الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


آلاف السوريين يخرجون في تظاهرات حاشدة رغم تصاعد العنف واجتماع جنيف يعقد اليوم

تاريخ النشر : السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٢



دمشق - وكالات الأنباء: خرج آلاف السوريين في جمعة «واثقون بنصر الله» إلى الشارع رغم تصاعد أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد، مطالبين باسقاط النظام، وووجهت بعض التظاهرات باطلاق نار واعتقالات.
وسارت التظاهرات من حلب شمالا وإدلب والحسكة، إلى حمص في وسط البلاد ودرعا جنوبا، وصولا إلى احياء العاصمة دمشق، بحسب ناشطين. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان «التظاهرات تعم أحياء دمشق بالرغم من الحصار الأمني الكبير للأحياء الثائرة وبالأخص المساجد المعروفة»، مشيرة إلى خروج تظاهرات في أحياء الميدان وكفرسوسة والقدم والعسالي وقبر عاتكة والقصور وبرزة والمزة وقدسيا.
وذكرت ان قوات الامن «فرقت معظم التظاهرات بإطلاق الرصاص والاعتقالات العشوائية».
وافاد الناشط محمد الدمشقي بان قوات الامن الحكومية «اطلقت النار على المتظاهرين في حي جوبر في دمشق بعد خروجهم من صلاة الجمعة في مسجدي القباني وغزوة بدر».
وقال إن هذه القوات «نفذت انتشارا امنيا وأطلقت النار بشكل عشوائي»، مضيفا أنها «نفذت اعتقالات عشوائية على الطريق الرئيسي لحي جوبر».
وذكر ان القوات النظامية «أطلقت النار ايضا على المتظاهرين في حي التضامن الخارجين من جامع علي بن ابي طالب». وقالت الهيئة العامة للثورة ايضا ان «قوات الامن والشبيحة هاجمت المتظاهرين في حي الفردوس في مدينة حلب واعتقلت عددا منهم، وكذلك في دير حافر في ريف حلب». وفي تلبيسة في محافظة حمص، ردد المتظاهرون أنشودة من كلماتها «شو منتظر من الخاين بشار عم يحامي اسرائيل وحريص عليها». وحمل المتظاهرون في مسيرة حاشدة في كفرنبل لافتة كتب عليها «انان: القاتل وشريك القاتل والساكت عن القاتل ليسوا وطنيين والحكومة بعد دحر الاسد ونظامه».
وفي حاس في ادلب، ردد المتظاهرون أغنية «يا بشار ويا جبان ويا عميل الامريكان» للناشط السوري إبراهيم قاشوش الذي قاد التظاهرات ضد النظام وألف الشعارات ضده في بداية الحركة الاحتجاجية قبل ان يقتل في يوليو 2011. في حماه وريفها خرج الآلاف في كرناز وكفرزيتا وحلفايا وطيبة الامام وحي الحميدية في المدينة، مرددين «الله على الظالم الله وعن الثورة ما راح نتخلى». وكانت المعارضة السورية دعت إلى التظاهر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة تحت شعار «واثقون بنصر الله»، في إشارة واضحة إلى الاستياء من المساعي الدولية التي تعتبرها المعارضة خجولة والتي لم تنجح في إيجاد حل للازمة وللتصعيد الدموي الذي تشهده البلاد منذ أسابيع.
وأظهر تسجيل فيديو بث على الانترنت سوريين في بلدة دوما وهم يكفنون قتلى خضبت الدماء جثثهم في ساعة مبكرة من صباح امس بعد مقتل 190 شخصا في يوم من أكثر الأيام دموية في الانتفاضة المندلعة في سوريا منذ 16 شهرا. وقال ناشطون إن أكثر من 50 من بين الذين قتلوا الخميس سقطوا في دوما على بعد 15 كيلومترا من العاصمة دمشق.
وحصدت أعمال العنف أمس الجمعة في كل المناطق السورية 25 قتيلا. من جانب آخر أكد المتحدث باسم الموفد الدولي كوفي انان ان اجتماع مجموعة العمل حول سوريا سيعقد السبت في جنيف بعدما أنهت اللجنة التحضيرية التي تضم كبار الموظفين اجتماعاتها الجمعة. وقال احمد فوزي «لقد انتهت المشاورات التحضيرية. ستتواصل السبت على مستوى وزاري». وسادت شكوك الجمعة في إمكان عقد اجتماع جنيف في ضوء خلافات بين روسيا والدول الغربية.
وياتي هذا الاجتماع بمبادرة من الموفد الدولي كوفي انان ويهدف إلى محاولة التوصل إلى تفاهم حول سبل تطبيق خطة النقاط الست التي اقرها مجلس الامن الدولي في - ابريل وظلت حبرا على ورق مع استمرار اعمال العنف في سوريا.
وإضافة إلى روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا والأمين العام لكل من الامم المتحدة والجامعة العربية، سيشارك ايضا في الاجتماع ممثلون للعراق وقطر والكويت وتركيا ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون.
وفي وقت سابق من امش أسف انان الجمعة لقيام جهات خارجية بتشجيع النظام والمعارضة المسلحة في سوريا على الاستمرار في نهج العنف، وجدد دعوته إلى الوحدة لحل هذه الازمة. وقال انان في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الامريكية الجمعة عشية اجتماع مهم حول سوريا في جنيف ان «العديد من القوى الخارجية ضالعة بشدة ان الحذر المتبادل دفعها إلى السعي لتقويض» خطة الموفد الدولي لإرساء السلام في سوريا.
ومن دون ان يسمي دولا محددة، اتهم انان هذه الدول «بتشجيع الحكومة (السورية) وقسم من المعارضة، عمدا او لا، على الاعتقاد ان القوة هي الخيار الوحيد».
واضاف «هذا الامر ليس في مصلحة احد وخصوصا ليس في مصلحة الشعب السوري».
واعتبر انه «آن الأوان لجميع من لديهم تأثير على الاطراف (في النزاع السوري) ولجميع من يتحملون مسؤولية السلام والامن الدوليين ان يتحركوا لمصلحة السلام».
واكد انان ان على مجموعة العمل حول سوريا التي «ان تلتزم التحرك في شكل موحد لوضع حد لحمام الدماء وتطبيق خطة النقاط الست» التي صادقت عليها الامم المتحدة في ابريل.
الى ذلك أكد رئيس المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ لوكالة فرانس برس أمس الجمعة وجود حشود للقوات النظامية السورية على بعد حوالي 15 كيلومترا من الحدود التركية، مرجحا ان تكون بمثابة «عرض قوة» في مواجهة الاتراك. وقال الشيخ ان «هناك تجمعات لوحدات عسكرية في المنطقة الشمالية شمال مدينة حلب وعلى بعد 15 كيلومترا او أكثر بقليل من الحدود التركية». واوضح ان «المجموعات تقدر بحوالي 170 آلية ودبابة وحوالي 2500 عنصر».