عربية ودولية
المحامون ينضمون إلى الاحتجاجات على ارتفاع الأسعار في السودان
تاريخ النشر : الاثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٢
الخرطوم - (ا ف ب): انضم محامون سودانيون أمس الأحد إلى حركة الاحتجاجات المتزايدة ضد ارتفاع الأسعار في ظل نظام الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ 23 عاما، بحسب شهود عيان. وخرج المحامون إلى الشوارع القريبة من محكمة الابيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، حيث اعتقل بعضهم، بحسب الشهود.
وفي تطور منفصل خرج نحو 100 طالب من جامعة محلية في منطقة الابيض في تظاهرة دعوا خلالها إلى سقوط النظام، فيما تجمع متظاهرون آخرون في السوق الرئيس في المدينة، بحسب الشهود. واضاف الشهود ان الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع، واستخدمت الهراوات في تفريق المتظاهرين، في رد فعل معتاد من قوات الأمن منذ بدء التظاهرات في 16 يونيو الماضي في العاصمة الخرطوم.
ويضطلع الطلبة السودانيون بدور بارز في حركة الاحتجاج الاجتماعية التي تعصف بالخرطوم منذ بضعة أيام لكنها ما زالت تواجه صعوبات تحول دون تمددها وتوسعها في هذا المجتمع الذي يفرض عليه نظام عمر البشير رقابة صارمة. وقد بدأت الحركة الاحتجاجية الناجمة عن الارتفاع الجنوني للأسعار في 16 يونيو بتظاهرة أمام جامعة الخرطوم، ثم تمددت إلى جامعات وكليات أخرى في العاصمة.
وأكدت مجموعة «قرفنا» للشبان المعارضين على موقعها على شبكة الانترنت ان «جامعة الخرطوم هي القلب النابض للثورة السودانية». وكانت جامعة الخرطوم في عام 1964 مهد الثورة الأولى التي تلت الاستقلال وأسفرت عن سقوط الديكتاتورية العسكرية.
لكن الطلبة الذين يناضلون من اجل التغيير، يواجهون قوى الأمن التي تتعامل معهم بقسوة والكثيفة الحضور، وتسلل النظام إلى الجامعات، كما قال ناجي موسى الطالب في كلية الطب والعضو في مجموعة «قرفنا». وضاف «من الصعوبة بمكان القيام بنشاط عام. الحكومة تحاول أن تتسلل إلى الجامعات ظنا منها أنها تشكل خطرا عليها».
وأكد الطالب الذي اعتقل أسبوعين في يناير «لدى حزب المؤتمر الوطني الشعبي (الحاكم) المال وهم يستخدمون عددا كبيرا من البلطجية». ولم تبد قوات مكافحة الشغب وعملاء أجهزة الاستخبارات اي تساهل منذ أسبوع، فعمدت إلى ضرب المتظاهرين واعتقال أعداد كبيرة منهم. وقد شاهد مراسل وكالة فرانس برس صورا لأحد الناشطين الذين اعتقلوا الثلاثاء في إحدى الجامعات، وتبدو آثار الضرب ظاهرة عليه وحلق حاجباه. لكن مسؤولا كبيرا في أجهزة الاستخبارات قال لمراسل وكالة فرانس برس الذي تعرض أيضا للاعتقال لأنه التقط صورا في جامعة الخرطوم ان الوضع حول الجامعات «بالغ الحساسية». وقد افرج عن هذا المراسل بعدما امضى 12 ساعة موقوفا.
واغلقت الحكومة هذا الشتاء جامعة الخرطوم اكثر من شهرين في ديسمبر على اثر صدامات بين شرطي وطلبة كانوا يحتجون على ارتفاع الرسوم. وعلى رغم التظاهرات الأخيرة، يعتبر بعض الأساتذة الجامعيين ان الحماسة النضالية قد انطفأت في الجامعات، وهذا ما يفسر جزئيا لماذا اخفق الطلبة حتى الآن في اقناع السودانيين بالنزول إلى الشارع بأعداد كثيفة.