الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بريد القراء


الدور المزدوج لإسرائيل في الثورة السورية

تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٢



منذ اندلاع شرارة الثورة السورية قبل اكثر من عام وخمسة اشهر لم نسمع صوتا لاسرائيل مؤيدا او معارضا، ولكن سمعنا الاتهامات متبادلة بين الحكومة والمعارضة تقول ان اسرائيل منحازة للنظام الحاكم في سوريا وتدلل على ذلك بهدوء جبهة الجولان منذ عام 1967 تاريخ احتلال الجولان، إذ لم يطلق النظام ولا طلقة رصاص واحدة على اسرائيل وانما أطلق تهديدات كلامية لا اكثر ولا اقل، ونستدل على ذلك ايضا بتصريح رامي مخلوف خال الرئيس الحالي عندما صرح بأن امن اسرائيل من امن سوريا ويقصد النظام الحالي اي نظام الاسد ولم يقل ذلك عبثا وانما وجه رسالة من خلال هذا التصريح لاسرائيل و(الدول الكبرى) بأن الاستقرار الذي تنعم به اسرائيل مرتبط بحكم عائلة الاسد وعندما يتزعزع هذا النظام او يسقط فإن امن اسرائيل لن يكون في مأمن في دلالة واضحة على التماهي مع الكيان الصهيوني.
من جانب اخر نجد الحكومة السورية تتهم المعارضة وتدعي ان الثورة مؤامرة خارجية وان اسرائيل طرف فيها والرد المناسب على تلك الاتهامات لو ان النظام الحالي يشكل خطرا على اسرائيل او يمثل تهديدا حقيقيا على الكيان الصهيوني لما انتظرت اسرائيل قرارا امميا للتدخل العسكري في سوريا، ولما تحججت الدول العظمى بالفيتو الروسي الصيني كما حدث ذلك عندما تم غزو واحتلال العراق، ولكن صمتت اسرائيل طوال تلك الفترة ظنا منها بأن النظام بوحشيته سيثني الشعب السوري عن مطالبته بالحرية ولن تقوم للشعب قائمة وعندما ايقنت انه لن يتراجع وان المستقبل بإذن الله للثورة والثوار، وأن النصر قريب، سمعنا بعض تصريحات للمسئولين الاسرائيليين مثل نائب رئيس الوزراء شاؤول موفاز بأن الاسد ارتكب ابادة جماعية خلال قمعه الثورة السورية، وايضا تصريح رئيس الوزراء الأسبق شيمون بيريز بأن نظام الاسد يسفك دماء شعبه.
ونريد ان نوضح ان تفكير الساسة الاسرائيليين وتحليلهم للأحداث هما تفكير وتحليل منطقيان وواقعيان وليسا على العاطفة والتمني. وان تم تقديم بعض المساعدات الانسانية او اللوجستية فلا يعني ذلك انهم مع الشعب السوري او ضد النظام انما لمصلحة اسرائيل، وايضا هناك تصريح لا نود المرور عليه مرور الكرام انما نود أن نسلط الضوء عليه لمسئول عسكري اسرائيلي بأن سوريا تمتلك اكبر ترسانة اسلحة كيماوية وهذا التصريح للانقضاض على الشام بعد سقوط النظام والسؤال الذي يطرح نفسه طوال هذه الفترة: هل كانت تلك الاسلحة في ايد امينة؟
مما تقدم نجد ان اسرائيل لعبت دورا مزدوجا في الثورة السورية: دورا خفيا مع النظام وتتمنى بقاءه، ودورا ظاهرا مع الثورة والثوار ولا تتمنى وصولهم إلى السلطة فهي لا تخشى من الذي يهدد ولا يفعل أي شيء ولكن تخشى من الذي لا يهدد وقد يفعل الافاعيل.
ابن الوطن