أخبار البحرين
محـــــــــلات صياغة الذهب
القليل أغلق.. والكثير صامد
تاريخ النشر : الاثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٢
لازالت محلات صناعة وبيع الذهب والفضة وسط سوق المنامة مجمع (304) صامدة رغم السهام التي أصابتها جراء ارتفاع أسعار الذهب من ناحية بالإضافة إلى انعكاس أحداث فبراير من العام الماضي سلبا على حركة البيع والشراء والقدوم إلى هذه المحلات من جهة أخرى.
جاء هذا الاستنتاج على إثر الزيارة التي قامت بها «أخبار الخليج» لعدد من هذه المحلات التي كانت مزدهرة بأنواع المصوغات وعامرة بالزبائن صباحا ومساء قبل سنة ونصف من هذا التاريخ وذلك حسبما أباح به اصحاب المحلات في لقاءاتنا معهم أمس.
ومما لاشك فيه ان هذه المنطقة (مجمع 304) بوسط المنامة، حيزها يمتد من غرب السوق القديم إلى شرقه يغطي مساحة عريضة لا تقل عن نصف كيلو متر في نصف كيلو متر، ليس من السهل تغطيتها في جولة واحدة، على العموم، شاهدنا في جولتنا محلات مغلقة الابواب واخرى مزاحة اللافتات فيما ظلت محلات صامدة تقتات يومها بقناعة حامدة ربها رغم الجراح، وقالوا: «نتطلع إلى عودة سريعة لهذا السوق»، المرتبط بعودة هادئة وميسرة للوضع الراهن في البحرين.
ومن المحلات التي زرناها «مركز الأحجار الكريمة» (طريق 415 بناية 654 وسط المنامة 304)، وتحدثنا مع الموظف هناك، وسألناه: كيف وضع السوق؟ فأجاب: «السوق ضعيف»، وعزا ذلك إلى عاملين، الأول: ارتفاع سعر الذهب.. ثانيا: عدم قدرة المواطن أو المقيم ماديا على مجاراة الوضع الجديد.
ثم دخلنا «محلات رنا للمصوغات»، ولم يكن جواب الموظف هناك مختلفا عن سابقه بأن (البزنس) ضعيف مقارنة مع أكثر من سنة واكثر من ذلك، يتعامل في صياغة أحجار الياقوت والمرجان والفيروز والسليماني، وهكذا الحال في «محلات أبو ذيب» حيث أخبرنا الموظف المسئول، وهو محل لسباكة السلاسل الذهبية ولديه معمل صغير.
ولم يتغير جواب شركة «أنصار للمصوغات» عن المحلات التي زرناها قبله حيث أتحفنا بالقول: «ما فيه بزنس بابا»، ضاربا كفا على كف فيما ذكر لنا صاحب محل مجاور له «صياغة غلام» والذي (يعمل خواتم فضة للرجال أن العمل الأول واجد زين، بس الحين ما فيه شغل).
وهكذا أكملنا جولتنا بدخول محلات اخرى بنفس المنطقة، مثل: «مجوهرات بنت الكويت»، وفيها عامل واحد يسوي قطع ذهب، ولا يعرف لا العربية ولا الإنجليزية، فأخذنا له صورة وخرجنا بعد شكره حيث كان متعاونا معنا.
وكان محل «شركة أبناء محمد أكرم للصياغة» هو آخر المحلات التي دخلناها، وشاهدنا بداخلها 5 عمال أجانب، وطلبنا الحديث مع صاحب العمل، فرتبوا لنا لقاء بعد انتظار قصير، جاء فيه ابن صاحب العمل، وذكر ان المحل قديم في البحرين كمعمل صغير لصياغة الذهب، وطلبنا منه ان يشرح لنا خطوات صياغة الذهب باختصار، فقال أنها تمر بالمراحل التالية: وضع التصميم ثم عمل ذلك على قطعة معدنية (ذهب أو فضة)، ثم احاطة المعدن المطلوب بالربر (المطاط) ثم أخذه الى (الماكينة) للتقطيع والتعديل لإخراجه بالشكل النهائي، وأشار إلى أن العملية تطول بين 3 و 4 أيام.
واختتم الحديث معنا بالتنويه إلى الصعوبات التي تعترض عمل السبائك والقطع الذهبية والفضية أنه يصعب الحصول على تأشيرة لعامل مؤهل يحضرونه من الهند أو الباكستان، وبالمقابل يصعب حصول عامل بحريني يجيد صناعة المصوغات الذهبية، ولو وجد فالتكلفة كبيرة ومرهقة قياسا مع العامل القادم من الخارج.
كانت هذه الزيارة لمحلات وجدنا فيها عمالا يعملون، أو موظفين ينتظرون قدوم الزبون، وعلى الطرف الآخر شاهدنا محلات في نفس المنطقة مغلقة وأخرى أزيلت لافتاتها عنها، ومن هذه المحلات ورشة صياغة أرامك، ورشة طلحة للمصوغات الذهبية، صياغة الفطيم، صياغة البحار، صياغة الهاشمي، وغيرها.
هذه المشاهد جعلت عددا من الزبائن وآخرين سألناهم عن تقييمهم هذه المشاهد يقولون: هذا هو حال سوق الذهب، السعر من جهة، وقلة المال لدى الناس من جهة أخرى، وتطلعوا إلى عودة ثانية مزدهرة وموفقة وسريعة لسوق المصوغات يرافق ذلك تحسن في رواتبهم ومداخيلهم، وقالوا بتحسن مداخيلنا يمكننا غزو محلات الذهب بالمنامة والمحرق والرفاع وجدعلي والعكس صحيح.