قضايا و آراء
لماذا نقول: تعيشي يا مصر؟
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٢
من المؤكد أن الصراعات والفوضى التي تخرج عن القانون هي تهديد لاستقرار الاوطان والشعوب ومقدراتها فليس من مصلحة احد تصعيد الخلافات والصراعات محليا فالفوضى ملعونة بقدر ما انها تعد انتكاسة اجتماعية وسياسية واقتصادية فعندما تشب الفوضى في المدن والشوارع تخلف وراءها عواقب وخيمة وتجلب معها الخراب والدمار والتشرد فهي هدر للمقدرات وللشرف والكرامة، لذا ينبغي العمل على نزع فتيل التوتر لاحتواء مثل هذة الازمات، فمن واجبات القادة والساسة والعسكر العمل على خلق مناخ أمني يتجة نحو اغلاق ملفات العديد من المشاكل الداخلية والاقليمية والدولية الحادة وذلك بتحريكها نحو مرحلة تسوية مستديمة في إطار منبثق عن المبادئ الوطنية فعالم اليوم ليس بعالم الامس، عالم اليوم يسير مع تغيراته بسرعة كبيرة حيث تشهد المنطقة مرحلة تغيرات ومنافسات اقليمية تبدو جذرية وهذا ادى إلى بزوغ تطور في العلاقات الدولية وتفاهم اصبح يمتد إلى اعماق استراتيجية بين الدول نتج عنها تداعيات تتمثل بالانفراج على مستوى الازمات المحلية والاقليمية والدولية وهذا التطور الايجابي حدث في مصر عندما طالب به المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية الذي عمل في الازمة المصرية بكل وطنية وعقلانية سياسية حتى اخذ الحالة الاستثنائية التي مرت على ام الدنيا بالهدوء والحكمة لكي لا تصاب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحالة من الشلل، فقد لعب المشير طنطاوي دورا محوريا في الازمة وانقذ مصر، لكونه الحاكم العسكري، من الدخول في الفوضى وحافظ على الشرعية وخرج بمصر من الازمة بسلام، وخطا خطوات سريعة للوصول إلى انتخاب رئيس جديد ووصل بمصر إلى الاجواء الآمنة المستقرة، تتفرغ فيها للعمل التنموي وتنعم بخيرات بلادها.. وشدد المشير طنطاوي في تلك اللحظات على ضرورة العمل من اجل ابعاد شبح الفوضى ونزع بؤر التوترات عن مصر العظيمة وثمن وقفة المواطنين والاحزاب والقيادات المتعددة وقفتهم المخلصة من اجل مصر وابنائها وحرصهم على المكتسبات والمقدرات وهي التي تعد درعا للشعب والبلاد وما اتسمت به الجماهير المصرية من مرونة واتزان وحكمة جعلتها في موضع الاحترام والتقدير عند العالم، ولعل هذا كان اقل تقدير للوطنية المصرية المعهودة بل كانت هي الهيكلية القيادية التي تتحسس بمنظور الاستراتيجية من توثيق العلاقات والتعاون في الشأن المحلي وفي الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتعميق الروابط وأوجة التعاون بين شعوب الامة المصرية والعالم في مختلف المجالات والتسهيلات الأخرى-
اليوم، وهذا يهمنا نحن ابناء الامة العربية.
ندعو لمصر بالخير والبركة والأمن والاستقرار، ثم إنه على الرئيس الجديد والحكومة والبرلمان والهيئات السياسية الاخرى قراءة المستقبل في إعادة تنظيم الأدوار من حيث الأهمية وكيفية التعامل مع الأحداث والمستجدات التي ازدحمت امام مهام القيادات الجديدة لتكون الاهداف والأفكار منسجمة مع طبيعة المرحلة القادمة وخاصة أن أجواء منطقتنا العربية التي مازالت ملبدة بالغيوم السوداء والتدخلات الاجنبية فهي تحتاج إلى مثل هذا التكاتف والتعاون، فقد جاء تحديد الهدف المصري المشترك بين القمة والقاعدة متوافقاً بالصدق والثقة في تخطي حالة الانفلات السياسي والفكري وتجاوز التعصب في تحديد الآليات الوطنية وبروز العلاقات الودية بين الشعب وقيادته المصرية في عدة مناسبات وفي كل زمان ومكان من اجل مصر وشعبها الابي العظيم الذي يعرف موقع الالم ويحذر من سقوط التفاحة في يد الطامعين الذين يحومون بأفكارهم في اتجاهات مختلفة يسيل لها لعابها.
نحن نعرف الشعب المصري ومن خلال خبراتة الطويلة في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية فهو يعرف إبعاد الصراعات ويعرف ان اللاعنف والسلام مدرسة يولد فيها العقل والحكمة ومع هذه المبادئ الوطنية تماشت وتحركت كل الجهود على نحو طبيعي وبهدوء عقلاني عندما كان الوضع في مصر على صفيح من نار.
مصر العظيمة تمتلك إرثاً عظيماً وكبيراً من التقارب والتواصل مع كل الدول والحضارات، فما احوجنا اليوم اكثر من أي وقت مضى إلى مصر قوية مترابطة متماسكة لصد أطماع القوى العابثة وتنافسها للتدخل في شئون منطقتنا العربية، فلم تفقد مصر مصداقية أبنائها أبدا، فإن كان هناك منافق ففي كل مكان مقبرة.. هناك دائما الرجال الأوفياء تجدهم في مواقف ومواقع الاستعداد فإذا وقعت ساعة العمل اشتد هؤلاء الوطنيون القوميون وتراهم في المقدمة، ينتفضون عند المحن او عند الإساءة إلى الوطن وكرامته ووحدته الوطنية.. المجد لمصر وشعبها العظيم.