الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد


سياحة دول الربيع دخلت النفق المظلم

تاريخ النشر : الاثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٢



دخلت السياحة في دول الربيع العربي نفقها المظلم خلال الربع الأول من العام الحالي بسبب تصاعد حدة التوتر واستمرار الانفلات الأمني مما سبب انهيارا في عائدات السياحة وخاصة في الدول التي تعتمد على ذلك القطاع كأحد مصادر الدخل القومي.. مثلما هو الحال في دول شمال إفريقيا , وعلى رأسها مصر وتونس وسوريا واليمن.
وتؤكد تقارير منظمة السياحة العالمية ومنظمة السياحة العربية أن التراجع في صناعة السياحة مازال سيد الموقف وأن تحويل الوجهات والمقاصد السياحية بات بديلا عن مغامرة للتأكد من استقرار الأوضاع داخل دول الربيع العربي.
ففي مصر أظهرت بيانات البنك المركزي أن إيرادت مصر السياحية تراجعت بنحو 30.5% لتبلغ 8.7 مليارات دولار خلال عام 2011 في مقابل 12.5 مليار دولار في 2010 وأن فائض ميزان الخدمات تراجع بنحو 44.1% ليبلغ 3.1 مليارات دولار بين يوليو وديسمبر 2011 في مقابل 5.6 مليارات خلال الفترة ذاتها من 2010.
جاء هذا التراجع نتيجة انخفاضات الإيرادات السياحية بمعدل 27.1% لتبلغ نحو 5.1 مليارات دولار مقابل 6.9 مليارات حيث يعزي ذلك إلى تراجع عدد الليالي السياحية بمعدل 12.7% وانخفاض متوسط إنفاق السائح في الليلة الواحدة إلى 72.7 دولارا ما بين يوليو وسبتمبر 2011 ثم إلى 69.6 دولارا بين أكتوبر وديسمبر عام 2011 مقارنة بـ 85 دولاراً خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2010.
ورغم التقارير المتشائمة حول تراجع السياحة الغربية، فإن التقارير تشير إلى ارتفاع نسبة السياحة العربية بشكل عام في الربع الأول من 2012 لتسجل 462 ألف سائح مقابل 269 الفا خلال الفترة ذاتها من 2011 فيما ارتفعت أعداد الليالي السياحية التي قضاها السائحون العرب في مصر إلى 3.2 ملايين ليلة سياحية مقابل 2,3 مليون في 2011.
فيما شهدت السياحة الأجنبية في مصر خلال الربع الأول تراجعاً ملحوظاً بنحو 29,5% حيث بلغ عدد السائحين الأجانب الوافدين لمصر نحو 2.34 مليون سائح مقابل 3.1 ملايين في عام 2011.
وكانت أوروبا الغربية أكثر المناطق انخفاضا في أعداد السائحين المقبلين إلى مصر في خلال الربع الأول وتليها منطقة أوروبا الشرقية لتنخفض أعداد الليالي السياحية التي قضاها السائحون الأجانب إلى 10.6 ملايين ليلة مقابل 12.5 مليون في الفترة ذاتها من 2011.
وفي سوريا تراجعت السياحة بشكل جعل السائحين القادمين من أوروبا وهي السوق الرئيسية للسياحة السورية شبه معدوم مع الغاء الحجوزات ورفض شركات التأمين تغطية السياح الراغبين بالسفر إلى سوريا وهو ما أدى إلى انخفاض نسبة الاشغال من 99% خلال أشهر الصيف إلى صفر% وتعتبر السياحة القطاع الأكثر تؤثراً بالأحداث التي تشهدها سوريا حيث تلقت ضربة قوية ومباشرة بحيث تراجعت بنسبة تجاوزت 60% خلال النصف الثاني من 2011.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس خلال السنوات الأخيرة نهضة عمرانية شملت إنشاء فنادق ومراكز تسوق وتحديث شبكات الطرق والبدء في تنفيذ مطار طرابلس العالمي الجديد والقادر على تقديم الخدمات لعشرين مليون مسافر سنوياً، كما شهدت مدينة بني غازي ثاني كبرى المدن اطلاق مشروع بني غازي 2025.
كما أن مشاريع بناء المنتجعات السياحية انطلقت من مكان الجبل الأخضر وزوارة ومناطق أخرى حيث استفادت الدولة من الطفرة النفطية الأخيرة في دعم البنية التحتية الأساسية للسياحة ورغم تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا فإن الخبراء يتوقعون نموا في القطاع السياحي ليصبح قاطرة مهمة في الاقتصاد إذا ما أخذت في الاعتبار حقيقة الثروة السياحية الكبيرة التي تتمتع بها ليبيا من شواطئ على البحر المتوسط وآثار رومانية مبهرة فضلا عن قربها الشديد من أهم أسواق السياحة المقبلة من أوروربا.
وبالنسبة إلى تونس التي يعمل بها 400 ألف شخص في قطاع السياحة ويزورها حوالي 7 ملايين سائح سنوياً وتسهم في 2,2 مليار دولار في الدخل القومي سنويا.
فنسبة الانخفاض في عدد السياح القادمين إليها بلغ حوالي 45% خلال عام 2011 بعد الأطاحة بنظام زين العابدين بن علي.
فما تشير التقارير إلى أن أعداد السائحين في تزايد ملحوظ حيث قررت شركتا توماس كوك وني يوأي البريطانيتان زيادة حصة تونس في برامجها التسويقية لعام 2012 وأسهم التحول الديمقراطي السريع في تونس، وخاصة بعد نجاح الانتخابات البرلمانية التي جرت في اجواء حرة ونزيهة وسليمة وتشكيل الحكومة الائتلافية بشكل هادئ وسريع وضمان عدم وجود التزوير في الانتخابات الرئاسية باختيار المرزوقي رئيسا لتونس، أسهم في تعزيز ثقة الوافدين إلى تونس.