المال و الاقتصاد
السعودية تبقي مستويات إنتاج النفط مرتفعة لدعم النمو العالمي
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٢
لندن ـ رويترز: لم تبد السعودية أي بادرة على تغيير سياسة إنتاج النفط بمستوى مرتفع لدعم النمو الاقتصادي العالمي بالرغم من نزول أسعار الخام عن 90 دولارا للبرميل للمرة الأولى في 18 شهرا.
وقالت مصادر من حكومات خليجية وغربية على اتصال بمسؤولين سعوديين ان بمقدور المملكة تحمل سعر النفط عند 90 دولارا أو أقل لأشهر وهي مستويات أسعار تضر دولا مثل إيران وروسيا اللتين تتخذان موقفا مغايرا لموقف الرياض بشأن الصراع الدائر في سوريا.
وحققت السعودية فائضا في الإيرادات في النصف الأول من العام وتحتاج من أجل تحقيق التعادل في الميزانية سعرا أقل كثيرا لبرميل النفط مما يحتاج إليه معظم أعضاء منظمة أوبك وروسيا منتج النفط الكبير خارج المنظمة.
وقال مسؤول نفطي خليجي كبير «إذا أبقينا الإنتاج عند المستويات الحالية تقريبا فإننا لا نغرق السوق بذلك، ونريد أن نتحلى بالمسؤولية من أجل مصلحة الاقتصاد العالمي».
وتحتاج كل من روسيا وإيران سعرا للنفط عند 115 دولارا لتلبية احتياجات الميزانية.
وقال فيل فيرلجر المحلل النفطي الأمريكي «الاقتصاد الروسي عرضة للتأثر بأي هبوط حاد في أسعار النفط.. ربما يستطيع السعوديون استغلال ذلك بالحفاظ على مستوى الإنتاج عند عشرة ملايين برميل يوميا».
وقالت مصادر نفطية ان من المنتظر أن تقلص السعودية - وهي المنتج الوحيد الذي لديه فائض كبير في الطاقة الإنتاجية- الإنتاج على مدى الشهرين القادمين نظرا لانخفاض الطلب من المصافي في الصين والولايات المتحدة.
وقال دبلوماسي غربي «أبلغنا أن السعوديين يرون أن مستوى الاسعار عند 90 دولارا أو أقل لا بأس به لعدة أشهر».
وهبطت أسعار النفط من ذروة صعودها في مارس، حينما بلغت 128 دولارا للبرميل نظرا لقتامة الآفاق الاقتصادية لكن أيضا بسبب قيام السعودية وتحت ضغط من دول مستهلكة رئيسية بزيادة الإنتاج في مارس إلى عشرة ملايين برميل يوميا مسجلة أعلى مستوى في 30 عاما.
وعوض ذلك انخفاض انتاج إيران بسبب العقوبات الغربية وهو ما أثار انتقادات ليس من طهران فحسب، ولكن أيضا من أعضاء آخرين في أوبك يفضلون مستويات أسعار مرتفعة مثل الجزائر والعراق وفنزويلا.
وقال وزراء النفط في أوبك خلال اجتماع في منتصف يونيو انهم يتمسكون بسقف الإنتاج الحالي مما يعني خفضا قدره 1,6 مليون برميل يوميا من الإنتاج الفعلي لدول المنظمة البالغ 31,5 مليون برميل يوميا.
وقال مندوبون شاركوا في اجتماع أوبك ان وزير النفط السعودي سأل نظرائه في المنظمة عن مدى استعداد كل منهم لإجراء خفض في الإنتاج ولم يبد أي منهم رغبة في ذلك.
وقال مندوب في المنظمة ان المملكة لن تخفض هي الأخرى الإنتاج.
وقال ليو درولاس الخبير بمركز دراسات الطاقة العالمية بلندن «هناك خلل كبير لان معظم أعضاء أوبك لا يستثمرون بدرجة كافية لذا فطاقتهم الفائضة محدودة. السعودية هي البنك المركزي للنفط أكثر كثيرا من أي وقت مضى.. هذا هو الواقع»؟