الرياضة
هبوط الأهلي التاريخي وانعكاساته على مستقبل النادي
حسن زليخ: عمل تراكمي لرواسب عاشها الفريق قبل 4 سنوات
تاريخ النشر : الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٢
هبط الأهلي.. وصار واقعا وجوده في الموسم القادم بين أندية الدرجة الثانية لكرة القدم لكن السؤال المطروح هو:ما هي انعكاسات الهبوط التاريخي لكرة النسر الأصفر وكيف يمكن لإدارة النادي الجديدة تحمل التركة الثقيلة التي خلّفتها الإدارة المنتهية ولايتها؟ وهل من الممكن النهوض السريع وتدارك الموقف في ظل الشراسة التي سيلاقيها الفريق الأصفر من قبل بعض الأندية التي تعتبر وجودها في مصاف أندية المظاليم ظلم وإجحاف؟
هذه الأسئلة طرحت على طاولة أخبار الخليج وتركنا الإجابة عليها لثلاث شخصيات رياضية كروية بالنادي الأهلي لأخذ انطباعاتهم عن الأسباب العامة التي أدت إلى الهبوط الصعب على محبي وعشاق هذا الكيان العظيم في كرة القدم البحرينية.
رواسب قبل 4 سنوات
يرى نجم الكرة البحرينية والنادي الأهلي سابقا الكابتن حسن زليخ أن هذا الهبوط هو نتاج عمل تراكمي لرواسب عاشها الفريق الكروي قبل 4 سنوات سابقة صار فيها مستوى الكرة في انحدار مستمر حتى وصل الحال إلى الهبوط المدوي والصعب.
وقال حسن زليخ:لا يعتقد واحد عاقل أن البطولة التي حققها الفريق في 2010 هي مكسب ينافي فكرتنا المطروحة عن تلك الرواسب لأن هذه البطولة جاءت بظروف وعوامل واعتبارات الكل يعرفها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال القول بأن الفريق كان يسير على خطى النجاح نتيجة عمله المضني واجتهاده بنسبة 100%.
وأضاف:الوضع العام في حقيقة الأمر انعكس على الأهلي وقد يصيب أي ناد آخر بما فيهم المحرق لأن الكرة لدينا تسير نحو الهاوية بتسارع غريب وإن لم تتحرك الجهات المسئولة عن الرياضة بتوفير الدعم المادي المناسب فإن مصير بقية الأندية سيكون معلقا حتى تسقط هي الأخرى كما حصل للنادي الأهلي.
وأوضح قائلا: من يصرف كثيرا سيكون الطرف المستفيد وعلينا الأخذ في الاعتبار أن أندية المنامة والحد والرفاع أيضا هي من الأندية التي تصرف المادة وتعمل على تقوية فريقها الكروي، بعكس الحال في النادي الأهلي الذي يعاني من وجود ضعف الدعم وغياب العقود التي تربط اللاعبين وتوثق علاقتهم بالنادي، إضافة إلى غياب العمل الاحترافي من الناحية الإدارية في تهيئة البيئة الصالحة أمام الجيل الناشئ والجديد.
وأكد زليخ أن غياب المحترف الكفء في صفوف الفريق الأصفر ساهم في غياب المحترف المحلي أيضا وقدر رأينا كيف كان أداء المحترفين الأربعة طوال المباريات الماضية وهامشية أدوارهم في المستطيل الأخضر والسبب في المقام الأول غياب الدعم المالي الفاعل، مشيرا إلى أن المالكية استحق الفوز والصعود عطفا على أدائه البطولي والجماعي.
وناشد زليخ إدارة النادي الجديدة بالعمل على تقوية فريق الكرة بالبناء من البداية وتوفير الأجواء الإيجابية أمام اللاعبين والحفاظ على عنصر الشباب كونهم المكسب الرئيس للكرة متمنيا إيجاد محترفين من طراز عال يكون لديهم الحس الاحترافي والأداء المؤثر والمهارة الكافية التي تساعد اللاعبين المحليين على الاقتداء بهم والسير على خطاهم.
إبعاد الجماهير الأهلاوية
وعزا لاعب النادي الأهلي سابقا الكابتن جمعة بشير (بو لمعة) هبوط النسر الأصفر إلى مصاف أندية الدرجة الثانية إلى إبعاد الجماهير الأهلاوية عن فريقها إضافة إلى إبعاد اللاعبين الكبار والمخضرمين والإداريين السابقين عن التواجد وتقديم الدعم والمشورة اللازمة.
