الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


هل تعافت مصر من مباراة «كسر العظم»؟!

تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



منذ عام ونيف دأب المتنافسون في الساحة السياسية بمصر يتعاملون مع (المجلس الأعلى للقوات المسلحة) على انه (غول) يريد أن يأكل ثمار ثورتهم في يناير 2011، وكلما اختلفت الأحزاب السياسية في الشأن الداخلي المصري رموا بأخطائهم على (شماعة) الجيش، ويوم أمس الأول اكتشفوا جميعا أنهم مخطئون في حق (المجلس الأعلى للقوات المسلحة) حين عبرت مصر إلى بر الأمان في انتخابات رئاسية نزيهة فاز فيها مرشح (الاخوان المسلمين) محمد مرسي بفارق بسيط في الأصوات ضد منافسه (أحمد شفيق)، الذي كان مؤيدوه وأنصاره يحتشدون في مدينة نصر، مثلما كان أنصار (مرسي) يحتشدون في ميدان التحرير بالقاهرة.
ليس هذا فحسب، بل لاحظنا في الأشهر الأخيرة خروج أصوات بين الأحزاب المصرية لتطعن في نزاهة القضاء المصري، وفي أحكام (المحكمة الدستورية).. وكلما صدر حكم لا يعجب فئة من المواطنين المصريين أو حزب من الأحزاب السياسية قاموا بافعتال المظاهرات الصاخبة والمنددة بالأحكام القضائية.. ولكن اكتشفوا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة خطأ وجهة نظرهم وخطأ انفعالاتهم ضد نزاهة القضاء المصري حين تم إعلان فوز (محمد مرسي) بكرسي الرئاسة.
لكن يبقى السؤال المهم: هل كانت الأحزاب السياسية، سواء الاخوان المسلمين والسلفيين أو غيرهم ممن احتشدوا في (ميدان التحرير) سيقبلون نتيجة انتخابات الرئاسة لو فاز (أحمد شفيق) بدلا من (محمد مرسي)؟
ان إطلالة سريعة على الاحتشاد الراهن في (ميدان التحرير) تظهر بوضوح ان الإجابة عن السؤال السابق تعني النفي وعدم القبول بالنتيجة مهما كانت الانتخابات نزيهة.. وهذا يعني ان مصر مازالت لم تخرج من دائرة مباراة (كسر العظم) بين الأطراف المتنافسة.. وان هناك فئات مازالت تحتكم إلى لغة الشارع والحشد الفاتك بالاستقرار والأمن ضد دولة القانون!
وهذه حالة لا يستفيد منها سوى أعداء مصر في الداخل والخارج، وبالتحديد أمريكا واسرائيل.. ذلك ان (واشنطن) تريد التدخل المستمر في الشئون الداخلية لمصر، لكي تفرض مزيدا من الهيمنة السياسية وتركيع مصر قوميا.. أما اسرائيل فمن مصلحتها أن تكون مصر (ضعيفة) اقتصاديا وسياسيا حتى لا تفكر في الخيارات العسكرية لو تعطلت لغة الكلام بين القاهرة وتل أبيب!
مصر خرجت من انتخابات الرئاسة شامخة، لكن عليها أن تحمي ظهرها من الأفاعي التي سوف يستمر أعداء مصر في رميها بين حين وآخر في (بير السلم)!