الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين


الكتل النيابية تطالب بتغيير السفير الأمريكي وتعلن: سنسائل وزير الخارجية إذا لم ينفذ

تاريخ النشر : الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢



طالب ممثلو الكتل النيابية وعدد من النواب المستقلين بتغيير السفير الأمريكي لدى البلاد بسبب تدخلاته السافرة في شئون البحرين الداخلية ومحاولاته المتكررة العبث بأمن واستقرار البلاد، مشيرين إلى أن ما يفعله هو خرق واستهتار بالقوانين والأعراف الدولية، وأكد النواب رفضهم القاطع التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للبحرين.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الكتل صباح أمس قالوا إنهم سوف يستخدمون أدواتهم البرلمانية في مساءلة وزير الخارجية في حال عدم اتخاذ أية إجراءات ضد التدخلات الأجنبية.
وقال النواب إن السفير الأمريكي يسعى إلى سياسة الضغط والتهديد والابتزاز ومحاولته تقسيم المجتمع البحريني وإثارة النعرات الطائفية. وقد رفض النواب تقديم أية تسهيلات للإدارة الأمريكية في البحرين بسبب مواقفها السلبية تجاه الأحداث الأخيرة.
(التفاصيل)
عقدت الكتل النيابية مؤتمرا صحفيا بمجلس النواب صباح أمس أكدت فيه رفضها القاطع للتدخلات الخارجية في الشئون الداخلية للبحرين وخاصة تدخلات السفير الأمريكي بالبلاد توماس جرايسكي الذي يهاجم البحرين علنا للضغط على البلاد وتهديدها وابتزازها تحت شعارات وادعاءات الديمقراطية وحقوق الإنسان وانتقاد القضاء البحريني.
وخلال المؤتمر الصحفي تباينت ردود أفعال النواب حول التدخلات الخارجية، فقال النواب: لا تستطيع أي جهة أجنبية فرض ارادتها على شعب البحرين والتدخل في شئونه الداخلية.. وان شعب البحرين هو الذي يحدّد مساره تحت قيادته الحكيمة، وستظل البحرين يدا واحدة.
وحذر النواب بشدة السفير الأمريكي وغيره من العبث بأمن واستقرار البلاد لأن ما يفعله هو استهتار بالمواثيق والأعراف الدولية. حضر المؤتمر ممثلو الكتل النيابية وهم النواب: حسن الدوسري، وخميس الرميحي، وسلمان الشيخ، واحمد الساعاتي، وسوسن تقوي، وعلي احمد، وعبدالحليم مراد، وعدنان المالكي، وخالد المالود، وعباس الماضي، وسمية الجودر.
وقد طالب النواب خلال المؤتمر الصحفي وزارة الخارجية بتحمل مسئولياتها تجاه السفير الامريكي والجهات الخارجية الاخرى، وكذلك وقف العبث الذي يقوم به السفير.
وخلال المؤتمر الذي قام بتقديمه النائب خميس الرميحي طالب النواب بتغيير السفير الأمريكي، مؤكدين أنهم سيستخدمون أدواتهم البرلمانية في مساءلة وزير الخارجية في حال عدم اتخاذه أي إجراءات ضد التدخلات الأجنبية.
وقال النائب عبدالحليم مراد رئيس كتلة الأصالة إن المؤتمر الصحفي جاء بعد أن بلغت الأمور حدا لا يمكن السكوت عنه، وفاقت تدخلات السفير الامريكي توماس جرايسكي كل معقول، وأصبح الانحياز والانتصار للوفاق والمعارضة الموالية لايران وكأنها قضية شخصية بالنسبة اليه.
وهذه ليست ادعاءات وانما وقائع مدعومة بالأدلة، فالسفير الامريكي ينتصر للوفاق ويهاجم البحرين علنا وعلى صفحات الجرائد، وبكل صفاقة يطالب بتمكينها تحت ادعاءات الديمقراطية وحقوق الانسان، وكأنه وفاقي. ففي حديثه لصحيفة «الوطن» مؤخرا، قال إن الوفاق ليست تأزيمية، وايران لا تتدخل في شئون البحرين ومجلس التعاون، والشرطة تبالغ في استخدام القوة، وتجعل عائلات بأكملها تغلق على نفسها غرفة واحدة بمناطق معينة بسبب الغاز المسيل للدموع، وعندما سئل عن المولوتوف واغلاق الشوارع سكت ولم يعلق وكأنه يبارك ويبرر.
وأضاف: منذ أن تم تعيينه سفيرا وهو نشيط جدا في الضغط على البحرين وتهديدها وابتزازها، وزيارات المسئولين الامريكيين في ازدياد ملحوظ، واجتماعاته مع المعارضة لا تتوقف، وأصبح التدخل الأمريكي في شئوننا أكبر من أي وقت مضى، وعلنا. فمساعد وزير الخارجية الامريكية زار البحرين خمس مرات منذ الأحداث، وفي زيارته الأخيرة هذا الشهر انتقد علنا أحكام القضاء بحق احتلال السلمانية، وقال إنه شعر بخيبة أمل، والادارة الامريكية انتقدت علنا أمام وسائل الاعلام القضاء البحريني النزيه وطالبت باسقاط التهم والافراج عن المدانين من الكادر الذين عذبوا واختطفوا الابرياء ..!
