عربية ودولية
المعارضة السورية تجتمع في القاهرة لبحث مرحلة ما بعد الأسد
تاريخ النشر : الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢
بدا معارضون سوريون أمس الاثنين اجتماعا في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية يهدف إلى بلورة رؤية مشتركة لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الاسد، وذلك بعد ان رفضوا خريطة طريق دولية تنص على حكومة انتقالية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في افتتاح الاجتماع ان هذا المؤتمر "يمثل فرصة يجب المحافظة عليها" محذرا من إضاعتها وداعيا المعارضين السورييين إلى "الارتفاع إلى مستوى تضحيات الشعب السوري والإسراع بالتوحد والسمو على اي خلافات حزبية". وأكد "ضرورة وضع تصور لنظام تعددي ديمقراطي لا يميز بين السوريين".
واشار العربي إلى ان "الحكومة السورية لم تلتزم بتعهداتها للجامعة العربية، ولجأت الى الخيارات العسكرية مما دفع البعض للدفاع المشروع عن النفس" مؤكدا أنه "لا يمكن المساواة بين ما تقوم به القوات الحكومية وبين ما تقوم به بعض المعارضة فالقوات الحكومية هي التي تبدأ وتستخدم الأسلحة الثقيلة".
وقال الرئيس المصري الجديد محمد مرسي في كلمة وجهها الى المؤتمر ان "التزامنا الأخلاقي وواجبنا القومي يحتم علينا الرفض القاطع لقمع الشعب السوري". وشدد ان موقف مصر من الأزمة السورية يقوم على مبادئ أولها "الحفاظ على الوحدة والسلامة الإقليمية للدولة السورية وتجنب سقوطها في هوية التقسيم او صدام طائفي إذ ان قوة الأمة في وحدة سوريا.. فوحدة سوريا خط أحمر لا يقبل المساومة". وأضاف أن "مصر لا تقبل استمرار حمام الدم في سوريا واستمرار القمع الوحشي للمدنيين بمن فيهم النساء ولا تقبل أن يرتبط الوضع في سوريا بحسابات قوى دولية تسجل نقاط في مواجهة قوى أخرى". وقال إن "المطلوب هو حل سياسي يحقق مطالب الشعب السوري ويجنب سوريا التقسيم والتدخل الخارجي ويؤسس لمصالحة وطنية حقيقة".
من جانبه دعا الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، جميع المشاركين إلى "تحمل المسؤولية التاريخية في هذه اللحظة العصيبة التي يمر بها الشعب السوري والعمل على تحقيق وحدة الصف". وأعرب عن الأمل في ان يخرج هذا الاجتماع بـ "وثيقة تتفق عليها كل قوى المعارضة السورية لتشكيل رؤية مشتركة تحدد الأولويات وتعطي رسالة اطمئنان إلى الشعب السوري في الداخل وإلى المجتمع الإقليمي والدولي من أن المرحلة الانتقالية في سوريا سوف تستجيب لتطلعات الشعب السوري وآماله".
كما دعا ناصر القدوة مساعد المبعوث الدولي لسوريا كوفي عنان المعارضة السورية إلى التوحد مؤكدا ان هذا "ليس خيارا ولكن ضرورة إذا ما أرادت المعارضة ان تكسب ثقة الشعب في سوريا".
وحضر جلسة الافتتاح وزراء خارجية مصر وتركيا والعراق والكويت. ويهدف اجتماع المعارضة السورية إلى الخروج بوثيقتين الأولى وثيقة العهد الوطني وهي بمثابة مشروع دستور للدولة السورية الديمقراطية والوثيقة الثانية تتضمن سبل التعامل مع الأزمة التي تشهدها سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.
ويشارك في الاجتماع نحو 250 من أطياف المعارضة السورية من الداخل والخارج حيث يناقش المؤتمر تشكيل مظلة جامعة للمعارضة السورية أو توسيع المجلس الوطني المعارض ليصبح هو المظلة الجامعة. وقال جورج صبرا المتحدث باسم المجلس الوطني السوري ابرز جبهات المعارضة السورية، ان الهدف هو "التوصل إلى رؤية موحدة بشان المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا".
في المقابل أعلن الجيش السوري الحر مقاطعته المؤتمر، واصفا إياه بـ"المؤامرة" في وقت يتواصل القصف العنيف على أحياء مدينة حمص المحاصرة في وسط سوريا وريف دمشق.
ووصفت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل مؤتمر المعارضة في القاهرة بأنه "مؤامرة"، مشددة على ان الهدف ليس تنحية الرئيس السوري بشار الأسد بل "إسقاط النظام برمته". وأضاف البيان ان مؤتمر القاهرة يأتي "عقب المقررات الخطرة لمؤتمر جنيف التي تصب كلها في خانة إنقاذ النظام والدخول في حوار معه وتشكيل حكومة مشتركة مع قتلة أطفالنا وأبنائنا من حكومة الحرب التي أنشأها المجرم بشار الأسد".
وكان اعضاء مجموعة العمل حول سوريا التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) وتركيا ودولا تمثل الجامعة العربية، اتفقوا السبت في جنيف على مبادئ لعملية انتقال سياسي في سوريا.
وينص الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية يمكن ان تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة "يتم تشكيلها على قاعدة التفاهم المتبادل بين الأطراف"، مشيرا إلى وجوب تمكين "جميع مجموعات وأطياف المجتمع السوري من المشاركة في عملية الحوار الوطني".
ووصف برهان غليون الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري اتفاق جنيف بـ"المهزلة" مشبها إياه بالطلب من السوريين التفاوض مع "جلادهم الذي لم يتوقف عن القتل والتعذيب واغتصاب النساء".
وأفاد ناشطون سوريون أمس الاثنين ان القوات النظامية السورية واصلت الاثنين قصف حمص (وسط) وريف دمشق، وقتل سبعة أشخاص في اعمال عنف. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان نحو 16500 شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد قبل نحو 16 شهرا، معظمهم من المدنيين.