وأضاف:إدارتنا تتحمل نتيجة هذا الهبوط في المقام الأول لأنها لم تقف بجدية مع ظاهرة العزوف الجماهيري بالنسبة لمشجعي النادي وقد انعكس هذا الغياب على المردود العام وتجلت الحقيقة بأن النادي الأهلي صاحب القاعدة الجماهيرية الأكبر إلى جانب المحرق يعاني نتيجة ابتعاد محبيه عن المساندة والتشجيع فضلا عن غياب مخضرميه ولاعبيه السابقين.
وتساءل بو لمعة قائلا: لماذا لم تتحمل الإدارة مسئوليتها الأدبية في السعي وراء الأسباب التي أدت إلى ابتعاد الجماهير ومحاولة جذبهم للنادي من جديد فضلا عن تحركها لأخذ النصيحة والمشورة من كبار النادي؟ أعتقد أن هذه الخطوة كانت ستسهّل من عمل الفريق وستجعله يؤدي بصورة أفضل تجنبا للوقوع في المزالق.
وأكد بشير أن قلوب الأهلاوية جميعا تخفق بسرعة قبل وأثناء المباريات التي يخوضها الفريق في الدوري هذا العام وكأن الثقة معدومة بالنسبة إليهم، والسبب الحقيقي هو أن الجماهير ترى بأن فريقها غير مؤهل وإدارته تعاني الكثير من السلبيات وتغيب وتستيقظ على وقع الانتخابات في كل مرة، لافتا إلى أن الهبوط لا يعني نهاية المطاف والصعود من جديد بحاجة إلى عزيمة قوية وإرادة صلبة وتخطيط سليم لمنظومة العمل التي يفترض أن تسير وفق قواعد وأصول وأسس قويمة.
وأعرب بو لمعة عن أمله في أن تقف المؤسسة العامة للشباب والرياضة بحزم شديد في متابعة عمل الإدارة في المرحلة القادمة بعد مرحلة الانتخابات لأن كيان الأهلي لا يمثل فقط من ينتسبون إليه وإنما هو صرح عريق يخص البحرين وكل الأندية فيها نظرا للثقل الكبير الذي يمثله.
الكرة مهضومة بالنادي
ومن جانبه قال فيصل العالي رئيس جهاز كرة القدم سابقا بالنادي الأهلي بأن كرة القدم في النادي مهضومة ولا تلقى الدعم المادي الذي يتناسب وحجمها وشعبيتها في الأوساط الكروية المحلية وبين الألعاب الأخرى.
وأضاف العالي: تأثر مستوى الفريق في الموسم المنتهي بغياب العديد من النجوم البارزين الذي ابتعدوا للاحتراف الخارجي بحثا عن المادة التي تجعلهم يشعرون بالاستقرار المعيشي نتيجة شح الدعم المالي المقدم من قبل الإدارة، مشيرا إلى أن كرة القدم في الأهلي بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والوقت والمال للحفاظ على عراقتها لسنوات أطول.
وأكد العالي أن إيجاد العقود بين الإدارة واللاعبين ليس شرطا أساسيا للتميز والبقاء ضمن دوري الدرجة الأولى وأن العامل المهم هو توفير المادة بقوة لتهيئة الفريق وإعداده بالصورة الصحيحة،وتجنب الوقوع في الأخطاء الماضية التي جعلت الكرة في تدن مستمر وتدهور حتى وصل بها الحال للسقوط التاريخي إلى مصاف أندية الدرجة الثانية.
وقال: على الجهات المسئولة عن الرياضة بالدولة تحمل مسئوليتها الكاملة تجاه بقية الألعاب وتوفير المال الكافي للأنشطة الأخرى بحيث تكون كرة القدم هي الأولى نصيبا من هذا المال،موضحا أن هبوط الفريق هذا الموسم كان متوقعا نتيجة غياب الدعم من جهة وابتعاد نجوم الفريق السابقين من جهة أخرى.
وعن توقعه لعودة الفريق السريعة في الموسم القادم اختتم قائلا:ليس بهذه السرعة يمكننا إطلاق الأحكام فالكرة لا أمان لها وتحتاج إلى التعاون والتكاتف وأعتقد أن فريق الأهلي بحاجة إلى الوقت اللازم لمراجعة حساباته إن أراد الوقوف من جديد على قدميه والوصول إلى درجة الاطمئنان والتواجد في مكانه الطبيعي بين الأندية الكبار.