عربية ودولية
معارضون سوريون يتحفظون على بيان جنيف والصحف السورية تتحدث عن "إحباط" المعارضة
تاريخ النشر : الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٢
تحفظت المعارضة السورية امس الاحد على البيان الصادر يوم السبت عن مجموعة العمل حول سوريا في جنيف، بينما تحدثت الصحف السورية عن "احباط" المعارضة على اثر "فشل" الاجتماع كما قالت، وذلك في ظل تواصل العمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد التي ادت إلى مقتل 21 شخصا.
وفيما لم يصدر موقف رسمي عن المجلس الوطني السوري المعارض بعد، قالت المتحدثة باسم المجلس بسمة قضماني امس الاحد ان البيان الختامي لاجتماع جنيف حول سوريا يتضمن "بعض العناصر الايجابية" رغم ان الخطة بمجملها "غامضة جدا".
لكن الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري وعضو مكتبه التنفيذي برهان غليون قال إن المجلس سيصدر موقفا رسميا من الاتفاق معتبرا ما حصل في جنيف "مهزلة".
واوضحت قضماني "يبدو ان هناك بعض العناصر الايجابية، لكن تبقى عناصر مهمة مبهمة جدا والخطة غامضة جدا لرؤية تحرك حقيقي وفوري". واشارت إلى "عنصرين ايجابيين"، "الاول هو ان البيان الختامي يشير إلى ان المشاركين اتفقوا على القول ان عائلة الاسد لم يعد بإمكانها ان تحكم البلاد وانها بالتالي لا يمكنها قيادة الفترة الانتقالية".
وتابعت "النقطة الثانية الايجابية هي ان هناك اتفاقا على القول ان الانتقال يجب ان يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري. وهذا التعبير بالنسبة الينا يعني رحيل الاسد لان السوريين سبق ان عبروا عن رأيهم في هذا المجال". وقالت "لكن يبقى هناك عناصر مهمة مبهمة جدا وغامضة جدا كما ان الخطة ملتبسة جدا لكي يمكن توقع تحرك فعلي وفوري". واضافت "نحن نعارض تماما فكرة ان وقف العنف يجب الا يكون شرطا مسبقا للعملية السياسية".
وتم التوصل إلى اتفاق حول مبادئ المرحلة الانتقالية في سوريا يوم السبت في جنيف خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا يمهد الطريق امام حقبة "ما بعد الاسد" بحسب الولايات المتحدة في حين ان روسيا والصين اكدتا مجددا ان الامر يعود الى السوريين لتحديد مستقبلهم.
في المقابل اعتبر برهان غليون في تصريحات نشرت على الصفحة الرسمية للمجلس على فيسبوك "ما حصل في جنيف كان مهزلة بالمعنى الحرفي للكلمة قبل فيها اعضاء مجلس الامن الاملاء الروسي وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري وتركوه وحيدا امام جلاديه". ودعا غليون الشعب السوري إلى "خوض معركة التحرير الشعبية والانتصار فيها مستعينا بالله وبابنائه الابطال وبمساعدة الدول الشقيقة".
وفي تصريحات لتلفزيون العربية اعتبر غليون ان تصريحات قضماني لا تمثل الموقف الرسمي للمجلس قائلا ان اتفاق جنيف "يشكل اسوأ موقف دولي يعلن حتى الآن خلال محادثات حول سوريا". واوضح ان المجلس الوطني السوري سينشر بيانا رسميا حول اجتماع جنيف.
من جهتها وصفت لجان التنسيق المحلية اجتماع جنيف بأنه "حلقة جديدة من حلقات الفشل الدولي"، معتبرة ان الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية "لا يعدو كونه صيغة مختلفة من حيث الشكل فقط عن مطالب القيادة الروسية حليفة نظام الأسد ومظلته السياسية في وجه الضغوط الدولية والداعم العسكري له في استمرار مجازره بحق السوريين".
وينص الاتفاق خصوصا على ان الحكومة الانتقالية يمكن ان تضم اعضاء من الحكومة الحالية كما اعلن مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان مبديا شكوكه في ان يختار السوريون اشخاصا "ملطخة ايديهم بالدماء".
واعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في بيان صدر الاحد ان لقاء جنيف حول سوريا يشكل "دليلا واضحا" على الرغبة في التوصل على المستوى الدولي إلى حل سياسي للنزاع. في المقابل، رات إيران الاحد ان اجتماع جنيف "لم يكن ناجحا" وخصوصا بسبب غياب طهران.
من جهتها، عنونت صحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم "اجتماع مجموعة العمل ينتهي إلى الفشل". وقالت الصحيفة "لم يخرج اجتماع جنيف عن كونه اطارا موسعا لجلسات مجلس الامن حيث مواقف المشاركين بقيت على حالها".
ورأت الصحيفة ان "حل الازمة السورية لن يكون الا سوريا بإرادة ابنائها القادرين على اطلاق حوار وطني لا مكان فيه للآخرين سواء كانوا في جوار ام في ما وراء المحيطات ممن اوغلوا في التحريض على قتل السوريين وتدمير مدنهم ومؤسساتهم".
أما صحيفة الوطن المقربة من السلطات فاشارت إلى ان البيان الختامي لاجتماع جنيف "خلا من اي اشارة إلى سيناريوهات ليبية او يمنية جرى الترويج لها عبر وسائل اعلام عربية وغربية في الايام الاخيرة" معتبرة ان ذلك "شكل حالة احباط لدى معارضة الخارج".
من جهة اخرى، وصل عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني المعارض في سوريا إلى القاهرة الاحد للمشاركة في مؤتمر للمعارضة السورية تنظمه الجامعة العربية يومي الاثنين والثلاثاء بهدف توحيد المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد، بحسب مصادر مسؤولة.
واستمرت مفاعيل الازمة بين تركيا وسوريا اثر اسقاط الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية الاسبوع الفائت في المتوسط. وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاحد صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية التي اكدت ان المقاتلة التركية التي اسقطتها سوريا في 22 يونيو كانت موجودة في المجال الجوي السوري وليس في الاجواء الدولية كما اعلنت انقرة. وقال اردوغان ان "وول ستريت جورنال نشرت قبل يومين معلومات عن طائرتنا التي اسقطتها سوريا فيما كانت في الاجواء الدولية، مؤكدة انه تم اسقاطها في سوريا". وأضاف أن "هذه الصحيفة، ويا للاسف، نشرت معلومة غير دقيقة".
ويوم السبت، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية مقالا نقلا عن مصادر في الاستخبارات الامريكية جاء فيه ان الطائرة الحربية التركية "اصيبت على الارجح بمضادات جوية متمركزة على الساحل السوري فيما كانت موجودة في المجال الجوي السوري" في 22 يونيو.
واعتبر اردوغان ان الصحيفة الامريكية نشرت هذه التأكيدات لانها تمارس لعبة المعارضة في ذروة مرحلة انتخابية في الولايات المتحدة. وقال خلال اجتماع في كايسيري "ثمة انتخابات رئاسية هناك وهذه الصحيفة تتحرك لحساب حزب معارض. هذا الامر يستهدف الرئيس اوباما". واثر مقال وول ستريت جورنال، أكد الجيش التركي مجددا الاحد ان طائرته الحربية الاف-4 اسقطتها سوريا في المياه الدولية.
كذلك، اعلن الجيش التركي الاحد ان مروحيات سورية اقتربت من الحدود التركية ثلاث مرات يوم السبت، وانه تم ارسال دوريات تركية جوية إلى الحدود.
ميدانيا، تواصلت العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية في ريف دمشق امس الاحد غداة يوم دام تخلله اقتحام الجيش مدينة دوما اثر انسحاب المقاتلين المعارضين منها، واستهداف موكب تشييع في زملكا اسفر عن مقتل وجرح العشرات، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل 21 شخصا الاحد في اعمال عنف ومواجهات واشتباكات في مناطق سورية عدة، وفق حصيلة ادلى بها المرصد.