عربية ودولية
زعيمة المعارضة البورمية أونج سان سو تشي تبدأ زيارتها لباريس
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٢
باريس - (ا ف ب): بدأت زعيمة المعارضة البورمية أونج سان سو تشي رمز الديمقراطية أمس الثلاثاء زيارة تستغرق ثلاثة ايام إلى باريس تتضمن لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند واجتماعات مع منظمات غير حكومية وطلاب. وقد استقبل الوزير المنتدب للتنمية باسكال كانفان زعيمة المعارضة البورمية وقدم لها باقة زهور زرقاء، لدى وصولها بالقطار آتية من لندن.
واجتازت المحطة وهي تبتسم وسط مواكبة امنية كثيفة، ومن دون ان تتوقف امام مجموعة من عشرين بورميا ومؤيدين فرنسيين كانوا يرفعون لافتات وملصقات رسمت عليها صورتها. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال هايت تينت العضو في منتدى يضم معارضين للمجلس العسكري البورمي في اوروبا، «لقد اتيت من هولندا لاستقبال السيدة (لقب أونج سان سو تشي). انها بمثابة والدتي، ونريدها ان تعرف انها ليست وحدها، لأن كل زعيم يحتاج إلى شعبه».
وافاد مصدر دبلوماسي فرنسي ان «أونج سان سو تشي تستقبل بكل ما يليق بتاريخها الماضي والحاضر» من ابهة، وتبسط فرنسا امام الحائزة جائزة نوبل للسلام السجاد الأحمر في بروتوكول يخصص عادة لرؤساء الدول. وتلتقي سو تشي (67 سنة) خلال زيارتها ايضا رئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ وعمدة العاصمة برتران ديلانويه الذي سيقلدها اليوم الأربعاء وسام «مواطنة شرف مدينة باريس» كما ستلتقي منظمات غير حكومية وطلبة في جامعة السوربون.
وبذلك تريد فرنسا تجديد دعمها لزعيمة المعارضة، وان تعبر لها ايضا عن استعدادها من خلال شركاتها على الإسهام في اعادة اعمار البلاد المتضررة من عقود من الدكتاتورية العسكرية. واعلنت باريس ان «زيارتها إشارة امتنان قوية لبلاد ساندتها منذ اكثر من عشرين سنة مهما كانت الأغلبية الحاكمة في باريس... وقد التزم الرئيس هولاند شخصيا إلى جانبها وهو سعيد جدا لاستقبالها».
واكد المصدر الدبلوماسي ان «بورما بلد في طور التحول» وان باريس تريد توجيه «رسالة ثقة في المستقبل» رغم اعمال العنف الأخيرة في بعض مناطق غرب وشمال البلاد. واوضح المصدر ان «طريقتنا تتمثل في تشجيع الشركات على (الاستثمار) في عدة قطاعات هامة بالنسبة للسكان (الصحة والزراعة)» مشيرا إلى ان بورما في حاجة ملحة إلى «سياسة في قطاع الطاقة».
وفي هذا المجال تبرر باريس حضور شركة توتال النفطية - المتواجدة في بورما منذ عام 1992 والتي تعرضت في الماضي إلى انتقادات المنظمات غير الحكومية التي اخذت على المجموعة الفرنسية الاسهام في اثراء النظام العسكري- وتذكر بان سو تشي نفسها قالت إن «توتال شركة مسؤولة». لكن هل ستذهب باريس، في سياق رغبتها مساندة الفترة الانتقالية في بورما، إلى حد دعوة الرئيس الجنرال السابق ثين شين، كما فعلت بريطانيا قبل ايام؟ ما زال الشك قائما أمس الثلاثاء ولم تبد باريس «استياء» من القرار البريطاني مستذكرة ان معظم العقوبات الأوروبية المفروضة على بورما قد رفعت في إبريل لكنها اكتفت بالقول إن فرنسوا هولاند «سيؤكد التزام» فرنسا مساعدة ذلك البلد.