عربية ودولية
17 قتيلاً في هجوم على كنيستين في مدينة كينية قرب الصومال
تاريخ النشر : الاثنين ٢ يوليو ٢٠١٢
قتل 17 شخصا الأحد في هجوم على كنيستين في مدينة جاريسا شرق كينيا قرب الحدود مع الصومال، يعتبر الأكثر دموية منذ تدخل الجيش الكيني في جنوب الصومال ضد إسلاميي حركة الشباب في نهاية عام .2011 وفتح مسلحون النار والقوا قنابل على كنيستين في جاريسا فيما كان المصلون متجمعين خلال قداس الأحد. ولم تتبن اي جهة هذه الاعتداءات المنسقة التي تشكل من دون شك ردا جديدا على دخول كينيا الصومال.
وبعيد الظهر، رحب حساب على تويتر تستخدمه عادة حركة الشباب الصومالية الإسلامية بهذه "العملية الناجحة في جاريسا"، من دون الإعلان بوضوح عن مسؤوليتها عنها. وقال المسؤول الثاني في الشرطة المحلية فيليب ندولو لوكالة فرانس برس إن "عشرة أشخاص قتلوا داخل كنيسة افريقا انلاند وثلاثة أصيبوا بجروح في الكنيسة الكاثوليكية".
وقال المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي لإذاعة الفاتيكان إن "الاعتداءات الدامية في كينيا في مدينة جاريسا ضد كنيستين مسيحيتين أحداهما الكاتدرائية الكاثوليكية خلال الصلاة، تشكل عملا مروعا ومثيرا للقلق الشديد". وأعرب المتحدث عن قلقه وخصوصا لأنه "يبدو ان مهاجمة مسيحيين مجتمعين في اماكن العبادة العائدة لهم اصبح بالنسبة إلى المجموعات الإرهابية وسيلة تعتبر فعالة بنوع خاص لنشر الحقد والخوف".
وقال الاب لومباردي إن "الجبن الذي تتسم به اعمال العنف التي تنفذ ضد أشخاص من دون دفاع مجتمعين سلميا للصلاة لا يمكن وصفه". ومع إبداء تضامنه مع الضحايا، وجه المتحدث باسم الفاتيكان نداء لكي "يتم تاكيد الحرية الدينية للمسيحيين مجددا ويتم الدفاع عنها بعزم".
من جهته، قال رئيس الصليب الاحمر الكيني عباس جوليت إن أشخاصا آخرين فارقوا الحياة اثناء نقلهم إلى المستشفى مما يرفع الحصيلة إلى 17 قتيلا. وأضاف أن أربعين شخصا على الأقل أصيبوا بجروح، بينهم 10 إصاباتهم خطرة.
وكان عدد المهاجمين الذين غطوا أوجههم، سبعة على الأقل. وقتلوا في البداية شرطيين اثنين اثناء الخدمة أمام كل مبنى، بحسب الشرطة. وأوضح ندولو "لم نعتقل اي مشبوه، لكن لدينا معلومات حول وجود خمسة مهاجمين في كنيسة افريقا انلاند واثنين في الكنيسة الكاثوليكية".
وكانت جثث القتلى مضرجة بالدماء على الأرض، بينما هرعت أجهزة الإسعاف إلى المكان لإجلاء الجرحى، كما روى شهود عيان. وقال قائد شرطة المحافظة الشمالية الشرقية ليو نيونغيسا "انه مشهد مرعب، يمكننا رؤية جثث مضرجة بالدماء على الأرض"، مشيرا إلى ان المهاجمين الذين كانوا مسلحين تمكنوا من الاستيلاء على أسلحة من الشرطة أمام المبنيين.
وأكد نائب الرئيس كالونزو موسيوكا في بيان ان "الأمة لن تصاب بالرعب من اعمال جبانة إلى هذا الحد"، داعيا الكينيين إلى "التسامح الديني". وندد المجلس الأعلى للمسلمين الكينيين بهذه الهجمات مذكرا ان "كل أماكن العبادة يجب ان تحترم". وأضاف رئيس المجلس عبدالغفور البسايدي "نريد تقديم تعازينا ونحن حزينون لأنه لم يتم اعتقال اي شخص بعد".
وفي المحافظة الشمالية الشرقية في كينيا تقع جاريسا على بعد حوالي 140 كلم من الحدود مع الصومال. وتقع المدينة ايضا على بعد 70 كلم من مخيم داداب الكبير للاجئين الذي يؤوي حوالي 465 ألف لاجئ صومالي وحيث خطف أربعة عاملين إنسانيين أجانب يعملون لحساب مجلس اللاجئين النروجي الجمعة وقتل سائق كيني.
وبدأ الجيش منذ ذلك الحين عملية بحث واسعة النطاق في كل أنحاء المنطقة للعثور على الخاطفين لكن بدون ان يتمكن من ذلك حتى الآن. واستهدفت عدة مدن كينية بينها العاصمة نيروبي ومدينة مومباسا الساحلية في الأشهر الماضية باعتداءات ولاسيما بالقنابل منذ ان دخل الجيش الكيني في اكتوبر 2011 إلى جنوب الصومال لطرد الإسلاميين الصوماليين من حركة الشباب ومنذ ان هدد هؤلاء كينيا بالرد في مواجهة "هذا العدوان".
وتتعرض القوات الأمنية التي تقوم بدوريات من الجانب الكيني في المناطق الحدودية أيضا بانتظام لهجمات محددة الأهداف او إلقاء عبوات ناسفة. وتنسب السلطات الكينية عادة هذه الاعتداءات لحركة الشباب التي لم تعلن أبدا مسؤوليتها عنها.