أخبار البحرين
الشيخ عبدالله الحسيني:
رمضان على الأبواب والعاقل من اغتنم الفرصة في التوبة
تاريخ النشر : السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٢
قال الشيخ عبدالله الحسيني في خطبة الجمعة بجامع العدلية:
لا زلنا نعيش أياماً مباركة من شهر شعبان، والعاقل من استغل هذه الأيام، واغتنمها بالصيام والتوبة وقراءة القرآن وصالح الأعمال.
قال الإمام ابن رجب رحمه الله: (لما كان شعبانُ كالمقدمةِ لرمضانَ، شُرِعَ فيه ما يُشرعُ في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، ليحصُلَ التأهُّبُ لتلقِّي رمضان، وترتاضَ النفوسُ بذلك على طاعة الرحمن).
وها نحن مقبلون على أحد الأزمنة الفاضلة في هذا الشهر العظيم، وهي ليلة النصف من شعبان، هي ليلةُ مغفرةٍ ورحمةٍ وبركة من الله تعالى لعباده، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
(يطّلع الله تبارك وتعالى إلى خلقهِ ليلةَ النصف من شعبان، فيغفرُ لجميعِ خلقه، إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ).
وحتى تشملنا رحمةُ الله وتنالنا مغفرتُهُ في هذه الليلة لابد أن نحقق أمرين اثنين:
الأمر الأول: التوحيدُ الخالص لله تبارك وتعالى، والبراءة من الشرك، الخفيُّ منه والجليّ، الأصغرُ منه والأكبر.
الأمر الثاني: سلامةُ الصدرِ من جميع أنواع الشحناءِ والبغضاءِ لعمومِ المسلمين، وإرادةُ الخير لهم، وجعل هذه الليلة المباركة ميلاداً متجدداً للأخوة الإسلامية السامية.
وحرمان المشرك والمشاحن من المغفرة ليس خاصاً بهذه الليلة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (تُفتح أبواب الجنة يومَ الاثنينِ، ويومَ الخميسِ، فَيُغْفَرُ لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أَنْظِروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا).
قال أهل العلم: لم يثبت في إحياء ليلة النصف من شعبان بأي نوع من العبادة شيء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا عن أصحابه رضوان الله عليهم، ومع ذلك لو أحياها المسلم بالقيام على الانفراد من غير جماعة، أو تقيّد بعدد معين من الركعات، أو اتخاذه موسماً، فلا حرج في ذلك عند جماعة من أهل العلم.
ومن صام يوم النصف من شعبان مجموعاً مع الثالث عشر والرابع عشر باعتباره من أيام البيض، وكذلك من كانت له عادة في الصيام، كصوم يومي الاثنين والخميس، أو صوم أيام من شعبان، فصادف يومُ صومه يومَ النصف من شعبان، فإنه لا بأس بذلك، أما صومه مفرداً، باعتبار أن له فضيلة معينة، فلا أصل له، بل إفراده مكروه عند أهل العلم.
أيها المسلمون المباركون: مع كل هذه الرحمات والبركات في هذا الشهر الفضيل لا زال المؤزمون والمخربون يتمادون في غيهم، ويحملون كل الشحناء والبغضاء لأبناء دينهم ووطنهم، فتراهم يقطعون الطرق العامة، ويسدونها بالإطارات والزيوت والسلاسل بل المتفجرات، ليستهدفوا بذلك حياة الناس الأبرياء كما حصل بالفعل، ويهددوا أمنهم وأمانهم، ويعطلوا مصالحهم، وقبل أيام قليلة تمكنت السلطة من ضبط نحو خمسة أطنان من المواد الكيماوية التي تُستخدم لصناعة المتفجرات، كلّ هذا ولا زالوا (سلميّون)! بل والله مفسدون في الأرض ولا يُصلحون! ولقد اعترفت إحدى وسائل الإعلام الأجنبية الشهيرة الداعمة لهم بأنهم لم يتوخوا الحذر والحياد والمصداقية في تغطية أحداث البحرين، ولم يدركوا الأبعاد الطائفية للأحداث، ولو أن الدولة سلكت مسلك الحزم والصرامة مع رؤوس التأزيم والتخريب، هل كنا سنصل إلى هذه المرحلة الخطيرة؟!