الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بالشمع الاحمر


خطاب مزدوج يضرّ ولا ينفع

تاريخ النشر : السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة



الخارجية الأمريكية تشعر بالقلق إثر اكتشاف معمل للمتفجرات في البحرين، وتشيد بتصدّي حكومة البحرين للإرهاب وبحرفية التحقيق الذي جنب البلاد خطراً شديداً. في مقابل ذلك، سفير واشنطن في البحرين يواجه صعوبة في التفريق بين التظاهرات السلمية وغير السلمية، ويرى أن الفرق بينهما خط دقيق فاصل. يعني لو عرضنا على سعادة السفير فيديو فيه مسيرة أو تظاهرة سلمية، وأخرى بها حرق للإطارات وتفجير قنابل بداخل هذه الإطارات وقطع الشوارع وتفجير اسطوانات الغاز فإنه لن يتمكن من أن يخبرنا عن الفروقات «الخمسة» أو «السبعة» لشدة صعوبتها..! ليس هذا فقط، فسعادة السفير يرفض التعليق حول إمكانية إجراء حوار وطني في ظل الإرهاب. بديهيات يمتنع السفير عن الإدلاء بالرأي فيها.
طيب لماذا هذه الازدواجية في الخطاب الأمريكي عن البحرين؟ أو بشكل أصح، ما هي مناسبة تصريح الخارجية الأمريكية حول قلقها من اكتشاف معمل لخلط المواد المتفجرة في البحرين في حين أن المواقف السابقة غالباً ما كانت تتسم بالضبابية؟ على سبيل المثال، تفجير العكر الذي أحرق عدداً من رجال الأمن قوبل بخطاب متواضع من الخارجية الأمريكية وكان الحديث فيه عاماًّ غير مخصص. وهناك حالات أخرى كانت تستدعي استنكاراً شديداً وإدانة، غير أن ذلك لم يحدث.
مؤسسة «بي بي سي تراست» أصدرت تقريراً يتناول في جزء منه تغطيتها لأحداث البحرين، وتوصلت إلى أن تلك التغطية لم تكن تتمتع بالمصداقية، ولم تتوخ الدقة والحذر، وأغفلت الطابع «الطائفي» للأحداث. وهذا كلام خطير. بعد أن ألحقت تلك التغطيات ما ألحقته بالبحرين من أذى يظهر الآن هذا التقرير فجأة، والذي بقدر ما سببه من صدمة في أوساط أنصار التخريب في البحرين، بقدر ما أثار تساؤلات لدى المراقب والسياسي. ما سبب هذا التقرير الآن؟ ولماذا تعترف «بي بي سي» بأن تغطيتها لأحداث البحرين لم تكن متوازنة؟
هل يأتي هذا التغير اليوم في بعض المواقف والتقارير كمحاولة للتسكيت والتسكين بعد انفضاح التدخلات الخارجية في شئون البحرين ودسّ الأنف في أحكام القضاء والتحريض غير المباشر على التخريب في البحرين؟ تلك التصرفات قوبلت بردود أفعال غاضبة شعبياًّ وإعلامياًّ ونيابياًّ. ولن تكون هناك أي جدوى طالما نهج التدخل في الشأن البحريني وإعطاء الذرائع والمبررات لاستمرار التخريب في البحرين سوف يتواصل بعد تصريحات الإدانة الأخيرة وتقارير الاعتراف بسوء التغطية لأحداث البحرين وطائفية الحراك.