وقفة
الفلاحون في فوكوشيما يؤدون الصلاة
تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٢
د. إسماعيل محمد المدني
الفلاحون في مقاطعة فوكوشيما التي ضربها الزلزال فأحرق المفاعلات النووية المشعة في مارس 2011، يقيمون الآن الصلاة بكل خشوع وإخلاص، ويدعون الله من أجل أن يكون حصاد هذه السنة من الأرز خالياً من الملوثات المشعة، وأن يبارك لهم في زرعهم وثمرهم.
ففي الموسم الماضي اضطر المزارعون إلى التخلص من مئات الأطنان من الارز الذي سهروا أشهراً طويلة على زرعه وضمان نموه، وذلك بسبب الملوثات المشعة التي انتقلت إلى الأرز من الهواء والتربة إلى جذور الارز والثمر نفسه.
فقد أعلنت الجهات الحكومية المعنية في 20 مارس 2012 اكتشاف نسب مرتفعةٍ من عنصر السيزيم المشع في التربة الزراعية حول مجمع دايشي النووي في فوكوشيما، حيث بلغ 154 ألف بيكرلز من السيزيم المشع في الكيلوجرام من التربة، كما أكدت التحاليل التي أجريت على عينات من الارز من الموسم الماضي لعام 2011 أن الارز كان ملوثاً بالإشعاع حيث وصل التركيز إلى 630 بيكرلز من السيزيم في الكيلوجرام من الارز، علما بأن المعايير اليابانية الجديدة لنسبة الإشعاع المسموح به في المواد الغذائية هو .100
فقد قامت الحكومة بشراء حصاد السنة الماضية من الارز، مساعدةً للفلاحين، ودعمًا لهم على خسارتهم الفادحة وفقدان مصدر رزقهم الوحيد، وهذا الحصاد كله يجثم الآن في مخازن الحكومة إلى أجلٍ غير مسمى، لا يعرف ما هو مصيره، وكيف سيتم التعامل معه والتخلص منه بطريقة آمنة وسليمة. وعلاوة على الارز المشع، فإن هناك آلاف الأطنان من المخلفات الزراعية الناجمة عن زراعة الارز، وهي أيضاً مخزنة ولا يُعرف ماذا سيكون مصيرها.
وهذا العام مع بدء موسم زراعة الارز ووضع البذور في الأرض منذ شهر مايو، توجه المزارعون إلى الله لِيُسلِّم زرعهم وثمرهم من شر الملوثات، ويجعل مُنتجهم من الارز خاليا من الإشعاع.
ومنذ الآن حتى يحين موسم الحصاد وجني الثمر في شهر أكتوبر من العام الجاري، فإن المزارعين وأُسرهم في صلاةٍ دائمة لا تنقطع، وفي ترقب مستمر ليوم الحسم.
ونحن يجب أن نشاركهم الصلاة والدعاء، فأكل الارز من الوجبات التي لا يمكن أن نستغني عنها.
bncftpw@batelco.com.bh