الجريدة اليومية الأولى في البحرين


قضايا و آراء


التهديدات الإيرانية.. تعبير عن الإفلاس

تاريخ النشر : الاثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٢



عادت إيران الملالي إلى التهديد والوعيد تزامنا على ما يبدو مع تهديدات علي سلمان، هذه التهديدات التي عبر عنها أحد الدبلوماسيين الإيرانيين مؤخرا بالقدرة على احتلال البحرين خلال ساعات، تذكرنا بتهديدات الراحل صدام حسين للكويت، ولعل هذا النوع من التهديدات يؤكد الإفلاس وتكرار الأخطاء التي سبق أن ارتكبها صدام حسين وآلت في النهاية إلى سقوطه وسقوط نظامه، فإذا كانت إيران الملالي لم تستوعب الدرس والتعامل مع القانون الدولي على أنه لعبة أو سياحة فهي تقع في المحظور الذي سينتهي بسقوط هذا النظام الذي يعيش خارج التاريخ بفكره وأسلوب تعامله مع العالم وبمنطق لا ينتمي إلى هذا العالم الجديد.
إلا أننا مع ذلك يجب ألا نستهين بمثل هذه التهديدات التي يقوم بها سياسيون ودبلوماسيون إيرانيون لكل من المملكة العربية السعودية الشقيقة ومملكة البحرين، بل يجب أن تؤخذ على محمل الجد من حيث تعزيز الجبهة الداخلية من ناحية، والتعجيل بالاتحاد الخليجي من ناحية ثانية، وأخذ الاحتياطات اللازمة ضد هذه التهديدات وخصوصا مع تأكد وجود عملاء لإيران معرفين ومكشوفين يعملون في السر والعلانية بين ظهورنا لتدمير بلادهم والتآمر عليها وعلى رأسهم ذلك الرجل الذي يحرض كل يوم وليلة على الحرب الطائفية وعلى العداوات والاعتداء، ويحرك النعرات الطائفية ويحاول الاجهاز على الوحدة الوطنية بكل صورة وطريقة، وخصوصا أن رجلا مثل علي سلمان قد أعلنها صراحة في وجه الوحدة الوطنية من ناحية، وفي وجه الاتحاد الخليجي من ناحية ثانية.
مما تقدم يجب علينا قيادة وشعبا أولا: أن نوحد جهودنا لضمان الجبهة الداخلية الوطنية، وعزل رؤساء الفتنة من أمثال المجرمين المعروفين عن التيار الوطني الكبير من سنة وشيعة، وثانيا: يجب النظر إلى التهديدات الوقحة التي تصدر عن إيران بكل انتباه وحذر، مع التأكيد أن سياسة التسامح أمام الدكتاتورية الإيرانية المستترة بغطاء الدين الإسلامي الحنيف لا يمكن أن تجدي نفعا أو أن تفيد في شيء، وقد بينت التجارب أن الأيادي البيضاء والكرم العربي والسماحة العربية العالية في التعامل مع نظام إيران الدكتاتوري لا يمكن أن يفيد في شيء.
لقد سبق لدول الخليج العربية أن مدت يدها وعبرت في ذات الوقت عن استعدادها الدائم للتعاون السياسي والاقتصادي، إلا أن التصرفات الإيرانية لم تكن تعبأ بكل ذلك، بل تنظر له على أنه مظهر من مظاهر الضعف، وقد رأينا كيف ردت إيران الملالي بكل سوء وجحود وعدوانية على أيادينا الممدودة، ومازلنا نتذكر التصريحات الإيرانية المعادية للمملكة العربية السعودية الشقيقة وللبحرين، ولفكرة الاتحاد الخليجي جملة وتفصيلا، ومازلنا نتذكر التآمر الإرهابي لقتل سفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومازلنا نتذكر التمويل الإرهابي للحوثيين في اليمن والدعم والتمويل الإرهابيين للانقلابيين في البحرين، بالإضافة إلى التصريحات الإيرانية العلنية واستمرار احتلال الجزر الإماراتية العربية في الخليج العربي، ولسنا هنا في حاجة إلى استعراض ما تنشره وسائل الإعلام الإيرانية المقربة إلى الدوائر الرسمية الذي يتضمن تهديدات رسمية وعلنية، إلى غير ذلك من المخططات الإجرامية لقوى القدس الإرهابية التابعة لما يسمى الحرس الثوري الإيراني مما يعد خير دليل على النيات المشئومة المتسترة برداء الدين، وللتغطية على نضال الشعوب الإيرانية الثائرة على هذا النظام الفاسد، ولصرف الأنظار عما يعانيه الشعب الإيراني من استبداد وتدني مستوى المعيشة والمآسي بسبب هذه الدكتاتورية الشرسة.
إن هذه الحقيقة المؤلمة يجب أن نعيها ونضعها أمام أعيننا ونأخذها بمأخذ الجد، وخصوصا بعدما فعلت إيران الملالي في العراق العربي الذي يجرى حاليا تشويه هويته العربية وصرفه عن خطه العروبي من خلال سيطرة اتباع إيران على النظام السياسي فيه، وهؤلاء هم الذين ينفذون الأجندة الإيرانية بكل تفاصيلها، وهم أنفسهم الذين يحشدون جهودهم لاختراق الخليج العربي وللوصول إلى السيطرة على الحكم في البحرين كأداة من أدوات الهيمنة الفارسية باسم الدين، ومن خلال نظام ولاية الفقيه الذي يحاول الزحف عبر العراق ولبنان، وصولا إلى الخليج العربي.
ان الأمر مخيف وجاد ولا يعبر عن حالة من الفوبيا الإيرانية مثلما يبدي البعض، وانما يجب أن نتخذ ما يجب من احتياطات لأخذ هذا الأمر بمأخذ الجد.