يوميات سياسية
هذه مطالبهم من الرئيس مرسي
تاريخ النشر : الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٢
السيد زهره
استطلع احد المواقع الالكترونية المصرية المهمة، هو موقع «محيط»، آراء عدد من المثقفين المصريين حول ما يريدونه من الرئيس المصري الجديد محمد مرسي، وعن نوع المواقف والسياسيات التي يرون انه يجب ان يتبعها.
ارتايت ان اورد هنا ما قالوه بهذا الشأن، فما طرحوه يعبر فعلا عما تفكر فيه وتطالب به الاغلبية الساحقة من الشعب المصري اليوم، وهم كلهم مثقفون مصريون كبار.
وفيما يلي ما قالوه وما طالبوا به الرئيس:
{ قال وزير الثقافة الدكتور صابر عرب اننا في البداية والنهاية ارتضينا بالصناديق، وهذا تقدير كبير جدا للجنة المخولة بالإشراف على الانتخابات، والتي أدارتها بكل شرف ونزاهة، فنحن الآن أمام رئيس قد حظي بالأغلبية، وعليه أن يساوي بين الذين قالوا له نعم والذين قالوا له لا. مضيفا أنه يجب أن يعمل على ترسيخ مفهوم دولة المؤسسات. آملا بأن ينصرف المصريون للإنتاج لبناء النهضة.
{ طالب المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي الرئيس مرسي ببدء العمل على تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي وعد به الناس. وأكد أهمية تمسك الرئيس بالوطن بكل فئاته وطوائفه، والابتعاد عن الخطاب الديني الذي يؤدي إلى تقسيم الأمة المصرية، وأن يسعى إلى إقامة حكومة وحدة وطنية، تضم مختلف القوى السياسية التي ظهرت على الساحة منذ 25 يناير.
وقال د. عاصم: ينبغي أن ينفذ الرئيس كلمته بأنه أخ وأب للمصريين أو مواطن في النهاية، أما إذا بدأ في الاعتماد على مكتب الإرشاد في سياسات الدولة رغم أنهم أعلنوا فصله من الجماعة، فسوف يضع نفسه في مأزق ولن ترحمه الجماهير؛ لأن المصريين سوف يكتشفون بسرعة ما إذا كان يستجيب لمطالب الشعب المصري أم يستجيب لمطالب وتعليمات جماعة الإخوان المسلمين.
{ أكد الناقد د. عبد المنعم تليمة ضرورة تطهر الرئيس من الحزبية والأيدولوجية الضيقة، وأن يتسع عقله وقلبه، وأن ينشرح صدره لأفق الثقافة والحضارة المصرية العريقة، وأن يمد يديه لكافة الأيادي من جميع التيارات الفكرية والأحزاب. ثم أن يتصل اتصالا حميما بمطلب العصر الراهن: إقامة المؤسسات، رعاية الحقوق الإنسانية، العدالة الاجتماعية، صياغة رؤى مستقبلية، وبالطبع وضع السياسات التي تليق بتاريخ مصر ومكانها ومكانتها إفريقيا وإقليميا وعالميا، ونحن جميعا معه في كل ذلك، وضده إن اخطأ.
{ الكاتب د. أحمد الخميسي قال أنه يجب أن يؤمن الرئيس بأنه أب للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، وأن يحاول ترميم الجراح السياسية نتيجة معارك طويلة بينه كرئيس ومختلف التيارات السياسية الأخرى داخل المجتمع المصري. وطالبه الخميسي بأن يرسل إشارات مطمئنة وواضحة إلى قطاعات كثيرة من المثقفين والمبدعين والتي تشعر بالقلق الشديد من برنامج مرسي الإخواني بخصوص حرية الإبداع والثقافة. ومن الضروري أن يبحث في كيفية استنهاض مصر، وأن يعلن كيف ستكون النهضة إرادة أمة كما ورد في شعار حملته الانتخابية. وأن يوضح ماذا سيفعل في الزراعة، الصناعة، التجارة، ومحو الأمية. والإعلان عن رؤيته بالنسبة إلى طابع الدولة فهل ستكون دولة مدنية، أم دينية، أم ذات مرجعية دينية.
{ الناقد شعبان يوسف طالب الرئيس الجديد بعدم ممارسة أي عمليات انتقامية من خصوم سياسيين من قبل، وأن يتحلى بقدر كبير من الديمقراطية التي أتت به، وألا يترك محاولات قمع الثقافة والفنون من جانب بعض التيارات السلفية المتشددة، وقد رفضوا من قبل الوقوف للسلام الجمهوري لأنه موسيقى ومنعوا عرض لوحة عبد الهادي الجزار ومحمد كريم، وبعضهم قال بأن التماثيل أصنام وطالبوا بهدمها كما فعلت طالبان في تماثيل بوذا بأفغانستان. وطالب بألا يتم تطويع التعليم لأفكار ضيقة منحازة لفكر ديني محافظ، وأن يتم احترام مكتسبات المرأة المصرية وخاصة في مجال الحريات.
هذه هي المطالب التي طرحها عدد من المثقفين المصريين البارزين على الرئيس الجديد محمد مرسي.
ولو تأملنا هذه المطالب جيدا فسوف نجد انها تعكس قلقا، بل خوفا حقيقيا مشروعا من نوع المواقف والسياسات التي يمكن ان يتبعها الرئيس.
ومن الواضح من كلامهم والمفهوم عموما ان المصدر الأساسي لهذا الخوف والقلق هو انتماء الدكتور مرسي الى الاخوان المسلمين، والخوف من ان يلجأ الى تطبيق رؤى وافكار الاخوان في ممارسته للحكم، وهي رؤى وافكار يعتقد الكثيرون جدا انها يمكن ان تقسم المجتمع ولا تحل أزمة أو تحقق تقدما أو نهضة وحدها.
وعلى ضوء هذا، يمكن القول ان تحقيق هذه المطالب، ومعيار نجاح الرئيس الجديد في الحقيقة ، يتمثل في امرين:
الأول: ان يقطع الرئيس الجديد صلته بالاخوان المسلمين وبمكتب الارشاد.
وللانصاف، ان يتعامل الرئيس مرسي مع رؤى الاخوان ومواقفها باعتبارها مجرد رؤى ومواقف من رؤى ومواقف أخرى كثيرة في المجتمع، ومن ثم لا يعتبرها مرجعية له.
والثاني: ان يشرك كل القوى السياسية الفاعلة الأخرى في المجتمع في الحكم وفي إدارة شئون الدولة والمجتمع.