حديث القلب
الدكتـور مرسـي
تاريخ النشر : الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٢
حامد عزة الصياد
البحرين قيادة وشعبا تهنئ الدكتور مرسي.
أجواء من الفرح العارم عمت البحرين مثلما فرحت مصر، واستجلاب الخير عمل تمتزج فيه ملحمة مصر بالبحرين وان اختلطت مشاعر الشعبين بالبكاء مع الفرح.
في المشهدين البحريني والمصري تابع الشعبان الحدث باهتمام بالغ عبر البث المباشر، وقرأ كل بيت في البحرين آيات من الذكر الحكيم ودعوات تخرج من الأفواه وقلوب مبتهلة وتنهيدات وزفرات واكف مرتعشة تمثل حنينا إلى الانتصار على الفتنة.
ربما كان المشهد مغايرا للشعبين في مصر والبحرين قبل أيام من إعلان النتيجة، لكنه كان أكثر وضوحا والمستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العامة للانتخابات يلقي خطابا يوحي بحسم مباراة ساخنة تمثل حنينا بين أطراف تضرع إلى الله بأن ينصرها على الطرف الآخر.
المستشار سلطان كان واضحا بما فيه الكفاية، حيث أكد أن مصر التي تعبر أزمات حقيقية ناتجة عن فتن ومؤامرات في الداخل والخارج، مازالت تحتفظ بعناصرها الأساسية وهي تضرع إلى الله بطابع يترافق مع تطلعات الشعب المصري وآماله.
في تقديري أن ما ذهب إليه المستشار، كان ابلغ تعبير عما يحدث في البحرين، والأغنى توضيحا من ذلك، هو أن العدو واحد، والمؤامرة مشتركة، بزعامة إيران وخلاياها النائمة بالغزو والحرب وإشعال الحرائق وحدوث بعض الاضطرابات، وهذا ما تبين للعالم في أحداث القاهرة والمنامة.
رغم أن هذه الانتخابات محاولة مستجدة في مصر بعد سقوط حكم مبارك، فقد سبقتها البحرين إلى هذا العرس الديمقراطي بنحو عشر سنوات.
ولأن المشهد المصري مازال أكثر تجردا مع ثورة 25 يناير 2011 وانتصاره على فلول النظام السابق، فالمشهد البحريني مازال يلعب دورا شجاعا في لم الشمل بين أطياف الشعب الواحد ودرء الفتن التي تزرعها إيران في المنطقة.
لقد أصبح الدور المصري يتعاظم بعد تسلّم الرئيس محمد مرسي سدة الحكم كأول رئيس منتخب بعد الملك مينا موحد القطرين، ومؤسس أول أسرة حاكمة في مصر الفرعونية قبل 3700 سنة من ميلاد المسيح عليه السلام، ومن ثم لا يزايد أحد على تولي الدكتور مرسي مقاليد البلاد وإن تلقى التهاني من قمة هرم السلطة في إيران.
صحيح أن الرئيس الجديد هو رئيس نظام حكم جمهوري يجمع بين سمات النظامين الرئاسي والبرلماني، إلا أن الرجل كان صادقا فيما وعد به الأهل والعشيرة بأنه رئيس لكل المصريين وأخ للعرب والمسلمين، وان تكالبت عليه امة فارس من عهد كورش إلى كسرى انو شروان إلى الجمهورية الخمينية.
الرئيس الجديد يضطلع بأدوار سياسية مهمة وهو يفهم طبيعة المساعي الإيرانية غير الحميدة في الوقيعة بين مصر والأشقاء في دول الخليج العربي، ومن ثم لن يطرأ تغيير على المعادلة السياسية المصرية وبين أبناء العم في الدول الخليجية، حيث تمثل العلاقات المصرية الخليجية حجر الزاوية في السياسات الإقليمية والدولية وتهيئة المناخ لتنفيذ خطط الاصلاح الاقتصادي وخطط التنمية لمصالح الشعب المصري والشعوب الخليجية.
محمد مرسي يفهم الدور الإيراني وما تلعبه الصفوية في إبادة أهل السنة والجماعة في سوريا، ومن ثم لا يرضى ان تقام لإيران حسينية واحدة في القاهرة، لهذا رفض مرارا زيارة السفير الإيراني ونفى مكتبه ادعاءات وكالة فارس بانفراد لقاء خاص معها.