخرطوم وعدة مدن اخرى في اليوم الثامن من تعبئة بدأها طلاب جامعة الخرطوم. وردد حوالي 200 متظاهر في سوق في القضارف (شرق) حيث تجمعوا للتنديد بارتفاع الاسعار الغذائية، «لن نحكم بنظام ديكتاتوري» قبل ان تفرقهم الشرطة بالهراوات كما قال شهود.
واشار مراسل وكالة فرانس برس إلى ان تظاهرة تحولت إلى مواجهة أمس السبت في جنوب الخرطوم حيث تم احراق اطارات وحصل رشق بالحجارة وتم اطلاق الغاز المسيل للدموع. وجرت مواجهات مماثلة يوم الجمعة في العديد من احياء العاصمة ومدن اخرى ما شكل اكبر حركة تعبئة منذ بدء حركة الاحتجاج التي اطلقها طلاب في الخرطوم في 16 يونيو.
وفي كل مرة تستخدم الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين باسرع وقت ممكن. وهذه الحركة ترمز إلى «الرفض الواسع لسياسات الاضطهاد التي يقوم بها النظام وفشله في حكم هذا البلد» كما اعلنت حركة الشبان الناشطين «التغيير الان للسودان» في بيان.
واضاف البيان «على الحكومة ان تسحب فورا اجراءات التقشف التي اعتمدتها والتي تدل على عدم توازن في النفقات لانها تواصل اعطاء الاولوية للدفاع والامن على حساب الخدمات الاجتماعية».
ومساء الجمعة غطى الدخان الاسود سماء العاصمة وانتشرت رائحة الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته الشرطة لتفريق التظاهرات التي اتسع نطاقها. وسجلت تظاهرات عدة في انحاء العاصمة ردد المشاركون فيها هتافات من بينها «لا لزيادة اسعار الغذاء» بينما تحول هذا الشعار في احد احياء جنوب العاصمة «الشعب يريد اسقاط النظام»، كما ذكر صحفي من وكالة فرانس برس.
وفي الديم وهو حي آخر، تصاعد الدخان الاسود من الاطارات المشتعلة ورشقت مجموعات من المتظاهرين بالحجارة مئات من عناصر الشرطة الذين ردوا باطلاق الغاز المسيل للدموع، كما ذكر الصحافي. ووصلت التظاهرات لفترة قصيرة إلى حي الخرطوم اثنين الذي يعيش فيه السودانيون الاغنياء ويضم مقار السفارات الاجنبية.
وفي مدينة ام درمان على الضفة الاخرى من نهر النيل، صفق نحو مئتي متظاهر هاتفين «حرية». وعمد بعضهم إلى احراق اطارات ورشق الشرطيين بالحجارة فردوا عليهم ايضا بالغاز المسيل للدموع واستخدموا الهراوات والسياط، وفق مراسل فرانس برس. وقال لطيف جوزف صباغ عضو المكتب السياسي في حزب الامة المعارض لفرانس برس ان «الطلاب ليسوا وحدهم» الذين نزلوا إلى الشارع. وأضاف أن «هذه التظاهرات كانت متوقعة... الوضع الاقتصادي للسودان سيء للغاية».
واضاف «لا احد يمكنه تحديد» الحجم الذي ستصل اليه هذه الحركة، لافتا إلى ان حزب الامة يحاول التفاوض مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم «في محاولة لمعالجة المشاكل وتحسين الوضع في شكل سلمي».
ولجأت الشرطة إلى القوة في سنار جنوب البلاد لتفريق تظاهرة ضمت 300 شخص، حسبما ذكر شهود عيان. وتحدث سكان عن تجمعات في الابيض (400 كلم جنوب غرب الخرطوم) وواد مدني (200 كلم جنوب شرق العاصمة).
وتنظم التظاهرات احتجاجا على التضخم الذي بلغت نسبته 30 بالمائة في مايو حسب الارقام الرسمية ويمكن ان ترتفع مع خطة التقشف التي اعلنتها الحكومة الاربعاء وخصوصا رفع الدعم عن المحروقات. والسودان الذي كان في شبه حالة افلاس، خسر مليارات الدولارات من العائدات النفطية بعد انفصال الجنوب الذي يملك ثلاثة ارباع الاحتياطي النفطي، في يوليو 2011.
وبدأت الاحتجاجات الطلابية على غلاء الاسعار السبت الماضي في جامعة الخرطوم، اكبر الجامعات السودانية ثم امتدت إلى جامعات اخرى وذلك احتجاجا على تدهور الوضع الاقتصادي والذي اجبر الحكومة على اجراء خفض كبير في النفقات ادى إلى ارتفاع كلفة المعيشة.
ودانت منظمة العفو الدولية في بيان مساء الجمعة قمع التظاهرات والمضايقات التي يتعرض لها الصحافيون الذين يقومون بتغطيتها. واعتقل عدد كبير من ناشطي الاحزاب السياسية وحركات الشباب في الايام الاخيرة. وقالت المنظمة انه تم الافراج عن معظمهم بسرعة لكن هناك عدد من الموقوفين الذين اتهموا وآخرون لم يعرف مصيرهم.
واضافت منظمة العفو ان «الحكومة لا تتسامح اطلاقا مع التظاهرات»، مشيرة ايضا إلى توقيف صحفيين اجانب افرج عنهم بعد احتجازهم ساعات مثل سايمن مارتيلي الذي يعمل لوكالة فرانس برس وسلمى الورداني التي تعمل مع بلومبرج.
ولعبت الحركات الطلابية دورا في تاريخ السودان. ففي 1964 اندلعت الانتفاضة على السلطة العسكرية بعد تظاهرة طلابية. لكن نظام الرئيس عمر البشير الذي تولى السلطة في 1989 تمكن من تجاوز حركة مماثلة في 1994.