وقال: إن الدولة والجهات الرسمية تتحمل مسئولية كبرى في العبث الذي يقوم به السفير الامريكي في بلادنا، فقبل تعيينه سفيرا خاطبنا الجهات المسئولة بأن تطلب من الادارة الأمريكية تعيين شخص آخر مكانه، وأصدرنا بيانا رسميا بذلك، وكلمنا المسئولين، ولكن لم يعرنا أحد الانتباه، فهذا الرجل لديه أجندة سياسية مسبقة، ومنحاز بشكل بالغ الى ايران والمؤمنين بولاية الفقيه، ولديه نفور من أنظمة الحكم الخليجية، وسبق ان كرمته التنظيمات الكردية وتنظيمات حزب الدعوة العراقي بعد سقوط صدام، ومنحته جائزتين نظير خدماته.
نحن نحمل وزارة الخارجية المسئولية بأنها تركت هذا الرجل يتحرك في البلاد ويقابل من يريد أن يقابله من دون قيد أو شرط، فلقاءاته مع المعارضة كثيرة وخطيرة، ويتكلم علنا ضد البحرين.
ونطالب وزارة الخارجية بالتنسيق مع مجلس التعاون والمملكة العربية السعودية من أجل دفع الإدارة الأمريكية الى تغيير هذا الرجل، فهو غير مرحب به في البحرين، ولن نسمح له بأن يعبث بأمننا القومي ويمّكن التنظيمات الموالية لأعدائنا من القرار في بلادنا، كما فعل في العراق، فبعد أن فشل في تغيير الأوضاع بالقوة بعد فشل أحداث فبراير، يحاول السفير الأمريكي قلب الأوضاع بخيار التهديد والوعيد، حيث أصبح أداة للوفاق تحركها كيف تشاء.
لا يحق له أن يعطينا دروسنا في الديمقراطية وحقوق الإنسان، ففاقد الشيء لا يعطيه، فأمريكا دولة ذبحت مئات الآلاف في العراق وأفغانستان وباكستان، وجراجسكي نفسه يداه ملطختان بدماء العراقيين الأبرياء.
وأعرب رئيس جمعية الأصالة الاسلامية ورئيس كتلتها البرلمامية النائب عبدالحليم مراد عن رفضه بشكل قاطع تقديم المزيد من التسهيلات العسكرية للولايات المتحدة الامريكية على أراضي البحرين بسبب مواقفها السلبية تجاه الأحداث في المنامة، وتدخلاتها السافرة من خلال دبلوماسييها في الشئون الداخلية للبلاد.
وأضاف: «نبدي استغرابنا من رغبة واشنطن في الحصول على المزيد من التسهيلات العسكرية الجوية من حكومة البحرين، في الوقت الذي كانت فيه مواقفها منذ بداية أزمة فبراير 2011 منحازة بشكل واضح الى المعارضة الراديكالية التي ساهمت في تقسيم المجتمع البحريني الى قسمين، وأثارت النعرات الطائفية التي مازالت مستمرة حتى الآن.
وأشار مراد الى ان واشنطن فرضت حظرا على تصدير الأسلحة الدفاعية الى البحرين بسبب مواقفها المنحازة للمعارضة الراديكالية رغم حاجة البلاد الى مثل هذه الأسلحة في تلك الفترة. ومن غير المقبول الآن الطلب من السلطات البحرينية الحصول على المزيد من التسهيلات لضرب إحدى دول الجوار لتحقيق أهداف عسكرية ليست البحرين بحاجة للتورط فيها.
ومن جهتها قالت رئيسة لجنة الأمن الوطني النيابية النائبة سوسن تقوي: إن البحرين خط أحمر والتدخل الأمريكي في شئون البحرين مرفوض، وهناك طرق وأعراف دبلوماسية متعارف عليها للمناقشة، مشيرة الى ان مجلس النواب لن يسكت عن هذه التدخلات.
النائب علي أحمد قال: هناك حالة تذمر شديد من شعب البحرين ضد السفير الأمريكي لتدخلاته السافرة في شئون البحرين وانحياز الإدارة الأمريكية الى الخارجين على القانون وتدخلها في القضاء البحريني، مشيرا الى ان تيار الفاتح لا يمكن تجاوزه وان غالبية الشعب لا ترضى ما تقوم به الإدارة الأمريكية والسفير الأمريكي ولا بدّ من وضع حد من الدولة تجاه هذه التدخلات وتغيير السفير الأمريكي.
وقال رئيس كتلة البحرين النيابية النائب أحمد الساعاتي إن البحرين دولة مؤسسات وقانون.. وهناك حرص على العلاقات الودية مع دول العالم بحسب القوانين، لكننا نستغرب الموقف الأمريكي تجاه البحرين كما نستغرب لجوء بعض القوى الى الاستقواء بالخارج.
ودعا الساعاتي إلى الاتحاد في مواجهة أي تدخلات والى الحوار.
وأكد النائب سلمان الشيخ أن تدخلات السفير الأمريكي مكشوفة وهي خطة تقودها مع بريطانيا وإيران واسرائيل لتهديد وتفكيك المنطقة العربية وتهديد الأمن الخليجي ونشر المدّ الصفوي.. ولا بد من دخول دول الخليج العربي في البرامج النووية.
وقال خالد المالود: نرفض التدخلات الخارجية، والإدارة الأمريكية فضحت نفسها ويكفي انها فتحت السواحل أمام إيران خلال الأحداث الأخيرة.
وقال النائب حسن الدوسري: إن ما تقوم به الإدارة الأمريكية والسفير الأمريكي استهتار فاضح وخرق للقوانين الدولية وعبثية، ومحاولة لاشاعة الفوضى ونحن كشعب لن نرضى بهذه الأفعال التي يقوم بها السفير الأمريكي.. وشعبنا قادر بإذن الله على مواجهة أي تدخل أجنبي، وإذا كانت أمريكا تريد رحيل أسطولها الأمريكي من البحرين فليرحل، فهو من دون فائدة حاليا.