عربية ودولية
عنان يعلن اجتماعا السبت في جنيف لمجموعة العمل حول سوريا
تاريخ النشر : الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢
جنيف - الوكالات: نجح المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في تخطي الخلافات بين المشاركين ليجمع لأول مرة يوم السبت في جنيف «مجموعة العمل حول سوريا» بهدف تحديد مبادئ ومراحل الخروج من الازمة وتطبيق عملية انتقالية.
ويعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية وتشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا. ووجهت دعوات ايضا الى تركيا والممثل الأعلى للاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة ووزراء خارجية قطر والكويت والعراق من الجامعة العربية.
وقال كوفي عنان ان «اهداف مجموعة العمل حول سوريا هي تحديد المراحل والتدابير لتأمين التطبيق الكامل لخطة النقاط الست وقراري مجلس الامن 2042 و2043، بما في ذلك الوقف الفوري للعنف بكل اشكاله». واضاف عنان «على مجموعة العمل الاتفاق ايضا على توجهات ومبادئ لانتقال سياسي يقوم به السوريون يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري، والاتفاق على جعل هذه الاهداف حقيقة على الارض».
وغاب عن لائحة عنان المملكة العربية السعودية وايران. وطلبت موسكو مشاركة جمهورية ايران الاسلامية حليفة سوريا لدورها في المنطقة في حين انتقدت واشنطن دور طهران «غير البناء» في هذه الازمة. وفي وقت لاحق صرح متحدث باسم الامم المتحدة بان عنان سيطلع ايران على نتائج اجتماع جنيف بغية ضمان استمرار مشاركة ايران في جهود حلّ الازمة في سوريا. وقال مارتن نسيركي ان عنان والامين العام للامم المتحدة بان كي مون يتفقان على «ضرورة مشاركة ايران في حل» الازمة السورية. من جهتها تدعم السعودية المعارضة السورية. والخلاف بين روسيا والولايات المتحدة يتركز حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
وتميز نهار الثلاثاء باتصالات هاتفية عديدة بين العاصمتين اذ اشار مسؤولون كبار في الخارجية الامريكية الى ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لن تشارك في الاجتماع في حال لم تتفق كل الاطراف على ان مرحلة انتقالية سياسية ضرورية في سوريا.
ومساء يوم الثلاثاء قال مسؤول امريكي كبير يرافق كلينتون في زيارتها لفنلندا ان «حجر العثرة هو اتفاق واضح على ضرورة انتقال سياسي». واضاف المسؤول انه يمكن التوصل الى مثل هذا الاتفاق. وتابع «متى يتم التوصل الى الاتفاق فهناك عدة طرق للتقدم. ما لا يمكننا القيام به هو اطلاق حوارات لمجرد التحاور».
لكن التخلي عن الاسد سيعطي اشارة تدل على تغيير سياسي اساسي في موقف روسيا التي تقيم علاقات مع العسكريين السوريين وحزب البعث الحاكم منذ العهد السوفيتي.
ويقول المسؤولون الامريكيون انهم لا يرون اي مؤشرات تدل على مثل هذا التغيير. وروسيا التي لها قاعدة بحرية في سوريا، هي الوحيدة في المتوسط، مستاءة من الدول الغربية وحلف شمال الاطلسي بسبب العمليات العسكرية التي اطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي من السلطة.
ويتوقع ان تركز محادثات جنيف على نسخة جديدة لخطة انان التي اطلقت في 12 ابريل وخرقت مرارا من قبل كل الاطراف.
وفي حال فشل الدبلوماسية فان العنف في سوريا سيزداد مع انعكاسات سلبية على كل المنطقة.
وستتطرق كلينتون على الارجح الى هذه المسائل مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف حول مأدبة عشاء غدا الجمعة في سان بطرسبرغ بحسب مسؤول امريكي كبير. وفي هجوم غير مسبوق على تلفزيون رسمي منذ بدء حركة الاحتجاج ضد النظام السوري، استهدفت قناة الاخبارية الرسمية السورية ما ادى الى سقوط سبعة قتلى هم ثلاثة اعلاميين واربعة موظفين. واعلنت وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا» صباح أمس الاربعاء «استشهاد ثلاثة اعلاميين هم الزملاء سامي أبوأمين وزيد كحل ومحمد شمة واربعة من حراس المبنى».
واوضحت ان «المجموعات الإرهابية اقدمت على سرقة الأجهزة التقنية الموجودة في المبنى قبل تفجيره». وقال ناشطون ان عناصر منشقين عن الحرس الجمهوري هم من نفذوا الهجوم، لكن لم يكن في الامكان التأكد من المعلومات.
وأدانت الولايات المتحدة الاعتداء على الشبكة التلفزيونية السورية، وقال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية جاي كارني «ندين كل اعمال العنف بما فيها تلك التي تستهدف عناصر من نظام» الرئيس السوري بشار الاسد، وأدان في الوقت نفسه القمع الدامي للسكان.
في الوقت ذاته واصلت القوات السورية النظامية أمس الاربعاء قصفها لمناطق عدة في محافظات ادلب وحلب وحمص، في حين قتل ما لا يقل عن 29 شخصا، بينهم 15 من عناصر القوات الحكومية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
وافاد المرصد بانه في ريف دير الزور قتل ما لا يقل عن عشرة من القوات النظامية السورية اثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء.
واضاف المرصد في بيان ان 15 جنديا انشقوا من تجمع تتمركز فيه قوات عسكرية وامنية. وتدور، بحسب المرصد، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في حي العمال بمدينة دير الزور. وفي ريف ادلب اعلن المرصد «مقتل عقيد في الحرس الجمهوري» المكلف بحماية دمشق وريفها، بينما قتل اربعة جنود من القوات النظامية اثر تفجير آليات للقوات النظامية السورية في قرية معرة دبسة. كما قتل تسعة اشخاص من بينهم ثلاثة مقاتلين معارضين احدهم قائد كتيبة، وذلك اثر اشتباكات وقصف واطلاق رصاص في عدة مناطق بريف ادلب.