الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مسافات


ينظرون إلى الإرهاب بعين عوراء!

تاريخ النشر : الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢

عبدالمنعم ابراهيم



بريطانيا قلقة من تحول الدول التي شهدت ما أسمته (الربيع العربي) إلى ملاذات آمنة لخلايا تنظيم (القاعدة) ومليشياته المسلحة.. جاء هذا على لسان المدير العام للجهاز البريطاني لمكافحة التجسس (أم. آي ـ 5) الذي «اعتبر ان انتفاضات (الربيع العربي) فتحت مناطق جديدة لتنظيم القاعدة كي يحاول إعادة بناء نفسه، وزيادة خطر الاعتداءات من قبل المرشحين البريطانيين للقيام بأعمال إرهابية».. بينما بريطانيا نفسها تحتضن على أراضيها مجموعة من (الإرهابيين البحرينيين) وتمنحهم اللجوء السياسي! وبعضهم صدرت بحقه أحكام بالسجن من المحاكم البحرينية لضلوعهم في أعمال إجرامية. من بينها تنظيم شبكة إرهابية بهدف إسقاط النظام في مملكة البحرين.
هذا التناقض والمعايير المزدوجة في فهم (الإرهاب) لا يقتصر فقط على بريطانيا، بل تشاطرها الرؤية ذاتها الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية، فهم يعتبرون تنظيم (القاعدة) هو الإرهاب الموجود في الوطن العربي والعالم، ولكنهم من جهة أخرى لا يعتبرون أعمال التخريب والحرائق واستخدام المولوتوف، وقطع الشوارع، والاعتداء على (رجال الشرطة) والمواطنين في البحرين أعمالاً إرهابية!.. بل حرية تعبير! والمخربين (معارضة سياسية)!
هذه هي المشكلة (ومربط الفرس) في الخلافات الدائرة حالياً بين عدد كبير من النواب في البرلمان البحريني مع السفير الأمريكي في البحرين، لأن الإدارة الأمريكية تتعامل مع المخربين والمحرضين على العنف على أنهم معارضة! وتعتبر (جمعية الوفاق)، الضالعة في التحريض على العنف، الممثل الشرعي والوحيد للشعب البحريني!.. ولا تنظر إلى الأغلبية العظمى من المواطنين الذين يحتشدون في (جامع الفاتح)! ولا إلى (الجمعيات السياسية) المشاركة في البرلمان البحريني! ولا إلى رجال الأعمال ورجال الدين والكتّاب والمثقفين والصحفيين (من الشيعة والسنة) الذين يختلفون مع (الوفاق) وأفعالها التخريبية في البحرين.
وإذا استمرت هذه العقلية الغربية في فهم الإرهاب، سواء في البحرين أو غيرها من الدول، فإن أمريكا وبريطانيا وغيرهما سوف تفقد ثقة الناس، وهذا ما يوفر مناخاً مناسباً وتشجيعاً لاستيقاظ الخلايا النائمة للقاعدة في كل مكان، وسوف تزداد الأعمال الإرهابية ضد المصالح الغربية في المنطقة برمتها وليس فقط في دول ما يسمونه (الربيع العربي)!.. فالمصلحة السياسية والأمنية للغرب تقتضي عدم النظر إلى الإرهاب بعين عوراء!