الجريدة اليومية الأولى في البحرين


في الصميم


هكذا يكون تعاون المسئولين

تاريخ النشر : الأحد ١ يوليو ٢٠١٢

لطفي نصر



توجيهات سمو رئيس الوزراء لحث المسئولين على النزول إلى الميدان والتقاء المواطنين وجها لوجه ومحاورتهم والتعرف على متطلباتهم ومعاناتهم.. ومتابعة تنفيذ المشروعات الحكومية على أرض الواقع هي توجيهات تتجدد وتتكرر في كل وقت وحين.. ويرجع ذلك إلى إيمان سموه بأن متابعة أحوال الناس, من داخل المكاتب ومن فوق المقاعد الوثيرة.. أسلوب عفى عليه الزمن.. فوق أنه بلا جدال أسلوب الكسالى.
توجيهات سموه أيضا.. التي تتجدد وتكرر بشكل أكثر إلحاحا هي ضرورة الرد على شكاوى ومشاكل الناس التي تنشر أو تبث عبر وسائل الإعلام المختلفة.. كما يواكب هذه التوجيهات التحذير من إهمال هذه الشكاوى.. وتتضمن أيضا ضرورة اهتمام جميع الأجهزة الحكومية بما يتناوله كتّاب الأعمدة والمقالات عبر الصحف.
الحق يقال إن القلة من المسئولين هم الذين يتجاوبون بالشكل المطلوب مع هذه التوجيهات السديدة.. أما بقية المسئولين فهم الذين يغرقون في العمل المكتبي وبين الأوراق والعمل الروتيني البحت.. متوهمين أن هذا هو الأصل في العمل الحكومي.. أما التقاء المواطنين والتعايش وسطهم فهو الاستثناء النادر.. الدكتور ماجد النعيمي من بين الوزراء الذين يسيرون على نهج سمو رئيس الوزراء، فهو الذي يقرأ كل ما يكتب في الصحف وما يتناوله كتّاب الأعمدة في أعمدتهم في الصباح الباكر ويجيء اهتمامه بأي شيء ينشر عن وزارته فوريا.
بالأمس قرأ الوزير ما كتبته في هذه الزاوية عن شكوى ولي الأمر من أن الوزارة تمانع في معادلة شهادة ابنته الدراسية التي حصلت عليها من البحرين.. وكأن الجهة التي تصدر هذه الشهادة تتعمد تفويت الفرصة على ابنته وحرمانها من الالتحاق بالجامعات والمنح التي حصلت عليها.
الوزير.. كعادته.. أعلن حالة الطوارئ بالوزارة.. وطالب المسئولين بالتحقيق والبتّ في هذه المسألة والتحدث مع ولي الأمر الشاكي خلال ساعة واحدة.. وفوق ذلك اتصل بي المسئولون بالوزارة مطالبين بالمزيد من المعلومات عن حقيقة المشكلة.. كما اتصل بي الوزير أيضا.. ولكن للأسف تبين أن الشكوى ليست بالضبط كما أملاها ولي الأمر.
وإليكم نص الرد الذي بعثت به وزارة التربية والتعليم أمس في اليوم نفسه الذي نشر فيه المقال متضمنا الشكوى:
الصحفي القدير الأستاذ لطفي نصر المحترم
صحيفة "أخبار الخليج"
تحية طيبة وبعد،،،
أودّ في البداية أن أشكركم جزيل الشكر على طرحكم القضايا التي تهم الوطن والمواطنين ولا سيما القضايا التي تتعلق بالتربية والتعليم، وبالإشارة إلى مقالكم المنشور في صحيفة "أخبار الخليج" في عددها المؤرخ في 30 يونيو 2012م تحت عنوان: "خلق الله الشر.. وخلق الخير!" والذي جاء فيه شكوى ولي أمر طالبة من مدرسة الشويفات لم يتم منحها إفادة التخرّج من وزارة التربية والتعليم، وبعد الرجوع إلى الجهة المختصة بالوزارة أفادتنا بالتالي:
إنّ الشهادات الصادرة وفقاً لنظام التعليم البريطاني لها مواعيد محدّدة لأداء الامتحانات، لا تحددها وزارة التربية والتعليم وإنما تحدّدها الجهة المانحة للشهادة "المعهد الثقافي البريطاني"، ويقوم الطالب الملتحق لنيل هذه الشهادات بتقديم الامتحانات في موعدها المحدّد وينتظر نتيجتها من المؤسسة البريطانية التي تصدر الشهادة. وإنّ وزارة التربية والتعليم لا يمكن أن تصدر إفادة تخرج للطالب إلا حينما يجتاز جميع متطلبات الشهادة وفقاً لتواريخها المحدّدة. وهذا النظام لا يسري على الشهادات الصادرة من مدرسة الشويفات وحسب وإنما من أي مدرسة تعتمد نظام التعليم البريطاني والشهادات الصادرة وفقه.
أما بخصوص الشكوى الواردة في عمود الأستاذ لطفي نصر فإن الطالبة المعنية لم تتم متطلّبات التخرّج وفقاً لنظام التعليم البريطاني، وقد قام ولي أمرها بمراجعة الجهة المعنية بوزارة التربية والتعليم لأخذ إفادة التخرّج للالتحاق بالدراسة الجامعية وقد أتى بكشف درجاتها من دون استيفاء مواد التخرج. وقد قامت الجهة المعنية بشرح الموضوع لوليّ الأمر إلا أنّه أصرّ على منحها إفادة التخرّج حتى لو لم تتمّ متطلبات التخرّج، وذلك مخالف للقوانين والأنظمة.
وتفضلوا بقبول خالص الشكر والتقدير،،،
إدارة العلاقات العامة والإعلام
وزارة التربية والتعليم