الجريدة اليومية الأولى في البحرين


مصارحات


ليلة سقوط «البي بي سي»..

تاريخ النشر : الأحد ١ يوليو ٢٠١٢

إبراهيم الشيخ



في شهر مايو من العام الماضي، كتبت مقالاً تحليلياً مطوّلاً بعنوان: «حكايات إعلامية تصنع الكوارث: قناة البي بي سي العربية.. هل هي مخترقة؟ عندما يتحوّل الإعلام من سلطة رابعة إلى بوق مُبرمج!».
المقال باختصار كان يتحدّث عن قيام تلك القناة بطعن قيم الحريّة والديمقراطية والعدالة، تحت راية «الغاية تبرّر الوسيلة»!
المقال تحدّث عمّا تقوم به تلك القناة من انحياز فاضح تحوّل إلى ما يشبه البوق المأجور، انتهك كل معاني المهنيّة والمصداقية في العمل الإعلامي.
البعض انتقد ما جاء في المقال، وقال انّه متحامل، ولأنّ ذلك المقال لم يُكتب «لفشّ الغلّ» فقط، وإنّما كان مليئاً بالأرقام والشواهد، فقد جاء تحقيق مجلس أمناء قناة البي بي سي المسمّى: «بي بي سي ترست» مؤخّرا، مؤيّداً لأغلب ما جاء في المقال!
التحقيق أكّد أنّ قناة البي بي سي كانت مهووسة ومنحازة بشكل كامل الى الأكاذيب التي كانت تروّجها (المعارضة)، وذلك بسبب عدم فهمها للوضع المعقّد داخل البحرين، على نمط خطاب المخلوع بن علي: «ما فهمتكمش»!!
التقرير وضع يده على حقيقة فشل القناة المهنيّ، وبالتأكيد لو يتواصل التقرير بمصداقية ومهنيّة أكبر، لتأكّدت حقيقة أخرى أوردتُها في ذلك المقال قبل عام، وهي أنّ قناة البي بي سي وبالأخصّ قسمها العربي، مُخترقة من مجموعة يُدفع لها لتجيّر التغطيات وصياغة الأخبار ضدّ البحرين، كما تعاني من ذلك قنوات أخرى، كالقناة الفرنسية والألمانية، ناهيك عن قنوات الصرف الصحي الإيرانية، التي تُعتبر اليد الطولى في الحراك الإيراني في المنطقة، كالعالم والمنار والاتجاه، إضافة إلى أكثر من أربعين قناة تسير في خدمة المشروع الإيراني!
ما يؤسف له، أنّ هناك قنوات أخرى تنادي بالرأي والرأي الآخر كقناة الجزيرة، شاهدنا دورها البشع والمنحاز والأعور في تغطية أحداث البحرين!
قبل فترة دخلت في نقاش مطوّل، مع إحدى طالبات الدكتوراه في الإعلام، وهي يونانية الأصل، حيث كان حديثها مشوّهاً عن البحرين والخليج عموما، ومصدرها الأوّل كان قناة الجزيرة الإنجليزية!
لم تنته المقابلة إلاّ بتحويل أفكارها عن حقيقة تلك الأحداث، وتزويدها بمجموعة من «السيديات» حول أحداث البحرين، تبيّن حقيقة العنف الطائفي الذي آثرت قناة الجزيرة وغيرها غضّ النظر عنه، لأنّها تمارس الرأي فقط ولا تلتفت الى الرأي الآخر!
ولعلّي اليوم أُنهي هذه المصارحة بما أنهيت به مقال «حكايات إعلامية تصنع الكوارث» قبل عام، وهو ضرورة قيام أجهزة الدولة الرسمية بمقاضاة تلك القنوات، وهاهو الاعتراف قد صدر، ولا أقلّ من طلب رسمي يُرفع إلى القناة بضرورة الاعتذار الرسمي الى مملكة البحرين وشعبها، عن حملة التشويه التي كانت تقودها تلك القناة ضدّ البحرين، والتي تسبّبت في أضرار لا تعدّ ولا تُحصى!
برودكاست: خرج يُرغي ويُزبد، يهدّد المشير ويتوّعد، ثمّ قام بتمثيلية اعتداء رجال الأمن عليه!!
كلّها أيّام؛ وكُشفت فضيحة «خمسة أطنان» من المتفجّرات، كفيلة بنقل البحرين إلى محاكاة المشهد العراقي باحتراف وجدارة!
ألا تلاحظون أنّ الله يدافع عن البحرين، حيث يمكرون، وتسقط الدولة في الفخّ، ثمّ تأتي الفضائح تترى، لتعلن بصوتها المُجلجل: ابحثوا عن الحوار مع فئة أخرى نتشارك معها المصير المشترك، وليس مع فئات إرهابية، تدير عصابات مسلّحة، لا تخفي ارتباطها بإيران بحماية أمريكية!