عربية ودولية
مرسي أول رئيس لمصر بعد ثورة يناير
تاريخ النشر : الاثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٢
القاهرة - الوكالات: أعلن رسميا أمس الأحد فوز مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي في اول انتخابات رئاسية مصرية بعد ثورة 25 يناير التي اطاحب بحسني مبارك ليصبح اول إسلامي يتولى رئاسة اكبر بلد عربي من حيث عدد السكان.
واعلن رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية فاروق سلطان فوز محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين بنسبة 51,73% على منافسه اخر رئيس وزراء لمبارك احمد شفيق. وقال سلطان في مؤتمر صحفي لاعلان نتائج الانتخابات «الفائز في الانتخابات الرئاسية هو محمد مرسي عيسى العياط».
وبلغت نسبة الاقبال في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي نظمت يومي 16 و17 يونيو 51,8% حيث شارك فيها 26 مليونا و420 الفا و763 ناخبا من اجمالي عدد الناخبين المسجلين البالغ 50 مليونا و958 الفا و794 ناخبا.
وكانت نسبة المشاركة قد بلغت 46 بالمئة في الدور الاول من هذه الانتخابات الذي نظم يومي 23 و24 مايو الماضي.
وبعيد اعلان النتائج رسميا، هنأ المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر منذ الاطاحة بمبارك محمد مرسي بفوزه، كما هنأه رئيس الوزراء كمال الجنزوري.
وفور اعلان فوز مرسي انفجرت الفرحة في ميدان التحرير حيث احتشد عشرات الآلاف من أنصاره في انتظار إعلان النتيجة رسميا واخذوا يرقصون في حلقات ويهتفون ويكبرون احتفالا بالفوز وأطلقوا الألعاب النارية ابتهاجا، في حين علت مكبرات اصوات انصار مرسي احتفاء بالحدث.
في المقابل سادت حالة من الوجوم ومشاعر الخيبة بين أنصار احمد شفيق الذي كرر في الأيام الأخيرة انه هو الفائز بناء على ما لديه من أرقام. ولم يخف العديد من أنصاره الذين كانوا متجمعين بمدينة نصر حزنهم ووضع عدد منهم أيديهم على رؤوسهم علامة على الحزن للنتيجة. ورفض مسؤول حملة شفيق احمد بركة التعليق على النتيجة.
واستفاد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة من الشبكة الضخمة والمنظمة لجماعة الاخوان المسلمين اكبر القوى السياسية في البلاد. ورغم ان الرئيس المنتخب سيترأس السلطة التنفيذية وسيعين رئيس الوزراء والوزراء بموجب الإعلان الدستوري الصادر في 30 مارس 2011، فان هامش المناورة المتاح لمحمد مرسي لن يكون كبيرا بعد ان اصدر المجلس العسكري اعلانا دستوريا مكملا يوم الاحد الماضي منح نفسه بموجبه صلاحيات واسعة، كما استعاد سلطة التشريع بعد ان قررت المحكمة الدستورية العليا في 14 يونيو الجاري حلّ مجلس الشعب.
وأعلن المجلس العسكري قبل اعلان النتائج رسميا انه يعتزم تنظيم احتفال في 30 يونيو الجاري لتسليم السلطة الى الرئيس المنتخب. ووضع اعلان النتائج الرسمية حدّا لحالة من القلق تصاعدت خلال الأيام الأخيرة خشية وقوع أعمال عنف في البلاد اذا لم يعلن فوز محمد مرسي وخصوصا بعد ان اعتصم الآلاف من انصار جماعة الاخوان والأحزاب السلفية في ميدان التحرير خلال الايام الاخيرة في انتظار النتائج الرسمية.
وكانت جماعة الاخوان المسلمين قد أعلنت بعد ساعات من انتهاء الجولة الثانية للانتخابات الاحد الماضي فوز مرشحها الا ان حملة شفيق شككت في النتائج.
واكد رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية ان اللجنة «اهتمت» بشكل خاص بالشكاوى من منع ناخبين مسيحيين من الادلاء بأصواتهم في صعيد مصر لما لهذه الطعون اذا صحّت من «تأثير على العملية الانتخابية برمتها» غير انه لم يثبت لديها صحة هذه الطعون.
وحبس المصريون انفاسهم وسادت أجواء من الترقب العاصمة المصرية قبل اعلان نتيجة الانتخابات حيث خلت شوارع العاصمة المزدحمة عادة من المارة وأغلقت المحالّ التجارية والمدارس والبنوك أبوابها قبل الموعد المعتاد.
وعكست الصحف المصرية الصادرة امس حالة الترقب في الشارع المصري فعنونت أخبار اليوم «مصر تقف على اطراف أصابعها». وانتشرت قوات اضافية من الجيش والشرطة في القاهرة في حين حلقت مروحيات للجيش في سمائها.
