مسافات
ضحكوا علينا بقصة (الربيع العربي)!
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
حين يتم تحقيب الألفية الثالثة التي نعيشها حاليا سيكتب التاريخ أن العالم العربي شهد في عامي 2011 و2012 حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني سماها الغرب (الربيع العربي)! وفعلا لا يوجد دولة عربية واحدة لم تعان من المشاكل والاضطرابات، حتى الدول التي تغيرت فيها الحكومات والرؤساء والحكام وجاءت أنظمة سياسية جديدة في الحكم لا تزال تعاني من الاضطرابات الأمنية.
ليبيا.. ما زالت تشهد معارك بين مليشيات مسلحة واختطاف أجانب واحتلال مبان حكومية ووزارات، كان آخرها احتلال مطار (طرابلس) من قبل بعض المليشيات!
تونس.. تخلصت من حكم فردي مركزي لتجد نفسها في مواجهة مع جماعات سلفية متشددة تهاجم (الحانات) ومراكز الشرطة وتقتحم معارض فنية ودور سينما ومقرات صحفية وإعلامية!
اليمن.. تغيرت الرئاسة ورجالات الحكم بعد عشرات القتلى والعديد من الاجتماعات والمفاوضات ضمن (المبادرة الخليجية)، ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام فقر مدقع ومواجهات مع مليشيات تابعة (للقاعدة) كانت تحتل مدنا بأكملها!
مصر.. عبرت بر الأمان عبر انتخابات رئاسية نزيهة، لكن لا يزال ميدان التحرير والاحتشاد فيه يوميا يؤثر على النشاط التجاري والاقتصادي والسياحي.. وأصبح توفير (الأمن) من أولويات الحكومة الجديدة القادمة، والمتشددون يهددون صناعة السينما المصرية بالويل والثبور!
الأردن.. حقق تعديلات دستورية كبيرة، شرّعت نحو مزيد من الصلاحيات للبرلمان، لكن المظاهرات ما زالت تخرج كل أسبوع في الشوارع وتربك الأوضاع الاقتصادية وتؤثر على السياحة.
الكويت.. تخرج من أزمة نيابية إلى أزمة حكومية، وعلى الرغم من المكرمات المالية السخية التي توفرها الدولة للمواطنين من زيادة رواتب وعلاوات ومعونات غذائية، فإن (المعارضة البرلمانية) تبحث عن (جنازة تشبع فيها لطم) ومظاهرات صاخبة!
سوريا.. بلد العجائب.. لا الحكومة ترحم المواطنين، ولا (المعارضة) متفقة، بينما يموت الآلاف من السوريين على يد الجيش السوري وقوات (الشبيحة)! ويبدو أن أمريكا وروسيا متفقتان على مبدأ (القتل غير الرحيم) للشعب السوري!
لبنان.. استورد الحرب الأهلية السورية على الأراضي اللبنانية! والسودان.. لا يكفيه أنه خسر نصف الجغرافيا والموارد الطبيعية، بل يدخل على احتمالات (الحرب) مع الجنوب، والقلاقل في الخرطوم!
البحرين.. في البداية أصروا على اقحامها في موجات ما أسموه (الربيع العربي)! وحين فشلت المؤامرة الأولى.. دخلنا الثانية بدور إيراني فاضح نحو مزيد من العنف والتخريب، ومحاولة تدمير الاقتصاد واشغال (الحكومة) عن التنمية الاقتصادية، وأمريكا تنحاز للمخربين وتعتبرهم (معارضة)!
هذا هو (الربيع العربي) الذي صفق له الغرب للهيمنة على مقدرات وثروات العالم العربي، ولكي يتخلصوا من الأزمة المالية والاقتصادية التي صنعوها بأنفسهم وصدروها إلى العالم!