الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٩ - الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


حب الوطن والمواطنة الصالحة





ليس معنى أن نلصق صوراً للقيادة على زجاج سياراتنا، ثم نحمل عَلم البحرين فوق أكتافنا، ونطوف بهما الشوارع (بمناسبة وبدون مناسبة) نهتف بحياة القيادة والوطن، ليس معنى ذلك أننا مواطنون صالحون، وأن هذا دليلنا على حبنا للبحرين. هذا ليس حباً للوطن أو مواطنة صالحة.

إنّ حمل علم الدولة والطواف به في الشوارع والميادين العامة، يُعتبر مظهراً من مظاهر البهجة والفرح والتحيّة لموقفٍ وطنيٍ محدّد، ابتهج به الجمهور واحتفل به الشارع لمناسبةٍ ما ولساعات معدودة وانتهى. وإذا ما استمر هذا المظهر أكثر من تلك الساعات المعدودة أصبح هذا الاحتفال باهتاً وفقد معناه ووطنيته وأصبح لهواً وعبثا. فليس أكثر من المخربين وهم يحملون أعلاما للبحرين (كذباً وتدليساً) يطوفون بها الشوارع، بين الحواري والبيوت، يُلوّحُون بها عالياً. وهم في طريقهم إلى الحرق والتخريب.

ليس بحمل الأعلام أو لصق الصور يكون حُبّنا للبحرين وتكون مواطنتنا الصالحة. ولهذا فإن مفهوم الحب للبحرين والمواطنة الصالحة تتلخص في «انّ من يُحِبّ البحرين ويكون مخلصاً في حُبِّه لها، لأن مكنه أن يُسيء إلى البحرين أو إلى أهلها بالقول أو بالعمل». وإلا فما معنى أن ترى مواطناً رافعاً علم البحرين في يده ويهتف بحياتها ويُمجّد قادتها، ثم تراه سيئ الأخلاق، يفتعل الفوضى والصراخ والضجيج في الشوارع العامة، ويُؤذي الناس بتصرفاته الطائشة وأخلاقه السيئة في كل مكان، إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف. ثم أنه إذا سافر إلى الخارج خلّف وراءه الانطباع السيئ عن شعب البحرين بتصرفاته المشينة وحماقاته. هذا الشخص ما الفرق بينه وبين (المتظاهر المخرّب)؟ الذي يُرهب الناس بالحجارة والحديد والمولوتوف يومياً؟.. الحقيقة أن الاثنين فاسدان، ولكن أحدهما فاسدٌ سياسياً، والآخر اجتماعيا.

إن المبادئ الوطنية العامة للمواطنة الصالحة التي يجب أن يلتزم بها المواطن في البحرين، أراها أولاً في اعتزازه بانتمائه إلى هذا الوطن العربي الإسلامي الحر الكريم. ثم اعتزازه بتاريخ هذا الوطن العريق ومجده التليد وعروبته. ثم التزامه أن يكون صالحاً في سلوكه العام، محافظاً على كرامته. متسامحاً ومتعايشاً مع من يتقاسم معه مساحة الوطن بالحب والاحترام. ولا يسيء إلى بلده في الداخل أو الخارج. كما يجب أن يكون قدوة لشعوب العالم في تحضره واحترامه للجميع. يدعو دائماً إلى الخير والمحبة والسلام، متطلعاً دائماً إلى شروق الشمس والتقدم والنجاح. ومُقدِّساً للعلم والعمل والإنتاج.

ثم إن حُبّ البحرين أيها الإخوة (كلٌ لا يتجزأ) ويستتبع بالضرورة احترام القيادة والدستور، والالتزام بقوانين الدولة وتشريعاتها.

فإذا ما اجتمع حب البحرين الخالص، مع المواطنة الصالحة في جملة واحدة، تبين لنا أن الوطن في صورته الصادقة ما هو إلا (الولاء والانتماء والفداء).moc.liamg@٢١١٤miharbE







































.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

    الأعداد السابقة