وأكدت السلطات انها عززت الإجراءات الأمنية ووضعت خططا لمواجهة اي اضطرابات قد تحدث بعد اعلان النتائج. وقامت قوات الأمن بإغلاق الشارع الذي يطلّ عليه مجلس الوزراء، كما عززت قوات الأمن المركزي من انتشارها في المكان.
وقالت مصادر أمنية ان عددا كبيرا من جنود القوات المسلحة انتشر داخل سور مجلس الشعب، بالاضافة إلى قيام أفراد الشرطة المدنية بتأمين المبنى الواقع بعد بضع مئات الأمتار من ميدان التحرير.
وقسم التنافس الانتخابي سعيا لكرسي الرئاسة المصريين الى قسم خائف من عودة النظام السابق من خلال شفيق وقسم خائف من تأثير فوز مرسي على الحريات الشخصية ويريد ابقاء الدين بمنأى عن السياسة.
وأشاد مرسي في اول رد فعل له بعد فوزه، بدور القضاء والجيش في حماية العملية الديمقراطية في مصر. وأوضح موقع الاخوان المسلمين على الانترنت ان مرسي قال في تغريدة على موقع تويتر «تحية لقضاء مصر الشريف، ورجال الجيش الذين حموا الانتخابات بكل ديمقراطية وشرف».
وأعلنت جماعة الاخوان المسلمين انتهاء عضوية مرسي في الجماعة بعد اعلان فوزه بحسب ما جاء على موقعها على الانترنت.
وجاء اول رد فعل خارجي على فوز مرسي من قطاع غزة حيث قال محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس ان هذه «لحظة تاريخية وانتصار كبير». واضاف الزهار ان فوز مرسي يعني «ولادة جديدة لاقتصاد مصر، اقتصاد فاعل وموقف سياسي واقليمي يقود الامة العربية والاسلامية».
كما هنأ رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة القيادي في حماس اسماعيل هنية مرسي بفوزه في اتصال هاتفي، وهنأت حركة الجهاد الاسلامي مصر بانتخاب مرسي وقالت في بيان انها «تبارك لمصر وشعبها بنجاح الانتخابات ونهنئ رئيس مصر المنتخب الدكتور محمد مرسي داعين له بالتوفيق لخدمة شعبه وأمته».
وعمت مناطق قطاع غزة تظاهرات خرج فيها المواطنون بشكل عفوي حيث قام عشرات المسلحين من بينهم من عناصر حماس باطلاق النار في الهواء كما قام العديد من المواطنين بتوزيع الحلوى احتفالا بفوز مرسي.
كما رحبت دولة الامارات العربية المتحدة بفوز محمد مرسي ودعت الى «تأمين الاستقرار» في البلاد، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الإمارات. وجاء في بيان لوزارة الخارجية بثته الوكالة ان الإمارات «تتابع باهتمام التطورات التي تشهدها جمهورية مصر العربية الشقيقة وترحب بما أسفرت عنه نتيجة الانتخابات الرئاسية».
وأضاف ان الإمارات تؤكد «احترامها لخيار الشعب المصري الشقيق في سياق مسيرته الديمقراطية وتأمل ان تتكاتف الجهود الآن نحو تأمين الاستقرار والتآلف والتعاون بين الجميع.. تحقيقا للمصالح العليا وما يصبو إليه الشعب المصري من امن واستقرار وحياة كريمة.
وهنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسي بانتخابه رئيسا لمصر، ودعا المصريين الى احترام الخيار الديمقراطي ونتائجه.
ورحبت ايران بفوز مرسي الا انها لم تتحدث عن استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين قبل اكثر من ثلاثة عقود. وجاء في بيان لوزارة الخارجية ان «وزارة خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية تهنئ الشعب المصري بانتصاره وفوز الدكتور محمد مرسي بهذه الانتخابات وتعرب عن اجلالها واحترامها لكل شهداء الثورة المصرية»، بحسب وكالة الانباء الرسمية «ارنا».
وهنأت واشنطن مرسي بفوزه ودعت مصر الى ان تظل «ركيزة للسلام الاقليمي».
وهنأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مرسي مؤكدا ان فرنسا «على استعداد للعمل معه» ومعربا عن الامل في «مواصلة العملية الانتقالية التي بدأت في البلاد في 2011».
وهنأ وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ مرسي بفوزه «التاريخي» ودعاه الى احترام حقوق المواطنين المصريين.
واشادت اسرائيل بـ«العملية الديمقراطية» التي اتاحت للاسلامي محمد مرسي الوصول الى الرئاسة في مصر واعربت عن الامل في مواصلة تعاونها مع القاهرة، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
والمهندس محمد مرسي (60 عاما) متخرج في جامعة أمريكية ومتزوج واب لخمسة أبناء.